بقلم/ أيمن بحر
تحكيم العقل لايعنى التجرد من العاطفة..
وإنما مجرد إقتناع أننا تميزنا بالعقل...كل منا لديه صراعته فهذه طبيعة بشرية منذ بداية الخليقة.. الفيصل أن لا تزيد صراعاتك عن الحد المسموح به حتى لاتسقط فريسة عاطفة مُضللة..وتظن أنها إحتياج.. أو أفكار مُضللة وتظن أنها مُعتقد سليم.. عش صراعاتك اليومية كما يحلو لك ولكن كن حذر من افلات زمام سيطرتك على أفكارك .. كن حذر من عاطفة مؤقتة قد تصل بك للهاوية.. خُلقت بقلب وعقل كى تزن أمورك وتحسم صراعاتك فى خلوة نفسية بالعقل والمنطق لا لتتصارع .. لن تنال أعلى مراتب السلام النفسي والسكينة إلا بعد أن تحسم صراعاتك الداخلية ..وتتبعها بالتقبُل والإلتزام ..تقبُل السيئ من الأحداث والإلتزام بواجباتك تجاه نفسك.. إحسم أمرك واعقد هدنة بين عقلك وقلبك .. تعلم أن كثير من النهايات المؤلمة كان يمكن تداركها لولا صراعتك الداخلية العالقة فى نفسك.. ما يُميزنا ليست الخبرة والتجربة فقط إنما الوعى..
الوعى يا عزيزى هو ما يجعلك تصل إلى أعمق نقطة داخلك .. تصل لنقاط ضعفك وقوتك كى تملك زمام أمرك وتعقد هدنة واتفاقية سلام دائم تعيش وتتعايش بها ومعها .. الوعى هو ما يرسم ملامح مستقبلك ..لا أحد يتنبأ بالمستقبل وإنما يتحسس بشائره بالوعى .. فان كنت تطمح للأفضل عليك بترقية وعيك .
الوعى ما يجعلك تصل للتقبُل .. مايجعلك تطمئن لعدم تقصيرك تجاه نفسك.. خُلقت بقلب وعقل كى تُضيف قليلاً من عقلك على قلبك حتى يستقيم.. وقليل من قلبك على عقلك حتى يلين .. هذه هى الخلطة السرية لسلامك النفسي وسَكِينه روحك.. تعلم أن تُتقن هذه الخلطة باحتراف.
لا تلتفت لعبارات غير واعية تصفك بالجمود والقسوة حين تسمع لصوت أفكارك..أو تصفك بالإندفاعية والتهور حين تسمع صوت قلبك..هذه الخلطة خلطة خاصة جدا خاصة بك وحدك ..لا أحد يُدرك صراعات الآخر .. أنت وحدك الذى تعيش خلفية صراعاتك وعلى دراية كاملة بما تشعر وبما تُفكر ..فلا تُفقد عقلك وقلبك قيمتهم بالإلتفات لمثل هذه الأحكام .
كل ما عليك فعله أن تسعى كى تتعلم فن خلطة سلامك النفسي وسكينة روحك.. هذا أثمن ما تُقدمه لنفسك .. إتقن سر الخلطة بالوعى،،،،
