كتب / مصطفى على /شيماء سليمان
«درنة» مدينة جبلية تقع شمال شرق ليبيا، ذاع صيتها لكونها باتت مقرًا أساسيًا لتنظيم داعش الإرهابي، حيث تم إعلانها إمارة إسلامية من قبل التنظيمات الإرهابية الموالية لداعش والقاعدة وجماعة الإخوان، وذلك لشهرتها بالأحراش والكهوف الجبلية التي تصلح كمخابئ لهم أثناء توجيه الضربات الجوية ضدهم.
وتعتبر «درنة» نقطة هامة حيث تشكل خطرًا داهمًا على الأمن القومي المصري، فهي المنفذ الذي يطل من خلاله تلك الجماعات الإرهابية، وذلك من خلال الدروب والمدقات الجبلية التي تربط الواحات المصرية بواحات جنوب شرق ليبيا.
في عام 2015، أعلن المتحدث العسكري الليبي، في تصريحات له، ظهور تنظيم يعرف باسم «مجلس شورى مجاهدي درنة»، والذي نجح في طرد «داعش» من «درنة»، وكانت تلك الضربة أولى انتكاسات «داعش» في ليبيا.
وفي عام 2016، أعلن الجيش الليبي تحقيقه تقدمًا كبيرًا على معاقل داعش الإرهابي جنوبي درنة بعد مواجهات دامية، حيث أشار عبد الكريم صبرة المتحدث العسكري الليبي في تصريحات له آنذاك، إلى أن داعش الإرهابي يسيطر على مناطق وسط درنة، إلا أنه انسحب من حي 400 ومن منطقة الفتائح، التي تبعد 20 كيلو مترًا إلى الجنوب من المدينة.
وفي يوم 26 مايو عام 2017، تجدد خبر طرد تنظيم «داعش» الإرهابي من ليبيا، حسب خبر أشارت إليه «بي بي سي العربية»، والذي تم إعلانه على لسان حافظ الضبع المتحدث باسم مجلس شورى مجاهدي درنة، بقوله: «إن مسلحي تنظيم داعش غادروا درنة جميعا، ولم يعد لهم وجود هنا».
تزامن هذا التصريح مع ضربات الجيش المصري، التي بدأت بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي أن بلاده وجهت ضربة قوية لمراكز تدريب انطلقت منها هجمات استهدفت مصر، وذلك ردًا على الهجمات الغاشمة على حافلة تقل ركابًا أقباط إلى المنيا، أسفر عن مقتل 28 فرد أو مايزيد، أمس، الجمعة.
وأعلن الجيش المصري، في بيان له، عن تنفيذ القوات الجوية ضربات جوية على مواقع لمتشددين في ليبيا، تأكدت مشاركتهم في تخطيط وتنفيذ الهجوم، ولا تزال العملية العسكرية مستمرة حتى الآن، وأن ذلك هو تنفيذ لوعد الرئيس السيسي، باسترداد حقوق الأقباط بشكل سريع وعدم التواني فيه، فقال متوعدًا في كلمة ألقاها أمس: «يجب معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب دون مجاملة أو مصالحة».
وأسفرت ضربات الجيش المصري عن استهداف 6 تمركزات للعناصر الإرهابية بمدينة درنة الليبية.
