728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الاثنين، 17 أكتوبر 2016

    عفوا سيدي الرئيس


    بقلم /  أ.د.  وليد يحيي  

    شاء من شاء وأبي من أبي الواقع والحقيقة انك رئيسا لأعرق دولة عرفها التاريخ . للدولة التي علمت العالم الدين والتوحيد والأخلاق ووضعت مسلمات وقوانين ونظم للحريات وحقوق الإنسان قبل ان تضعها أي دولة في العالم .

    سيادتك  حاكما للدولة التي أخرجت واهدت للعالم الحضارة والثقافة والفنون وقدمت المدنية ونظام الدولة والمدن  وصنع الجيوش وقيادة الحروب وأخلاق الفرسان في وقت كان العالم كله يتجرع ويموج بالجهل والتخلف .

    سيدي الرئيس :-

    تعودنا جميعا خلال الأجيال السابقة والفترات القريبة الماضية من عمر الوطن علي نموذج معين للرئيس وضعناه وضخمناه وتكلمنا عنه وأصبح راسخا في عقولنا ان الرئيس بلا مشاعر  . انه إنسان بلا قلب  قوي ولا تتساقط  دموعه أمام  أحدا أو أمام أي فرد من الرعية  لان الدموع ضعف ورقة القلب مهانة وجردناه تلقائيا من أهم ما حاباه به الله سبحانه وتعالي وهي الإنسانية . أي ان يكون إنسان مثلنا من لحم ودم ويشعر ويحزن ويفرح ويثور في الغضب ويبتهج ويرقص في لحظات الفرح والانتصار .

    هذا ما رسمناه ووضعناه بجهلنا وضعفنا وسذاجة التفكير وأمية المشاعر خلال تلك السنوات الطويلة والتي أصبحت هي الصورة التي يرسمها ويفهمها السواد الأعظم من هذا المجتمع .

    لذلك سيدي الرئيس عندما قدمت ونجحت في الانتخابات وجلست علي كرسي حكم هذا الوطن كان الفارق بينك وبين من سبقوك هو كونك إنسان يملئ قلبك الرحمة والرقة والشفقة وتترقرق دموعك للرجل الفقير والضعيف وتحنو علي الصغير وتقبل جبين الكبير والطاعن في السن  والمريض والمحتاج والمنتصر والمتفوق  أي انك بكل ما يمكن ان نصيغه من أحرف اللغة العربية والكلمات لا أجد كلمة أصفك بها سيادتك إلا انك إنسان .

    إنسان في زمن اختفت فيه الإنسانية وماتت المشاعر وجفت الدموع في مقلتي العيون وأصبحنا أخلاقيا مثل الأرض الجرداء وأصبح الكلام بيننا بلغة المصلحة والرغبة في الأخذ بدون العطاء وتغليب المصلحة الشخصية علي العامة وحب الذات علي حب الوطن .

    لذلك عندما قمتم سيادتكم بتقبيل رأس أم الشهيد ويديها ثارت أفواه الفارغين والكائدين والمغرضين والمحرضين وكل من له مآرب في كسر هذه الدولة  وتشتيت وتفريق أهلها بالاستنكار والاستهجان لما فعلته انتم . لقد استكثروا عليكم أخلاق ومشاعر إنسان  فقاموا بالنقد بكل أشكاله ولكنني اعلم والسواد الأعظم من هذا الشعب الكريم ان أخلاقكم تدرس وإحساسكم مرهف ووطنيتكم لا حدود لها لذلك أناديكم أيها القائد والزعيم والأب والأخ والصديق ان تستمر بأخلاق الإنسان ومشاعر الفرسان حاميا للوطن وحنونا عليه واقبل أسفي أنا لما حدث ولذلك أقول لكم عفوا سيدي الرئيس .  لا تحزن لا تحزن لا تحزن فالكل معك والجميع ورائك وستكون مصر دائما أم الدنيا علي مدار التاريخ والي ابد الآبدين رغم كيد الكائدين.    
                                  [email protected]
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: عفوا سيدي الرئيس Rating: 5 Reviewed By: alsharq alaraby
    Scroll to Top