 |
| سوزان فايق |
بكرة يمر سنتين على انتقالك للفردوس .. تركت فى قلبى شخصيا فراغ عميق لم يملأه احد للان .. فعلا بانتقالك اصبحت يتيمة .. وحشنى صوتك والسلام اللى على وجهك والابتسامة الجميلة اللى منورة ملامحك
كنت مثال حى متحرك امامنا فى احتمال المضايقات والتعب علمتنا نقول كله للخير مسيرها تنتهى ربنا موجود .. وبرغم انك بطريرك للارثوذكس فى العالم ظللت فى داخلك راهب زاهد تعيش فى قلاية فقيرة واحلى ايام عمرك اللى قضيتها فى دير الانبا بيشوى بعيد عن العالم ومشاغله ومشاكله .. علمتنا ان مصر بلد لا نعيش فيها “ربما قصدت المعنى حرفيا” ولكنها تعيش فينا لانها بلد ابائنا اتغسل ترابها بدمائهم منذ عشرون قرن وحتى هذه اللحظة
آه يا ابى لو تفتح فمك الطاهر وعيونك العميقة لو للحظات تخبرنا عما تراه الان ؟؟؟ هل مر عليك الزمن كما مر علينا ؟ هل مازلت عند وعدك انك اخذتنا فى قلبك حيث لا نستطيع الان ان نراك او نكلمك ؟ انا شخصيا اراك واسمعك واتلمس مشورتك فى كل خطوة من مشوار حياتى .. لما كنت عايش بيننا بالجسد كنت اصلى للسيد المسيح ان ياخذ عمرى ويعطيهولك .. الان اصلى للسيد ان يكون لى نصيب فى فردوسه ولو تحت اقدامك الطاهرة استمتع بصحبتك للابد .. طوال ايام الاربعاء ومن قبلها الجمعة كلمتنا عن الشهداء والقديسين والسيدة العذراء ام الله وتأملت فى حياة السيد المسيح له المجد .. قربت لنا السماء ورسمت لها صورة جميلة اشعلت فينا الاشتياقات السمائية للوجود فى حضرة الله الفادى الذى احبنا حتى المنتهى .. فماذا تفعل انت الان يا ابى ؟؟ اعتقد ان العامين مروا وكأنهم لحظة واحدة .. اراك مازلت تتفرس فى وجه السيد وفى جماله وتسعد بصداقة القديسين والانبياء العظماء اللى ياما كلمتنا عنهم .. احببت داوود النبى ووفائه لشاول برغم المضايقات والحروب بينهم .. احببت الفتى يوسف الذى اصقلته يد القدير حتى يصلح لمملكة .. احببت ستى العذراء لما تأملت فى امومتها لسيد الكون .. عشت معك فى كل تأمل وكل سيرة مقدسة كما رآها خيالك وكما صدقها قلبك وكما استوعبها عقلك الفذ .. حتى أشعارك المقدسة تلك الموهبة التى وظفتها لمجد اسم السيد المسيح .. عشت حياتك كلها خادم له .. احببته بكل قلبك وحواسك فسكب حبك فى قلوب رعيتك حتى دعيت بابا العرب .. كان يوم فراقك يوم تاريخى بحق لن ينساه العالم ولن ينساك اولادك ابدا .. اشكرك يا الهى على هذا الراعى الذى سمحت لى ان اراه واسمعه واعيش من عمرى كل فترة حبريته المقدسة حقا يا الهى هذه هدية ثمينة فزت بها .. صلى لاجلى ولاجل اولادى واصدقائى واحبائى .. صلى لاجل مصر يا سيدنا
