728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 8 أبريل 2015

    باحث آثري : يستعرض حياة الملك وتتويجة ومهامه والمؤامرت التي تعرض لها علي مر التاريخ


     الباحث الآثري أحمد عامر
    كتب - احمد عامر 

    أكد الباحث الآثري أحمد عامر إنه لم تكن الملكية في مصر القديمة آدمية بل عُدت دائماً شيئاً مقدساً وحقاً للآلههً ليس غيرها،وعبر عن ذلك بوضوح في الأساطير القديمة ومن هنا إعتقد المصريين أن كل ملك يخلف هؤلاء هو إله مثلهم وكان الملك في مصر القديمة كان بيُعتبر صورة الأله حورس "إله الملكية" على الأرض ففي بداية الأمر نجد أن الآلهة كانت عايشة على الأرض مع البشر وعندما فعل البشر الخطيئة التي كانت هي مُتمثلة في الأعتداء والأستيلاء على قرابين الآلهة كان لابُد أن يكون في عقاب للبشر وفي النهاية الآلهة صعدت للسماء وتركت البشر على الأرض وكان الأله حورس هو آخر أله حاكم على الأرض،ونجد أن من جاء بعد الأله حورس من ملوك هُم šmsw ḥr" " وتعني "شمسو حِر" أي "أتباع حورس" كما أننا نجد أن الإتصال الشخصي بهذا الإله كان قاصراً علي المقربين فقط،وإبتداء من الدولة القديمة وحتي نهاية التاريخ المصري كان لهؤلاء الملوك بعض الصفات والألقاب تعكس مدي أهميتهم ومكانتهم في الدنيا وتجاه الآلهة في الآخرة ، وتمثلت هذه الألقاب في خمسة ألقاب هي الأسم "الحوري" يلية "الأسم النبتي" ثم بعد ذلك الأسم "النسوبيتي" ويأتي بعده إسم "حور نبو" وأخيراً اسم "سا رع" .
    وأضاف عامر أن إختيار الملك كان يتم بثلاث طرق أولها بالميراث إذ يحدد الملك من يخلفه في حياته وفي بعض الأحيان كان الملك يجعل خليفته يشترك معه في حكم البلاد أثناء حياته ، أما الحالة الثانية كان تتم بواسطة المعبودات إذ تختار هي من يتولي منصب الملك وذلك من إشارة بردية "وستكار" وبردية "هاريس"،أما الحالة الثالثة هي الأحلام التي تعتبر نبوءات مقدسة تخبر بتولي شخص ما منصب الملك مثل الرؤيا التي تركها تحتمس الرابع بين قدمي أبي الهول .
    أما عن مهام الملك فقد لعبت الديانة والطقوس دوراً هاماً في حياة الملك فكان الملك هو الكاهن الأعلي لكل الآلهة،ولذلك نجد الملك يصور دائماً في المناظر علي جدران المعابد وهو يقدم القرابين لآلهتها ف الملك هو ابن هؤلاء الآلهة وما يقدمونه من خير للبلاد فهو من أجل ابنهم وهذا يعني أن الملك يمثل وسيطاً بين البشر وبين الآلهة،وكان الملك وحده من دون الناس سوي الكاهن الأكبر هو المسموح له بالدخول إلي قدس الأقداس وهو وحده الذي يحق له فتح أبواب الهيكل الصغير ليري والده الإله،أما عن الأعمال الإدارية فكانت ترفع  إليه تقارير عن كل صغيرة وكبيرة ليري فيها رأية ، كما كان هو الذي يشرف علي توزيع المنازل علي العمال،ويجوب البلاد بنفسه حال المباني والمحاجر ومحطات الآبار .
    وكان لابد من وجود موظفين كبراء يعاونون الملك في هذه الأعمال يأتي علي رأسهم الوزير الذي كان بمثابة رئيساً للحكومة في عصرنا الحالي ، وكان هناك المُبلغ الذي يبلغ الملك بكل ما يحدث في البلاد ، وكان للملك مستشارين،ومنذ عصر الدولة الوسطي كان الملك إذا تقدم به العمر أشرك معه إبنه في الحكم ، وكان الملك يدير البلاد ويدير شئونها من قصره،ومن هنا نجد أن القصر لم يكن مجرد مكان يقيم فيه وإنما كان كان مركزاً للشئون الإدارية كلها .
    وتابع عامر إن التقاليد كانت تقضي بإعتبار تولي الملك الحكم بدءاً لعصر جديد سعيد ولذا كان يجب الإحتفال به في يوم رأس السنه ليكون بداية عام جديد ، وكان إرتقاء الملك للعرش يصاحبه سلسلة من الطقوس والإحتفالات،حيث تبدأ الطقوس التطهير للملك الجديد والتي يقوم بها كاهنان يلبسان أقنعة المعبودين حور وست،ويعقب ذلك إرتقاء الملك للعرش وظهوره كملك ثم بعد ذلك توحيد نباتي البردي واللوتس ثم يأتي بعدها طقس الجري الدائري حول أسوار المدينة أو القصر وبعدها يتسلم الملك لشارات الملك المختلفة وينتهي هذا الإحتفال بموكب مهيب للملك الجديد يتقدمه حملة الألوية متوجهاً لزيارة المعابد الكُبري في البلاد للتودد لأربابها ونيل بركتهم،وقد كان يحتفل سنوياً بذكري هذا اليوم المبارك،وعندما يقضي الملك ثلاثين عاماً في الحكم كان يقوم الملك بالإحتفال بعيد "الحب سد" ويرجع الإحتفال بهذ العيد إلي عهد الملك " نعرمر " .
    وأشار الباحث إلي أنه كان من الطبيعي أن يمتاز الملك عن رعاياه في الملبس فكان يتكون من إزار قصير له شريط فوق الكتف الأيسر ثم حزام يثبت فيه الخنجر وبه من الخلف ذيل حيوان،وإلي جانب الإزار توجد نقبة قصيرة تُلف حول الوسط وكان للحزام مشبك من الأمام يُكتب عليه إسم الملك،وكان الملك يقوم بحلق شعر رأسه ولحيته مثل سائر الرعية ولكنه كان يظهر بلحية طويلة مستعارة يثبتها في ذقنه ، وكان يلف شعره بعُصابه تتدلي خلف رأسه ويزينها من الأمام حية الكُوبرا،وفي مناسبات الأعياد والإحتفالات كان الملك يتخذ تيجاناً خاصة،وكان للملك شارات ملكية ترمز لقوته مثل عصا الحاكم المعقوفه ، والمذبه نخخ ، وكان سلاحه عبارة عن هراوة من الحجر بمقبض خشبي يصور بها دائماً يسحق أعداه،وكانت العناية بملابس الملك مسئولية موظفو خزانة الثياب الملكية .
    وعن أول مؤامرة في التاريخ قال عامر أنها حيكت كانت ضد الملك "بيبي الأول" كانت من زوجته الملكة "إيمتس" وعرفنا هذه المؤامرة عندما كلف الملك "بيبي الأول" وزيره "وني" كي يحقق في هذه المؤامرة التي حدثت له من قبِل زوجته وإبنه وإشترك معهم وزيره وحتي الآن لا نعرف ما هي الأسباب الحقيقية لهذه المؤامرة،كما وجدت أيضاً مؤامرة دُبرت لقتل الملك "أمنمحات الأول" وقد وردت في نصائحة إلي ابنه الملك "سنوسرت الأول" وكذلك في قصة "سنوحي"،وهناك رأيان الأول يقول إن الملك قد نجي منها ورأي آخر يقول أن المؤامرة قد نجحت والأرجح هو الرأي الأول لهذه المؤامرة .
    وتاريخياً نجد أن أشهر مؤامرة في التاريخ المصري القديم هي تلك التي دبُرت لقتل الملك "رمسيس الثالث" الذي شهد حكمه وقد شهدت فتره حكمه بعض المشاكل الداخليه الخاصه بدفع أجور عمال دير المدينه والتى تأخرت شهرين مما دفعهم للقيام بأول إضراب فى التاريخ،وقد وصلت إلينا تفاصيل هذه المؤامرة من ثلاث برديات،هي "البردية القضائية " أو "بردية "تورين"،وبردية "لي" وتكملتها في بردية "رولن" والذي أتاح وقوع مثل هذه المؤامرة،هو أن "رمسيس الثالث" على ما يبدو لم يحدد مَن مِن بين أبناء زوجاته الملكيات الكبريات سيرث العرش من بعده يبدو أن هذا الأمر قد دفع واحدة من زوجاته ألا وهى "تي" إلى أن تعمل على أن يتولى ابنها  "بنتاؤر" كما سُمِّيَ في المحاكمة مقاليدَ الحكم،فكانا هما اللذين قاما بتدبير حركة تمرد فعلي كادت أن تنتهي باغتيال "رمسيس الثالث"،وملخص المؤامرة أن الملكة "تـي" أو "تـتي" إحدى زوجات "رمسيس الثالث" قد أيقنت أن الملك لن يجعل ابنها " بنتـاؤر" ولياً للعهد،فصمّمت على قتله،ثم إعلان ابنها ملكاً،وقد اشترك معها في تدبير المؤامرة اثنان من كبار موظفي القصر هما "مسـد سـو رع"و"ﭙـا بـاك آمـون"،وقد كانت مهمة الأخير في داخل القصر وخارجه هي توصيل رسائل الحريم إلى أمهاتهن وأخواتهن،وقد كانت على النحو التالي " أثيروا القوم، حَرِّضوا الأعداء ليبدءوا الأعمال العدائية ضد سيدهم."
     كما أضاف الباحث أنه قد إشترك في هذه المؤامرة أيضاً بعض الضباط وحراس القصر ، وأحد الكهنة ، وست من نساء الحريم كانوا حلقه وصل بين الملكة وشركائها في الخارج ، وقبل أن يسدد المتآمرون ضربتهم عملوا على إثارة الفرق المعسكرة في بلاد " النوبة " لتشق عصا الطاعة ضد الملك ، ولتقوم بهجوم مفاجئ على مصر ، وتمكن المتآمرون من كسب رئيس الفرقة إلى صفهم ؛ لأن أخته إحدى نساء الحريم أرسلت إليه  على النحو التالى "اجمع الشعب واعلن العصيان على الملك" .
    ولم تكتفي "تـي" وأعوانها بجمع الأنصار،بل لجأوا للسحر ليستعينوا به على جلب الضر والبلاء على الملك وأعوانه ولا يوجد إلى الآن ما يؤكد ما إذا كانت هذه المؤامرة قد نجحت في القضاء على الملك أم أنه نجا منها ليشهد محاكمة المتهمين ولقد نُعِتَ الملك في وثائق هذه المؤامرة بأنه الملك العظيم،وهو نعت يطلق على الملك الميت ، فدفع ذلك البعض إلى القول بأن الملك قد قضى نحبَه،وأن محاكمة المتآمرين كانت في عهد ابنه "رمسيس الرابع "،وقد قضت المحكمه بإعدام "بنتـاؤر" بن الملكه وثلاثه أخرين بينما حكم على الاخرين بالسجن وبتر بعض الاعضاء مثل الاذن،اما مصير الملكه لم نعرف عنه شيئا .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: باحث آثري : يستعرض حياة الملك وتتويجة ومهامه والمؤامرت التي تعرض لها علي مر التاريخ Rating: 5 Reviewed By: alsharq alaraby
    Scroll to Top