728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الاثنين، 13 فبراير 2017

    الاحتراق النفسي وأثره علي الأداء الوظيفي


    بقلم / د. جيهان طلحة 

    الاحتراق النفسي يطلق عليه متلازمة التوقف ويحدث الاحتراق النفسي عندما لا يكون هناك توافق بين طبيعة العمل وطبيعة الانسان الذي ينخرط في أداء ذلك العمل وكلما زاد التباين بين هاتين البيئتين زاد الاحتراق النفسي الذي يواجهه الموظف في مكان عمله وقد يكون من أهم أسباب الاحتراق العمل بجهد كبير من أجل إثبات الذات وإهمال الحاجات الشخصية وعدم إعادة النظر في تقييم الأصدقاء و الأسرة والهوايات و المشاكل الناتجة عن السخرية والعدوان أيضاً سواء كان في جو العمل أو المدرسة أو المنزل ، فيقود ذلك إلى الانسحاب من المجتمع مع الاستعداد للاصابه به 0 فيعم الفراغ الداخلي ويصبح التوقف هو العنوان بما فيه من أفكار انتحارية وانهيار وهو ليس بما يعرف بالاكتئاب هو شيء مختلف ربما يحتوي في جزء منه على الاكتئاب فالتوقف لا يحدث دون ضغوط ، والضغوط تعني أن الأمر وصل إلى الذروة أي أنه تجاوز قدرة الشخص على التحمل  عندها تكون النفس في حالة صراع ، و يظهر الموضوع وكأن كل الطاقات قد احترقت أو استنفذت  ففي ضغط العمل.. يشعر الموظف بأن لديه أعباء كثيرة مناطة به ، وعليه تحقيقها في مدة قصيرة جدا ومن خلال مصادر محدودة وكثير من المؤسسات والشركات سعت في العقود الماضية الى الترشيد من خلال الاستغناء عن أعداد كبيرة من الموظفين والعمالة ، مع زيادة الأعباء الوظيفية على الأشخاص الباقين في العمل ، ومطالبتهم بتحسين أدائهم وزيادة انتاجيتهم فمحدودية صلاحيات العمل  احد المؤشرات التي تؤدي الاحتراق النفسي هو عدم وجود صلاحيات لاتخاذ قرارات لحل مشكلات العمل.. وتاتى هذه الوضعية من خلال وجود سياسات وأنظمة صارمة لاتعطي مساحة من حرية التصرف واتخاذ الاجراء المناسب من قبل الموظف ، فقلة التعزيز الايجابي.. عندما يبذل الموظف جهدا كبيرا في العمل وما يستلزم ذلك من ساعات اضافية وأعمال ابداعية دون مقابل مادي او معنوي يكون ذلك مؤشرا آخر عن المعاناة والاحتراق الذي يعيشه الموظف بل انعدام الاجتماعية فيحتاج الموظف احيانا الى مشاركة الآخرين في بعض الهموم والأفراح والتنفيس ، لكن بعض الأعمال تتطلب فصلا فيزيقيا في المكان وعزلة اجتماعية عن ألآخرين ، حيث يكون التعامل أكثر مع الأجهزة والحاسبات وداخل المختبرات والمكاتب المغلقة وعدم الانصاف والعدل يتم احيانا تحميل الموظف مسئوليات لا يكون في مقدوره تحملها ، وعند إخلاله بها يتم محاسبته وقد يكون القصور في أداء العمل ليس تقاعسا من الموظف ، ولكن بسبب رداءة الأجهزة وتواضع امكانياتها ومحدودية برامجها ، اضافة الى امكانية عدم وجود كفاءات فنية مقتدرة لأداء الواجبات المطلوبة ومن الممكن ان يكون هناك صراع القيم حيث يكون الموظف احيانا امام خيارات صعبة  ، فقد يتطلب منه العمل القيام بشىء ما والاضطلاع بدور ما ولا يكون ذلك متوافقا مع قيمه ومبادئه 0
    وتكثر أعراض الاحتراق النفسي في اوساط المهن التي يكون فيها التعامل مع الجمهور، والتي عادة تتطلب مواجهة مباشرة او استيعابا دقيقا لآراء واتجاهات الناس، والتي تعد محكا أساسيا في تقييم أعمال المشتغلين بتلك المهن 0 ولاشك أن المتخصص في علم النفس يقع ضمن هذه الشرائح المهنية التي قد يعاني أصحابها من درجات معينة من الاحتراق النفسي 0 ومن أهم السمات التي قد تؤدي الى المعاناة الاحتراقية في حقل الممارسة من وجهة نظري هي مقابلة عملاء في اضطرابات نفسية في ظروف عمل غير مهيأه او توقعاتهم للدور مختلفة مع عدم وجود وعي بدور المرشد او الاخصائي او الطبيب النفسى 0
    ويأتي السؤال الحتمي هل يمكن تجاوز التوقف ؟ نعم 0 لابد أولاً من الاعتراف بالمشكلة ، ومعرفة الضغوطات التي يتعرض لها الفرد0 فقد تكون هناك جوانب من العمل لا تمتعه أو ربما يعمل فوق طاقته أو أشياء أخرى يجدها في داخله  علاجات اليوم كلها تعتمد على روح الإنسان وداخله ، لذا لابد من العودة إلى الداخل لتصفية الحساب معه ، فليس وسام شرف للفرد أن يعمل عشرين ساعة في اليوم مثلاً كما أنه ليس وسام شرف أيضاً أن يلاحقه عمله إلى المنزل ولا يستطيع الفصل بين الحياة الخاصة والعمل 0

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: الاحتراق النفسي وأثره علي الأداء الوظيفي Rating: 5 Reviewed By: alsharq alaraby
    Scroll to Top