بقلم/ د عمر ابو سمرة
أصبحت مهنة التخدير في مصر مهنة شاقة ومرعبة لاطباء التخدير ....
حيث ان طبيب التخدير أصبح المتهم الأول في كل قضايا الاهمال الطبي التي تحدث داخل غرف العمليات. ..
وطبيب التخدير ومعة الجراح هو المسئول عن توفير الأمان المطلق للمريض أثناء اجراء العمليات الجراحية....ولكن توفير الأمان المطلق للمريض هي عملية مشكوك فيها ولايمكن نظريا الوصول إليها...
اختيار المكان المجهز بكل الاجهزة وبكل الأدوية والمستلزمات التي يحتاجها طبيب التخدير بما فيها ادوية الطوارئ وأجهزة الطواري للاسف معظم مستشفيات وزارة الصحة فيها نقص جزئي لتلك الادوات....وسؤال لمن يكذبني.. هل مثلا عقار الدانتورلين موجود..؟
اذن الوصول الأمان المطلق للمكان هي مقولة صعبة التحقيق ....
نأتي الي حالة المريض قبل إجراء أي عملية جراحية....
لكي نصل للامان المطلق لابد أن يكون المريض كتابا مفتوحا لطبيب التخدير بمعني أن طبيب التخدير لابد أن يقيم جميع اجهزة المريض قبل إجراء عملية التخدير.....
ويستلزم هذا إجراء كل الفحوصات المعملية والاشعات للوقوف علي الحالة العامة..
أشعة زنين علي المخ واشعة علي الصدر وأشعة تليفزيونية علي البطن والحوض وأشعة تليفزيونية علي الغدة الدرقية وقياس وظائف الرئتين .. وفحوصات معملية لقياس وظايف الكلي ووظائف الكبد والسكر في الدم والسكر التراكمي ووظائف الغدة الدرقية والغدة الكظرية وقياس نسبة السيولة ونسبة الهيموجلوبين وعد دم كلي...والوقوف ايضا علي حالة القلب لأن الفحص الاكلينيكي لايعطينا الحقيقة المطلقة..مطلوب رسم قلب وأشعة تليفزيونية علي القلب وقسطرة للشرايين القلب للوقوف علي حالة الشرايين التاجية....ومن المستحيل إجراء كل هذة الفحوصات قبل إجراء أي عملية جراحية خصوصا اذا كانت العملية طارئة . .وحتي لو أجرينا كل تلك الفحوصات فأننا لانصل ابدا للامان المطلق...لابد ايضا من إجراء دراسات جينية مندلية للمريض حتي لانفاجي بأن المريض يعاني من نقص الكولين استريز الكاذب والذي يسبب حساسية لبعض أدوية التخدير مما يعرض حياة المريض للخطر عند اعطاءة تلك الأدوية....ولذلك تم وضع بروتوكولات الفحوصات المطلوبة قبل إجراء أي عملية جراحية تعتمد علي الحالة الإكلينيكية للمريض وعمرة وتاريخة المرضي ونوع العملية لتوفير الحد الأدنى من الأمان للمريض وليس الأمان المطلق....
اذن الأمان المطلق للمريض هذا درب من دروب الخيال ...
وطبيب التخدير مدرب تدريبا عاليا للتعامل مع أي مضاعفات تحدث أثناء اجراء عملية جراحية للمريض حتي بما فيهم توقف لعضلة القلب....
ونحن ضد أي إهمال أو تهاون أو تقاعس اي طبيب في التعامل مع المريض ولكن أن يعامل طبيب التخدير من قبل القانون المصري في حالة حدوث مضاعفات واردة مثلة مثل مجرم استل سكينا وطعن شخص ما في عرض الشارع هذا ظلم ويجب تصحيحة....والا سوف يأتي يوما قريبا تصبح مهنة التخدير مهنة منقرضة......
