بقلم/أيمن بحر
الإدمان بكل أنواعه هو من تحديات العصر، كل واحد منا لديه معاناته وإدمانه. وما زاد من صعوبة الأمر الانفتاح الكبير الحاصل على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعد المزيد من أنواع الإدمان بالانتشار وظهور أنواع جديدة على الرغم من التحذيرات الواضحة.
ومن أحد أخطر أنواع الإدمان الذي يجهله الكثير وهو المخدرات الرقمية
التي هي عبارة عن مقاطع صوتية يتم سماعها بكل من الأذنين بحيث تكون الترددات في الأذن اليمنى أقل من الترددات في الأذن اليسرى مما يجعل الدماغ يحاول قدر الإمكان على التوحيد بين هذه التردادت من خلال إفراز الدوبامين المسؤول عن النشاط والسعادة فيصبح الدماغ في حالة غير مستقرة على مستوى الإشارات الكهربائية التي يرسلها.
من أعراض الاستماع إلى المخدرات الرقمية أنه يجعل المستمع في حالة من الهدوء والاسترخاء وأيضاً الإنفصال
عن الواقع مترافقا مع الشعور بالدوار وتنميل في الجسم بالإضافة إلى الرغبة بالنوم وسرعة في التنفس وضربات القلب، والشعور برعشة في الجسم انسجاما مع النغمات الصوتية.
وتعتبر المخدرات الرقمية ضارة للإنسان ليس لأنها تسبب الإدمان فحسب وإنما لما تتركه من تأثير سيء نتيجة خلل في كهرباء المخ بسبب الشرود الذهني الذي يصل إلى الانفصال عن الواقع ونجدها متوافرة في يومنا هذا بكثرة كالموسيقى التي يحملها تطبيق تيك توك وغيره الكثير. وهذا يفسر سبب انجذاب الأطفال والمراهقين إليه بصورة مبالغ بها.
العالم أصبح خطيراً؛ لذلك أتمنى أن لا تجربوا أشياء لا تعرفونها. ولا تنسوا أنه على الرغم من صعوبة التخلص من الإدمان إلى أنني شخصياً أقلعت عن عادات كنت مدمنا عليها سنين. وهناك عادات مازلت أعاني منها. الصراع مستمر وأحيانا يطول، لكن الأمل أنه في يوم من الأيام كل واحد منا يمكن أن يتحرر من أسر إدمانه وهذه هي الحقيقة.