بقلم / ابراهيم الشرشابي
جاء حادث أورلاندو الإرهابي أكثر دموية وعنفاً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2010 وهو حادث إرهابي بإمتياز مهما كانت دوافعه ومبرراته أياً كان اتجاه الضحايا وسلوكهم واللوم في هذه الأحداث ومثلها يقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية التي لها تدخلات عسكرية هنا وهناك فإذا أردت أن تحمي شعبك من الإرهاب فلا تتدخل في شئون الآخرين حتى يعيش شعبك في أمن . أما أن تكون لك اليد الطولى هنا وهناك فعليك أن تتوقع المزيد من الهجمات الأرهابية لأن سياسة الولايات المتحدة سياسة غير إيجابية . أليست الولايات المتحدة هي صاحبة سياسة نشر الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط والتي أدت إلى دمار بعض الدول العربية وأشعلت فيها الحروب والإنقسامات العرقية والقبلية كما نرى في سوريا والعراق وليبيا إنها محاولات أمريكية وأوربية لزعزعة الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط حتى يكون لها الهيمنة والسيطرة على هذه المنطقة الغنية بالبترول وبالثروات المعدنية .
إن الحروب والصراعات المشتعلة في الشرق الأوسط وأزمات النزوح بالملايين والهجمات الإرهابية المنتشرة في بقاع العالم هي من تدبير الولايات المتحدة والغرب الأوربي الذين فتحوا بلادهم للجماعات الإرهابية . إن أي دولة ترعى الإرهاب بالمال والسلاح لن تكون آمنة ولن تعيش في أمان .
على أمريكا أن تعيد التفكير في سياستها الداعمة للإرهاب والإرهابيين وأن تكون أكثر عقلانية في سياستها تجاه الإرهاب الذي يحدث في الدول العربية والتي تقوم الولايات المتحدة بتدريبهم وإمدادهم بالسلاح مثلما يحدث في سوريا والعراق وليبيا .
إن حادث الأرهاب الذي يقع في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية عمل إجرامي إرهابي لا جدال في ذلك ولكن على أمريكا أن تتخلى عن سياسة الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط .
