728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الخميس، 27 مارس 2014

    دلالات استخدام شبكات التواصل وتطورها في الشرق الاوسط




    ·   صلاح عبد الصبور 

    تشير أرقام استخدام شبكات التواصل الاجتماعي دلالات عديدة حول طبيعة المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وثقافتهم في التعامل مع الشبكات، وكذلك توضح سلوكياتهم المتباينة، والتي يمكن ربطها في بعض الاحيان بثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده، وكذلك سلوكياته تجاه القضايا المحلية وحتى محاور الحراك السياسي في الإقليم.

    في الأحصائيات العامة التي نقلتها مراكز البحوث المتخصصة في استخدام شبكات التواصل نلاحظ أن هناك حالة نمو هو الأكبر في العالم تظهر في منطقة الشرق الأوسط، حتى وصلت بنا في بداية العام الحالي إلى وصول الشبكة لنسبة تتعدى الـ 40 % من سكان المنطقة تتغير هذه النسبة لتزيد في بعض الدول وتقل في دول آخرى، فنجدها تزيد لتصل إلى أعلى نسبة تقترب من 50 % في منطقة الخليج العربي، وتقل لأقل من 40 % من دول آخرى مثل السودان وليبيا ولهذا دلالات مرتبطة بمستوى المعيشة وكذلك نسبة الأمية الالكترونية في بعض الدول.

    ربما يكون المجتمع المصري هو الأكثر توازنا فهي النسبة المتوسطة بين هذا وذاك وهو العدد الأكبر في استخدام الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وتقدر نسبة المصريين بالمقارنة بكل مستخدمي الانترنت في العالم العربي بنحو 25 % بما يعني أن هناك مصري من ضمن 4 أشخاص عرب يستخدمون الشبكة الأمر الذي يسهم كثيرا في نقل القضايا المصرية وهموم الشارع المصري للشارع العربي بشكل سريع وفي المقابل يقلل من فرص متابعة المصريين لقضايا خارج الحدود.

    من ضمن كل مستخدمي شبكة الانترنت في الشرق الأوسط هناك ما يقارب 90 %  يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي ( فيس بوك – تويتر – جوجل بلس .. وغيرها) وذلك يعني أن عدد قليل جدا من مستخدمي الانترنت لم يهتموا بالتواصل عبر شبكات التواصل وهي النسبة التي تبدو غير مفسرة، أو تعتبر النسبة التي متاح لها الدخول للشبكة ولكنها الاقل نشاطا في التعبير عن الرأي والتواصل مع الآخرين.

    سنجد بين مستخدمي الانترنت في الشرق الاوسط هناك نحو 60 مليون لديهم حسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وهناك نحو 7 مليون يستخدمون “تويتر” و6 مليون يستخدمون”لينكدإن” وبالتأكيد هناك تداخل بين هذه الأرقام فهناك من يستخدم الثلاثة معا.

    هناك دلالات مرتبطة بنوعية النافذة الاجتماعية التي يفضلها الجمهور، ورغم أن فيس بوك يظل الأكثر جذبا للنسبة الأكبر في الشرق الأوسط، نتيجة اتجاه المستخدمين للتواصل الاجتماعي أكثر من اتجاههم للبحث عن المعلومات، فطبيعة فيس بوك تتميز باتاحة أدوات متعلقة بالجانب الترفيهي أكثر منه الجانب العملي أو  المعلوماتي.

    ولكن هناك دلالات مرتبطة بتميز  تويتر بالجانب الإخباري والمعلوماتي السريع، ولينكدإن بتميزه بالجانب التسويقي والمهني، ولذلك نجد أن مستخدمي فيس بوك يمثلون كافة الفئات العمرية والمهنية ويغلب عليها الشريحة العمرية الشبابية والصغيرة، أما تويتر فيغلب عليها الفئة الأكثر ثقافة وقدرة على التعبير عن الآراء والأفكار، أما لينكدإن فيزيد فيه نسبه المهتمين بالعمل والتسويق والتواصل في الموضوعات ذات الصلة بالمعلومات العملية للأشخاص.

    لذلك نلاحظ أن مستخدمي “لينكد إن” في دولة مثل الإمارات يزيد عن مستخدمي “تويتر” ولذلك دلالة مرتبطة بالطبيعة العملية للأفراد هناك حيث تضم الإمارات وخاصة إمارة دبي العديد من الجنسيات بجانب الأعمال والاستثمارات الأجنبية هناك خاصة في مجال الإعلام والسياحة، الأمر الذي يجعل مستخدمي الانترنت في الإمارات أكثر عملية واهتماما من المستخدمين في دول آخرى.

    من ناحية الفئات العمرية تظل الفئة العمرية من 18 – 24 سنة وهي بداية الشباب هي الفئة الأغلب في عدد المستخدمين بنسبة 36 % تليها الفئة العمرية من 25 – 34  سنة بنسبة 33 % ويمثلان معا نسبة تصل إلى نحو 69 % من العدد الكلي للمستخدمين وهذا الامر يشير إلى دلالات مهمة وهي أن هناك فئات يبدو أن فاتها قطار التكنولوجيا وتسعى للعودة للتعليم على تقنيات التكنولوجيا الحديثة وهي الفئات العمرية التي تعدت الـ 40 عاما ويمثلون فقط 10 % من المستخدمين، كما يعطي دلالة مرتبطة بالصفة الشبابية لاستخدام شبكة الانترنت وارتباطه بحالة الثورة الداخلية والرغبة في التعبير عن الرأي والتواصل مع الآخرين، ودلالة ثالثة تشير إلى أن المستقبل يحمل المزيد من التأثير لهذه الشبكات باعتبار أن الفئات العمرية المستخدمة بكثافة حالية ستكون مستقبلا هي الفئة الأكبر وسينضم إليهم المزيد من المستخدمين من الفئات الأصغر الذين تربوا على ثقافة استخدام التكنولوجيا الحديثة.

    إضافة لذلك فإن هناك دلالة مهمة مرتبطة بمعرفة الموضوعات التي يتداولها ويتفاعلون معها في منطقة الشرق الاوسط، ومعرفة ذلك تعطي دلالات بأهمية هذه الوسائل ومدى تأثيرها فتطرقت البحوث إلى وجود خمس محاور رئيسية  مهمة يدور النقاش بداخلهم وهي : (الترفيه، المجتمع، السياسة، الرياضة، والدين) والملاحظ أن الترتيب المنطقي في ظل ثورات الربيع العربي يعطل أهمية أكبر للسياسة والدين، ولكن الحقيقة غير ذلك فالمحتوى الترفيهي والتواصل الاجتماعي والرياضة يأتون في المقدمة وتتراجع السياسة والدين، هذا الأمر يبدوا غريبا عن الحديث الإعلامي عن تأثيرا شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام تجاه القضايا السياسية، ولكن الحقيقية أن السياسة والدين تراجعوا مع تراجع تأثير ثورات الربيع فالأمر لم يكن كذلك في 2011 و 2012  حيث كانت السياسة والدين هم الأكثر اهتماما لدى مستخدمي شبكات التواصل، ولكن يبدو أن المحتوى الترفيهي والاجتماعي عاد للمقدمة وهو الذي صنعت من أجله هذ الشبكات فالمحتوى الترفيهي والاجتماعي يأتي في المقدمة لدى كل شعوب العالم، ولذلك فمرحلة انطلاق ثورات الربيع العربي كانت تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي استخداما خاطئا يبتعد عن الرؤية الحقيقية والطبيعية لها.

    ومن الناحية السيكولوجية هناك طبيعة مختلفة للمستخدم العربي لشبكات التواصل الاجتماعي، فهو يبحث عن متنفس حقيقي للتعبير عن الرأي، وهو أيضا يريد أن يجد الأدوات التي توفر له المزيد من الترفيه، وكذلك يعاني من بيئات منغلقة ويتطلع للانفتاح على الآخر والتواصل معه، يشعر بالكبت وعدم القدرة على إخراج ما بداخله من أراء وأفكار ومشاعر،  يشعر أن لديه الكثير من التميز ويريد أن يصدره للآخرين، محبط أحيانا وطموح أحيانا أخرى فيجد في شبكات التواصل فرصة للتعبير عن افكاره ويسعى لجذب الآخرين ولفت انتباههم إليه، فهو أيضا يبحث عن ذاته، يتخفى أحيانا أمام شعارات ويبحث عن الأحلام والآمال في العالم الافتراضي، يتأثر كثيرا بما يقوله الآخرين ويسعى للتأثير فيهم بشتى الطرق.

    كل ذلك يفسر لماذا تهتم الشبكات الكبرى باستهداف هذا السوق النامي والمتعطش في منطقة الشرق الأوسط الذي يلتهم مئات والآلاف التطبيقات التي تساعده في التعبير والترفيه في نفس الوقت، لذلك نجد أن شركات عملاقة تقوم بتعريب التطبيقات لتناسب المستخدم العربي، وشركات آخرى تصنع تطبيقات خصيصا لهذا الجمهور، وفي كل الأحوال المستقبل يحمل الكثير من النمو والتأثير لهذه الشبكات في منطقة الشرق الأوسط، ويحمل أيضا الكثير من الغموض في تفكير مستخدم الانترنت العربي، وربما لايستطيع أحد  التكهن بما هو قادم في هذا المجال الذي يتنامي بشكل لحظي.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: دلالات استخدام شبكات التواصل وتطورها في الشرق الاوسط Rating: 5 Reviewed By: كفرالشيخ تو داى
    Scroll to Top