بقلم - محمد فكرى
من الأسباب التي أدت الي إندلاع ثورة يناير هي محاولة توريث أبناء الرئيس السابق مبارك للحكم والعمل علي تمهيد الطريق لهم لخلافة والدهم وتسخير جميع مؤسسات الدولة الي ترسيخ هذا التوجه والعمل علي إنجاحه وتقبله كامر واقع ، في حين أن الدولة كانت تمر بسوء الاحوال الاقتصادية والمعيشية والتعليمية وتفشي الفساد الحكومي والفساد المالي مما ساعد علي حدوث الرفض الشعبي لإنجاح عملية التوريث وكان هذا ضمن الاسباب التي إندلعت بسببها ثورة 25 يناير ومن بعدها ثورة 30 يونيو حتي وصلنا لما نحن فيه الأن ، ونجد انه من اللافت للنظر أن ما رفضه الشعب قد يتقبله في مواضع أخري فمقولة ( المبادئ لا تتجزء) اثبت الشعب المصري بالدليل القاطع أنها مقولة خاطئة فما نرفضه في توريث السلطه نقبله في مجالات مختلفه ، فالقضاه يورثون أبنائهم وأقاربهم ويرفضون وجود فئات من الشعب في السلطة القضائيه حتي إذا توافرت فيهم الشروط اللازمه ، وكذلك في الشرطة والحربيه التوريث للأبناء والاقارب وحتي إذا توفرت الشروط في غيرهم فيتم رفضهم لإخلاء اماكن لابنائهم وأقاربهم وكذلك يحدث هذا في الجامعات فأولاد الأساتذه يتم تعينهم بالجامعات ويتم حجب التعين عن ابناء العامه والمتفوقين إلا مارحم ربي حتي في المصالح الحكوميه يتم عمل مسابقات لأبناء العاملين في شركات البترول والضرائب والتنظيم والإداره والمحاكم .....الخ بما يخالف مبدء تكافؤ الفرص ، فنحن لازلنا نعيش حالة من التقسيم والانقسام المجتمعي الذي لا يفرز سوي تفشي الامراض المجتمعيه نتيجة الازدواجيه والطبقية وسلطة المال والذي يجب ان يتم معالجتها حتي نكون علي المسار الصحيح ويجب الإنتقال الي فرض العدالة الأجتماعية ووضع معايير محدده لكل فئات الشعب بمعايير الكفأه وليست بالتفصيل علي مقاسات خاصه كما كان يحدث من قبل ومع كل هذا الكلام واضح انه لا يقال الا في كلام مصاطب.
