كتب/ أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب خلال تحليله شروع الكيان الغاصب العبرى الصهيونى اليهودى لإقتحام غزة عقب عملية طوفان الأقصى رصد:
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يوجه نصحه للكيان الغاصب بعدم الشروع لإقتحام غزه حيث ذلك يعد مقبره لإنهاء جيش الكيان الغاصب ويدمره، إن الكيان الغاصب يتحدى البقاء على سطح الأرض، معارك فوق الأرض وتحتها بها الصواريخ والذخيرة، أنفاق المقاومة الفلسطينية تدمر الكيان بالأرض المحتلة، تطيح بالأمن الصهيونى المكذوب، الغام مخفية تنتظر قدوم الصهاينة لتنفجرهم.
وبايدن يعيد مأساة أمريكا بالموصل والفالوجا، نصيحته بالتروى، يقول" إن القوان الصهيونية ليست مستعدة لشن هجوم برى على غره"
نيويورك تايمزتصف غزه " بملعب الشيطان" إذا نزله نتينياهو سيدمر شعبه، إن نصف الصهاينة بالأرض المحتلة يرفضون الإجتياح البرى لغزه، الرؤية ضبابية غير واضحة المعالم وقيادة الصهاينة تضطرب وتتردد وتخرج الى مجهول مؤلم، هل ستتخذ هذه التحذيرات بجدية؟ هل يؤجل أويلغى الغزو البرى؟ أم ستتم المخاطرة ويدخل فى حماقة تاريخية؟ وتتحق بذلك توقعات إنهاء جيش الكيان الغاصب!
الكيان الغاصب يستعد والولايات المتحدة الأمريكية تحذر، إن الوعد المكذوب الذى أطلقه نتينياهو " سيتم تدمير الفصائل الفلسطينية مرة واحدة والى الأبد بسبب هجوم السابع من أكتوبر"
إن جون بايدن يدعم بكل طاقاته الكيان الغاصب الا إنه نصح نتنياهو بتأحيل الغزو البرى لغزه، وحذر من تلك الخطوة خلال خطابه الأخير بتل أبيب، وطلب الإحاطة بالتاريخ الماضى خصوصاً ما جرى بالموصل والرقة خلال عامى 2016-2017 وأن يكون درس الفالوجة عام 2004 عبرة للكيان الغاصب اليهودى.
إدارة بايدن أرسلت أفضل العقول العسكرية لديها الى الكيان الغاصب، للمشورة والتوجيه وجمع الإستخبارات، وجهت النصح لنتينياهو لتأجيل الغزو البرى للتفاوض على إطلاق صراح الرهائن الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية، أكثر من مائة رهينة صهيونية وفقاً لمعظم التقارير بما فى ذلك بعض الأمريكيين الذى يتسم بتعقيد لم يسبق له مثيل!
ترى وشانطون أن هذا التأجيل يمنح الصهاينة فرصة أكبر لضبط النفس وإعداد خطة محكمة للقتال فى عزه، وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن يتصل بنظيره الصهيونى يوآف غالانت يطلبه بدراسة دقيقة على لتنفيذ الهجوم البرى على غزه، لابد أن يراعى الشبكة المعقدة للأنفاق تحت المناطق المكتظة بالسكان، وأن خسائر أرواح المدنيين الفلسطينيين ستكون كبيرة، إن سكان غزه المدنيين يزيد عددهم عن مليونى نسمه.
سألت صحيفة معاريف بتل أبيب " هل يجب أن ينفذ الجيش عملية برية فى غزه فوراً أم من الأفضل الإنتظار؟" إن نصف الصهاينة يعارضون الإجتياح البرى.
غزة ملعب الشيطان، يحشد جيش الصهاينة دباباته على حدود غزه للغزو البرى يهدف للقضاء على الفصائل الفلسطينية، صدرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بتقرير يحذر من تلك الخطوة، قالت إن لعبرية تدخل ملعب الشيطان، وما ينتظرها ليست حرباً ولكنها قتال شوارع.
إن الكيان الغاصب ليس لديه علم بعدد مقالى الفصائل الفلسطينية، الترجيحات تقول نحو أربعون الف مقاتل وبإمكانهم أن يحظوا بدعم دولى، الفصائل أعدت من فسها طيلة ستة عشر عاماً من خلال تحصينات تحت الأرض وعلى مستوى الأرض وفوق الأرض، بالإضافة لحقول الألغام والعبوات الناسفة المرتجلة والألغام المضادة للدروع المخترقة والمبانى المفخخة، كما تدربت الفصائل على من هذا النمط فى مختلف أنحاء غزه، بما فى ذلك شوارع المدينة إحباط غزو الدبابات والذخائر الصهونية من خلال حرب العصابات، إنها ساحة معركة معقده بالنسبة للصهاينة.
مساحة غزة مائة وأربعون ميلاً مربعاً، يعيش بها مليونين ونصف مليون فلسطينى، بينما المدينة يعيش بها سبعمائة الف شخص، يجتمعون فى حوالى عشرون ميلاً مربعاً بمبانى شاهقة، أكثر من تلك التى واجهتها القوات التى قادتها الولايات المتحدة بمعركة الموصل، ذلك خلق جبهة ثلاثية الأبعاد أكثر خطورة، وكانت المقاومة الفلسطينية قد قامت ببناء مئات الأميال من الأنفاق تحت مدينة غزه التى تستخدم للتنقل بين مواقع الهجوم وإخفاء الرهائن وحماية الإمداد، يطلق أهالى القطاع على تلك الشبكة إسم المدينة الأرضية، ويسميها الكيان الغاصب مترو غزه، يصل عمق البعض منها أربعون متراً تحت سطح الأرض، وتضم مراكز القيادة والسيطرة للفصائل الفلسطينية، بعيدة عن أعين طيران الصهاينة ومسيرات الإستطلاع، فى عام 2021 إعترفت الفصائل أنها قامت ببناء أنفاقاً طول خمسمائة كيلو متراً تحت غزه، يعادل نصف مسافة مترو الأنفاق بمدينة نيويورك.
قال وزيرالدفاع الأمريكى " أول شئ ينبغى أن يعرفه الجميع وأعتقد أن الجميع يعرفه هو أن القتال داخل المدن صعب للغاية"
الموصل لا الفالوجه، يستشهد المستشارون العسكريون الأمريكيون فى الكيان الغاصب الصهيونى بالدروس المستفادة لمعركة الفالوجا عام 2004، حيث إنسحب الجيش الأمريكى لفشله فى قتال الشوارع حيث تلقى خسائر فادحة، وبعد ستة أشهر عاد مرة أخرى بمعركة الفالوجة الثانية، يوضح بايدن أن الغزو الصهيونى لغزه أقرب ما يكون حدث عام 2016 فى الموصل وليس الفالوجه، 277 يوماً فى الموصل و90 يوماً فى الرقة و23 يوماً فى منبج، إستمرت المعركة فى الموصل تسعة أشهر لهزيمة الحركات الإرهابية، لم يكن لتلك الحركات وقت للحفر وأحدثت ثقوباً فى الجدران لإطلاق النار على الدبابات عبر المبانى، وتم إستخدام طيارات بدون طيار رخيصة الثمن مزودة بكاميرات لتوجيه سائقى السيارات المفخخة، فرشوا الأقمشة فوق الشوارع لإخفاء تدفق الإمدادات، تم ربط المتفجرات بالأنقاض وأبواب الشقق، إستغرق الوقت نحو تسعة أشهر ومائة الف جندى عراقى، بدعم جوى أمريكى لتخليص الموصل من المنظمات الإرهابية، الى جانب مقتل عشرة آلاف مدنى تكبد ثمانية آلاف ومائتين جندى عراقى خسائر بشرية، وثلاثة عشر الف مبنى أصبح غير صالح للسكن وفقاً للأمم المتحدة، كان هناك حوالى خمسة آلاف مقاتل بمدينة الموصل بالمقابل، بينما كتائب الفصائل الفلسطينية أربعون الف مقاتل.
نادراً ما تنتهى هذه الحروب بالسرعة المتوقعة، وضعت الخطة لتطهير الموصل خلال ثلاثة أشهر، وليس تسعة.
وتوقعت روسيا النصر السريع فى كييف، لذلك إجتياح غزه قد يستغرق عدة أشهر إن لم يكن سنوات، إن الجيش الصهيونى سيتكبد خسائر فادحة حال هجومه البرى وقد يدمر وينتهى للأبد.
