728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 2 مارس 2016

    هكذا أثر الاتفاق النووي في هيكل النظام بمسرحية الانتخابات



    كتب ماجد مجيد

    كنا نتوقع ان نشاهد مفاعيل السمّ النووي (في مصطلح سياسي بمعنى انسحاب إيران من مشروعه النووي) اقل من نصف السنة وسرعان ما أثر هذا السمّ في الانتخابات وعدم تحقيق نوايا زمرة خامنئي باستيلاء على السلطة وفشل هندسته ...
    قال الملا روحاني في القاء طعن لزمرة خامنئي مساء الثلاثاء 2 شباط / فبراير 2016 في حديث بثه تلفزيون النظام: ”يجب أن لا نخلق في أذهان الناس شائبة هندسة الانتخابات” مشيرا إلى عمل هندسة فرزالأصوات والتزوير واختلاق الأصوات في الانتخابات وهي من السياقات الثابتة لدى النظام الإيراني ...
    تشهد العديد من المصادرالمحايدة وشهود العيان على آلاف من مراكز الإقتراع برفع تقارير عن كساد المسرحية و لامبالاة المواطنين ومقاطعة الاغلبية الساحقة من الشعب الإيراني خاصة الشباب وكذلك اختلاق مشاهد تلفازية في طهران وعدد من المدن الكبرى والرامية لانتعاش المسرحية. 
    لكن رسالة خامنئي القصيرة بعد يومين من مسرحية الانتخابات، تنعكس هزيمة النظام وتفاقم أزماته. هزيمة يريد أن تكون مخفية تحت عبارات دعائية متعددة. عباراة مثل «عزيمة راسخة و حماس وحيوية لا تنسى» و« لتشكيل مجلسين مقتدرين عظيمي الأهمية» و «الديمقراطية الدينية في وجهه المشرق المقتدر». معذلك ان الضعف السائد على كل جوانب هذه الرسالة يوضح الحقيقة بشكل جلي. فعلى سبيل المثال عندما يحذر قادة النظام من أن « الفترة الراهنة البالغة الحساسية تتطلب حساسية ووعياً وعزيمة راسخة من الجميع وخصوصاً أنتم المسؤولين». أو عندما يطعن رفسنجاني ويتهمه بـ « ترجيح المصالح الوطنية على الإرادات الشخصية و الفئوية» ويقول انه ليس أهل « الوقوف بشجاعة أمام التدخلات الأجنبية» ولا يبدي « ردود الفعل الثورية حيال مخططات الخصوم و الخونة ». كما وفي اشارة الى مزاعم روحاني بـ «الاستثمارات الخارجية» تحت عنوان «التنمية» و «التقدم» يقول: « التقدم لا يعني الذوبان في هاضمة الاستكبار العالمي». 
    خامنئي بطبيعة الحال يترك شهر السيف لشن حملات أكثر جهارا وليشفي غليله الى كبير جلاديه في قضاء النظام الملا آملي لاريجاني ليتهم على لسانه رفسنجاني «بالتناسق مع وسائل الاعلام الأمريكية والبريطانية» و حتى «الدواعش» و«التناغم مع الأجانب». الاتهام الذي يرادف الاعدام في نظام الولاية. 
    الا أن رفسنجاني وفي المقابل شهر السيف بوجه خامنئي ليقول «لا أحد يتحمل المقاومة أمام ارادة الغالبية الساحقة للشعب وكل من لايريده الشعب فعليه أن يرحل». (28 فبراير). 
    هذه المواجهة تبين أن في عهد ما بعد مسرحية الانتخابات، تدور رحى الصراع في قمة النظام وكل الأزمات الناتجة عنه راحت تتفاقم أكثر مما مضى. انها حالة مجتمعة بين حصيلة تبعات تجرع كأس السم ونتائج الصراع على الانتخابات حيث يخرج منها النظام والولي الفقيه أضعف وأعجز مما سبق. لماذا وكيف؟ وبالقاء نظرة الى نتائج مسرحية الانتخابات يمكن الحصول على الجواب:
    1- لحد مساء الخميس 25 فبراير كان قادة النظام يتشدقون بمشاركة 75 بالمئة ولكن عمليا كانت «لا» الشارع الايراني كبيرة جدا بحيث حتى باللجوء الى دهاليز «تجميع الاراء» لمضاعفة الأصوات بمضروب كبير فلم يتمكنوا من اعلان أكثر من 62 بالمئه (بيان وزارة الداخلية 29 فبراير). هذا الواقع أن بوار سوق تهريج الانتخابات كان بدرجة حتى اضطرت وسائل الاعلام الحكومية الى الاعتراف بذلك من خلال عناوين تحذير من «الجزء الفارغ من الكأس» و«عدم حضور مالايقل عن 40 بالمئة أي حوالي 22 مليون نسمة» مؤكدين أن هذا الواقع لايمكن العبور عنه بسهولة» (جهان صنعت 28 فبراير) كما حذروا من أن «في بعض المناطق الفقيرة تضائل عدد الأصوات ... لذلك على غرف التفكير في النظام والحكومة أن تدقق المسألة وتداركها». (جوان 28 فبراير). 
    2- مع شطب العناصر الرئيسية لخامنئي من أمثال حداد عادل والملا يزدي ومصباح وفي المقابل تصدر رفسنجاني القائمة، فقد تلقى الولي الفقيه ضربة كبيرة. ويمكن ادراك وقع هذه الضربة من خلال الشطب الكامل لقوائم زمرته في طهران سواء في مجلس الخبراء أو البرلمان. ووصفت وسائل الاعلام التابعة لخامنئي هذا الواقع تحت عنوان «اننا تلقينا هزيمة» (جهان نيوز 29 فبراير) و حتى ذهبت أبعد من ذلك ووصفتها بـ «الاطاحة» من حيث «الايديولوجية السياسية» (موقع دولت بهار الحكومي 28 فبراير). 
    3- معذلك وبما أن خامنئي وبشطبه المرشحين بالجملة من قبل مجلس الصيانة، قد سلب من رفسنجاني امكانية حصوله على الغالبية خاصة في مجلس الخبراء الا أن المشهدية تحولت الى اصطفاف مكثف بين زمر النظام والصراع على السلطة في مستو أعلى سوف تترتب عليه تبعات مثقلة على النظام المتجرع كأس السم.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: هكذا أثر الاتفاق النووي في هيكل النظام بمسرحية الانتخابات Rating: 5 Reviewed By: alsharq alaraby
    Scroll to Top