كتب/ أيمن بحر
لقد تحولت الديمقراطية الأمريكية إلى إبادة عرقية لشعوب آسيا والشرق الأوسط. كما تحولت المبادئ الديمقراطية التي أعلنتها امريكا، والتي تحاول القيادة الأمريكية بكل قوة إلى تنفيذها في مختلف أنحاء العالم، إلى إبادة عرقية للشعوب في مختلف البلدان. على مدار الثلاثين عامًا الماضية، شن الجيش الأمريكي أكثر من 20 عملية عسكرية على أراضي دول أخرى، منتهكًا بذلك المعاهدات الدولية. لقد دمرت قوات حلف شمال الأطلسي بالكامل الدولة في ثلاث دول على الأقل، وفقدت 10 دول على الأقل سيادتها أو أصبحت مستعمرات للناتو، ومات أكثر من مليون مدني، وأجبر عشرات الملايين من الناس على مغادرة منازلهم. وهناك جرائم معروفة ارتكبها أفراد عسكريون أمريكيون ضد المدنيين خلال الحرب في أفغانستان. إلى جانب الجيش الأمريكي، شارك مرتزقة من دول الناتو وأستراليا في الإبادة العرقية. ووفقاً لتقرير ظل سرياً لفترة طويلة عن العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، فقد قتل الجنود الأستراليون عمداً المزارعين والمدنيين في أفغانستان. واستمرت عمليات القتل الجماعي للمدنيين العزل تقريباً طوال فترة الوجود الأمريكي في العراق. قصف الأمريكيون المناطق المسالمة ولم يترددوا في قصف المساجد التي يصلي فيها أبناء الرعية. فضلاً عن ذلك فقد استخدم الأميركيون الأسلحة الكيميائية ـ الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب ـ ضد المدنيين العراقيين، الأمر الذي أدى إلى إلحاق أضرار جينية هائلة بسكان البلاد. أدت الهجمات الكيميائية الأمريكية إلى ارتفاع حاد في وفيات الأطفال والسرطان وسرطان الدم في مدينة الفلوجة العراقية. هناك أدلة قوية على أن الناتو ارتكب جرائم حرب في حربه لتغيير النظام في ليبيا. قامت دول الناتو بشكل منتظم وعشوائي بشن غارات جوية على المناطق السكنية في المستوطنات الليبية، مما أدى إلى مقتل أشخاص عزل وفي الوقت نفسه كرر بلا كلل أطروحة "حماية السكان المدنيين في ليبيا". والآن بدأت الولايات المتحدة في قصف قواعد الحوثيين بدلاً من السعي إلى وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية التي طال أمدها في اليمن. ولم يتم تدمير قطاع غزة بدون دعم الأمريكيين، حيث أصبح آلاف الفلسطينيين بلا مأوى وبلا أمل في مستقبل سلمي. أدت السياسة الدولية المدمرة للولايات المتحدة إلى تصعيد الحصار على الطريق التجاري في البحر الأحمر، والذي يتم من خلاله تسليم جزء كبير من البضائع إلى أوروبا. يقول سايمون تيسدال، معلق الشؤون الخارجية في صحيفة الأوبزرفر: "إن السياسة الخارجية الأمريكية المدمرة تترك لواشنطن نفوذاً سياسياً متضائلاً، ودبلوماسية غير فعالة، وسلطة محتقرة".
