بقلم / ياسمين بركات
مع حلول فصل الشتاء على قطاع غزة هذا العام وبدء موجات الصقيع, العواصف والامطار بالاقتراب. بدأ سكان غزة استعدادهم لشبح الشتاء وسط ظروف معيشية قاسية وصعبة فهم يعانون اليوم من الفقر وقلة المساعدات الاغاثية والانسانية لمساعدتهم في تجاوز عذاب هذا الشتاء اكثر من اي شتاء اخر منذ 9 سنوات.
عشرات الالاف من سكان قطاع غزة يعانون اليوم من معاناة فاقت كل وصف ممكن, فلديهم الكثير من الازمات منها: الكهرباء, الغاز, والوقود على سبيل المثال فساعات وصول التيار الكهربائي لا تتعدى الساعتين او ثلاث ساعات ويستمر قطع الكهرباء مدة 14 ساعة. ازمة متواصلة ولا حياة لمن تنادي فان المسؤولون لا يشعرون ببرد الشتاء القارص فهم لا يعيشون بالمخيمات مثل باقي الشعب والدفئ يملأ بيوتهم فهم واولادهم بالف خير. ان المواطن الغزي البسيط الذي دمر منزله واصبح حطام وبات يعيش في الهواء الطلق يواجه برودة الشتاء هذا المواطن هو رهينة واسير سياسة عقيمة, حولت حياته واوضاعه الانسانية الى ازمات متكررة.
احد هذا الازمات هي المعاناة الانسانية التي تتجدد في كل عام مع قدوم فصل الشتاء, يكون ثقيلا على الغزيين البسطاء لا يملكون امامه اي اسلحة تحميهم من شبح البرد والصقيع الذي يتغلغل في اجسادهم, وما زال من عام الى اخر يطاردهم في ظل عدم توفر الامكانيات لديهم لمقاومة هذا البرد اللعين, ومع تسؤيب مياه الامطار الى بيوتهم, خيمتاهم و"الكرفانات" التي استلموها بديلا لبيوتهم التي دمرت خلال الحروب المتتالية التي خاضها قطاع غزة, بالاضافة الى النقص في الاغطية والمدافئ.
لقد جاء البرد على الغزيين البسطاء شديد هذا العام وقاسي جدا, ومع ذلك كانت محاولات المسؤوليين للتخفيف من معاناة السكان او لمكافحة البرد معدومة ولو نلاحظ ولم يكن اي جهد يذكر في هذا الامر لا مدفاة صغيرة تخفف من وطأة البرد في ظل انقطاع الكهرباء.
كان شتاء قاسي هذه السنة, ربما حمل القليل من الخير, غير انه اغرق الغزيين البسطاء باعباء اضافية, اثقلت كاهلهم اضافة الى ما يتحملونه من متاعب متنوعة الاحجام والالوان. حلول برد الشتاء هذا العام بالمقارنة مع شتاء اعوام اخرى لا مكان للمقارنة, في ظل العيش في داخل الكرفانات تلك الصفائح المعدنية, التي يزداد بردها والساكن فيها لا يحتمل شدة البرد داخلها مع عدم وجود الكهرباء والغاز للتدفئة. مع تسرب الامطار وغياب وسائل ومستلزمات التدفئة المناسبة, زدادت المخاوف لدى السكان بالرغم من محاولات المسؤولون في السلطة الحاكمة في قطاع غزة طمأنتهم.
الحقيقة الساطعة والتي لا يمكن اخفاؤها هي ان هناك خطر محدق بسكان قطاع غزة البسطاء خلال فصل الشتاء فموجة البرد هذا الشتاء كانت قاسية جدا وغير مسبوقة في تاريخ القطاع.
