بقلم اندريه أونتيكوف
بالتأكيد أن روسيا الآن طرف رئيسي داعماً في مواجهة الارهاب وداعماً في المحافظة على الدولة الوطنية العربية والمنظومة العربية. أريد أن أقول هنا بأن كثير من جماهير الشعب المصري تفاءلت وأقبلت على انتخاب المشير السيسي لرئاسة الجمهورية تيمناً بالسيرة الوظيفية للرئيس بوتين ابن المخابرات الروسية أيام الاتحاد السوفييتي وما يمتلكه من رؤية استراتيجية، حتى أن البعض يقول بأن طريقة تعامل السيسي مع رجال الأعمال المصريين تشبه تماماً طريقة تعامل الرئيس الروسي مع رجال الأعمال الروس، الذين أصبحوا أثرياء في فترة التحول من الاتحاد السوفييتي إلى روسيا الاتحادية. كما أن آخر تعبير للرئيس السيسي أثناء تدشين الخط الثاني لقناة السويس، عندما فقال لرجال الأعمال سوف تدفعوا رغماً عنكم، وهذه هي اللهجة التي يتحدث بها الرئيس بوتين إلى رجال الأعمال الروس. حينما يقف الرئيس السيسي ويقول ويقسم يمين أمام قيادة الشعب المصري إن ما حدث في 03/07 جاء دون استشارة أحد. وما نشهده من قبل الغرب هو نفاق وازدواجية فهو يعتبر ما يحدث من قبل 30 ألف شخص في ميدان كييف ثورة، أما ما جرى من قبل 30 مليون في مصر بليس بثورة. هناك تتوق وتشوق من قبل الشعب المصري لإعادة العلاقات الحميمة مع الشعب الروسي، التي كانت من نتائجها بناء المصانع وبناء مصر الحديثة وليس مصر الاستهلاكية، والبعض يتساءل ماذا نتج عن علاقة مصر على مدى أربعين سنة مع الغرب إلا هدم المصانع وبيعت مصانع أخرى، وأغلقت شركات، أما العلاقة مع روسيا الاتحادية الجمهورية الرئيسية في الاتحاد السوفييتي هي التي صنعت مصر وصنعت الحياة الاقتصادية الصناعية في البلاد.
من المثير للاهتمام أن عبد الفتاح السيسي، قبل زيارته لروسيا، قام بزيارة للمملكة العربية السعودية، حيث أجرى محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وهنا يعتقد المستشرق الروسي فيتشيسلاف ماتوزوف بأن هذه الأحداث الحتمية ليست صدفة،
و تابع قائلاً:
تدخل العلاقات السياسية والدبلوماسية بين روسيا والعالم العربي مرحلة جديدة مرحلة تاريخية، وزيارة الرئيس المصري لا تمثل فقط تعزيز العلاقات بين مصر وروسيا وإنما روسيا ترى في مصر العالم العربي والعالم الاسلامي الذي يتقدم على الصعيد الدولي، كونها الدولة المستقلة من سيطرة النفوذ الأجنبي والراغبة في ممارسة سياسة مستقلة عن الأقطاب العالمية التي تثر بشكل او بآخر على العالم العربي والاسلامي. المشير السيسي فضل أن يزور قبل هذه الزيارة عاصمة المملكة السعودية، وهذا دليل على أنه لا يمثل حالياً فقط مصر وإنما العالم العربي مع دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.
والسؤال الذي يثير فضول المحللين السياسيين هل يدور الحديث عن تحالف ثلاثي بين "موسكو-القاهرة-الرياض"؟
كثير من الخبراء يؤكدون خلال رد على هذا السؤال بالإيجاب.
على أي حال، فإن الاتصالات الأخيرة على مختلف المستويات بين روسيا ومصر والمملكة العربية السعودية تجري وفق توافق ملحوظ.
