بقلم/أيمن بحر
مواقفٌ قد يبذل فيها جلّ طاقته وتفكيره ثم لا تعكس النتيجة ما قدمه من جهود مقارنةً بالجهود والنتيجة التي حصل عليها غيره.
ربما يتساءل القارئ: ولماذا يقارن الواحد منا نفسه مع الآخر؟
يعتقد بعضهم اعتقادًا تامًا أن كل ما يحصل عليه الإنسان سواءً كان مالًا أو جاهًا أو علمًا و بسبب جهوده وعمله، وبالتأكيد كثير ما تقترن النتيجة بالسبب، إلا أنه ليس دائما.
فتنقسم الفرص والأرزاق ويتوزع الحال بين بني البشر، فمنهم الغني والفقير، المتعلم والجاهل الرفيع والوضيع الجميع لديه شيءٌ، إلا أن لا أحد يملك الكلّ ولا أحد يفقد الكلّ.
فإذا لم توصل جهود الإنسان صاحبها إلى النجاح فيمكنه التأكد من صحة مساره أولا ثم في هذا الموقف أو مثله إياك واليأس أو التراجع فأنت لا تعدم أجر معاناتك وكفاحك من أجل الوصول ثم تذكر أن صديقك البطل في الحساب، أنت بطله في الخيال، ربما يتفوق بالتفكير، فتتفوق أنت بالصبر والمثابرة
ثم إذا فُتح على أحدهم فاعلم وتذكر دومًا أن ذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء.
فلا تدفع الإنسانَ سرعة إنجازات الآخرين ونجاحاتهم ووصولهم أن يستسلم، أو يفقد الأمل والمحاولة أنه لم يفتح له، أو لم يحقق مبتغاه، بل لتكون حافزا له لكي يستمر، فربما تكون قضية وقت لكل يحقق ما يريد، اسأل الله التوفيق والعون والسداد صادقًا موقنًا، ثم حاول مجددًا، لا تلتفت إلى غيرك، طور ذاتك وانظر إلى تحسنك، ستكون الرقم الصعب ما دمت متمسكاً بهذا الحلم تعمل من أجله.
ثم لا يكون عليك إنجاح سعيك فإذا فعلت المطلوب فارض وكن قرير العين وتذكر أن من فتح الله له في أمر من الأمور سيسأله ويحاسبه عنه، وربما يكون التأخير لتصل متمكنًا ناضجًا فلتكن نظرتك إلى صديقك بعين الغبطة اسأل الله أن يبارك له وأن يعطيك خيرًا مما أعطاه، ثم راجع علاقتك مع الله، وأصلحها وجدد التوبة والنية دومًا.
هكذا لنعلم أن الجهود هي سبب علينا أن نبذله لكنها لا تعطي النتائج الحتمية، إلا أنه سبحانه يخبئ لك الأفضل دوما.