728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 19 أبريل 2023

    صراع الجنرالات بالسودان إشتباكات عنيفه بقوات مسلحة بين عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو

     

    الكاتب الصحفى والمحلل السياسى  / رضا السعيد 

    خلال متابعة اللواء رضا يعقوب الصراع للإقتتال السودانى السودانى بين حميدتى و البرهان الذى يمكن أن يشعل حرب أهلية رصد، إنه صراع الجنرالات بالسودان إشتباكات عنيفه بقوات مسلحة بين عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو ( حميدتى) تحول صراع مفاجئ، العاصمة الخرطوم شهدت الصراع، فى وقت سابق المتصراعان كانا يمثلان جهة واحدة، لكن الصراع ظهر على العلن وتصاعد، لابد من الحل لإستقرار السودان، مصر تتوجه للنصح والإرشاد ووقف الإقتتال. 

    في خضم الصراع الدموى.. هل ينزلق السودان نحو حرب أهلية طويلة؟ يشهد السودان نزاعاً مسلحاً بين أكبر قوتين عسكريتين تحاول كل منهما فرض سيطرتها، ولكل منهما مبرراتها وداعميها، وسط حيرة و"حياد" القوى المدنية. فهل تخرج الأمور عن السيطرة ويدخل السودان فى حرب أهلية طويلة؟

    كان الكل داخل وخارج السودان ينتظر التوقيع على إتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوى السياسية بشأن الإنتقال الى الديمقراطية بعد الإنقلاب العسكرى فى عام 2021.

    لكن كما كان متوقعاً، حدث الصراع بين رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد خلاف كان مكتوماً وظل يتصاعد بشكل مستمر خلال السنوات الماضية الى أن إنفجرت الأوضاع.

    أثارت الأحداث الدامية مخاوف على مستوى العالم من حرب أهلية محتملة فى الدولة التى يبلغ عدد سكانها حوالى 46 مليون نسمة، وأُطلقت دعوات من المجتمع الدولى لوقف فورى لإطلاق النار.

    يقول محللون إن سبب الخلاف الأساسى يرجع الى شعور قادة الجيش بالغصة والمرارة منذ أن منح الرئيس السابق عمر البشير قوات الدعم السريع (المعروفة سابقاً بإسم الجنجويد) وضعاً قانونياً جعل قادتها يحصلون على رتب عسكرية رسمية.

    أيضاً، أبدى الجيش السودانى عدة مرات تخوفه من وجود قوة مسلحة على الأرض موازية له، وهى مخاوف تشاركه فيها القوى المدنية التى تدعم توحيد القوى العسكرية تحت مظلة واحدة وهى الجيش الوطنى، لكنها حذرت عدة مرات من أن إحتمالات الصدام بين الجانبين بسبب هذه النقطة ستقود الى حرب أهلية ما لم يتم تدارك الأمر من خلال النقاشات السياسية، وقد تحقق ما حذرت منه.

    وكان الجيش بقيادة البرهان يطالب بسرعة دمج الدعم السريع داخل الجيش وحدد لذلك فترة زمنية ما بين 6 أشهر الى عام ثم عامين. لكن على الجانب الآخر، طالب حميدتى بمد الفترة اللآزمة لدمج قواته داخل قوات الجيش الى عشرين عاماً خفضها الى 10 سنوات، وهو ما رفضه الجيش.

    يقول محللون سودانيون إن أحد أهم أسباب مقاومة حميدتى لدمج قواته بالجيش هو أنه من غير الواضح أو المعروف كيف سيكون موقعه في الخريطة السياسية، إذ يخشى أن ينتهي به الأمر تحت قيادة البرهان أو من يأتى بعده وبالتالى سيكون من السهل إبعاده عن المشهد دون أدنى جهد وهو ما لا يقبله مطلقاً.

    من جانبه، نشر الجيش السودانى بياناً على صفحته على موقع فيسبوك قال فيه "لن نستغنى عن خدمات منسوبى الدعم السريع بالتسريح لأن البلاد لا زالت فى أشد الحوجة لسواعد بنيها مجتمعة - نربأ بهم أن يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد - بل لتوجيه طاقاتهم بين إخوانهم فى الجيش السودانى مكونات المنظومة الأمنية للدولة"

    وفيما لا يرتسم فى الأفق أى وقف قريب لإطلاق النار، تبدو الحركات المدنية فى موقف لا تحسد عليه، إذ يبدو أن حاملى السلاح لا يهتمون كثيراً بالنقاش معهم ربما ليقينهم بأن المدنيين سيتم إخضاعهم عاجلاً أم آجلاً فور أن تضع الحرب أوزارها ويفرض المنتصر رؤيته على الجميع فى بلد إعتاد منذ إستقلاله على الحكم العسكرى والإنقلابات العسكرية، بحسب محللين وخبراء.

    يقول الرشيد محمد إبراهيم أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الخرطوم إنه "بالنسبة لقوى (إعلان الحرية والتغيير - اللجنة المركزية) فإن هناك تفاهمات بينها وبين الفريق حميدتى وبينهما تحالف غير معلن، كما أنها تتعاطى إيجاباً مع مبادرة الممثل الخاص للأمم المتحدة فى السودان فولكر بيرثيس ومع المجموعة الرباعية (الولايات المتحدة، والسعودية والإمارات، والمملكة المتحدة)" وأضاف إبراهيم فى إتصال هاتفي مع DW عربية أن القوى المدنية "تنظر الى المعركة بحسابات الربح والخسارة، وربما هى الآن مصابة بخيبة أمل، فعندما نتحدث عن سيطرة الجيش على الأرض وضرب مقرات الدعم السريع، فهى سوف تخسر فى حال تمكن الجيش من إخراج الدعم السريع من العملية السياسية، وهذا معناه أنه سيكون هناك مشهد سياسى جديد ليس على صعيد الأطراف الداخلية فقط، ولكن حتى على صعيد توجهات السودان الخارجية وكيفية تعاطيه مع المجتمع الدولى والإقليمى"

    ويوضح أستاذ العلوم السياسية أن "القوى المدنية تنظر لحميدتي وتياره بإعتباره حامى العملية الديمقراطية وأنه أكثر حماساً للديمقراطية من البرهان الذى يشترط دمج القوات بسرعة فيما ترى هى ضرورة تأجيل العملية، وهذا الرأى يتوافق مع رغبة الدعم السريع .. إذن فهناك تلاقٍ فى كثير من القضايا الخلافية بين حميدتي والقوى المدنية بعكس الجيش"

    من جانبه، يرى هشام أبو ريدة، الحقوقى والقيادى فى الجبهة الوطنية العريضة، أن "المشهد الحقيقى الآن هو صراع بين فصيلين" وأن الجبهة الوطنية العريضة "تعتبرهما وجهان لعملة واحدة، بمعنى أن قوات الجنجويد (الدعم السريع) التى تم تقنينها فى فترة لآحقة هى أصلاً صناعة هذا النظام، وعلى جانب آخر، فالقيادات العليا الموجودة الآن على رأس الجيش تنتمى الى الحركة الإسلامية" وأضاف أبو ريدة أن "الذين يدعمون الجيش أو يقفون بجانبه، معروف أنهم من النظام القديم لأن قيادة الجيش الآن هى من تعمل على إعادة إنتاج النظام بوجه آخر، كما أنها تقف حائط صد منيع أمام محاسبة النظام ورموزه، فيما وجدت رموز المؤتمر الوطنى وغيرها ملاذاً آمناً فى ظل وجود هؤلاء العسكر الذين يمثلون اللجنة الأمنية للبشير" وتابع القيادى فى الجبهة الوطنية العريضة إن "الخلاف الآن هو خلاف جوهرى حول من يعتلى السلطة"

    أما أشرف عبد العزيز الكاتب الصحفى والمحلل السياسى فيرى أن "القوى المدنية تقف في موقف الحياد خاصة القوى الموقعة على الإتفاق الإطارى الذى يعتبر هو أساس العملية السياسية الجارية". لكنه أشار الى وجود ما "يشبه اللعنة كلما إقترب السودان من الوصول الى صيغة حكم مدنى ديمقراطى" وقال خلال حواره مع DW عربية إن "أنصار النظام البائد لديهم وجود فى المشهد السودانى لأن النظام تمكن من حكم البلاد 30 عاماً فبالتأكيد لايزال لديه وجود فى المفاصل الحساسة فى كثير من أجهزة الدولة، ويعتقد هؤلاء أنهم من خلال التوترات والعمل الأمنى يمكنهم الوصول الى نقاط متقدمة فيما يتعلق بالعودة الى سدة الحكم، ولكن فى تقديرى أنهم فى هذه المرة ذهبوا بإتجاه إشعال الحرب حتى يصلوا لسدة الحكم من خلال الفوضى"

    وكتب خالد عمر يوسف وزير شئون مجلس الوزراء الأسبق - عضو المكتب السياسى لحزب المؤتمر السودانى - عضو المكتب التنفيذى لقوى الحرية والتغيير أن بدائل النقاش والحوار التى تعمل لها "قوى الظلام ذات نتائج كارثية"، وقال إن "جهات تنتمى للنظام البائد تريد أن تدفع البلاد لحرب لا تبقي ولا تذر" وحذر من أن "هذه الحرب الخاسر فيها هو الوطن .. هذه الحرب ستمزق السودان وستفقده وحدته وسيادته"

    تحاول دول وحلفاء للسودان التدخل للحد من إراقة الدماء فى البلد الإفريقى، فوزير الخارجية الأمريكى أنتوني بلينكن قال إن الحلفاء يشعرون "بقلق عميق" حيال القتال فى السودان ويرون أنه يجب أن يتوقف على الفور وأن يعود الطرفان الى المحادثات، فيما قالت وسائل إعلام سعودية رسمية إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أجرى إتصالين مع البرهان وحميدتى ودعا الى إنهاء التصعيد العسكرى.

    أيضاً دعت الصين وروسيا ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والإتحاد الأوروبى والإتحاد الإفريقى الى إنهاء فورى للأعمال القتالية التى تهدد بتفاقم حالة عدم الإستقرار فى منطقة تشهد توتراً بالفعل.

    ويقول محللون سياسيون إن مصر تميل بطبيعة الحال الى إستقرار السودان وتحقيق أمنها وتطوير إقتصادها.

    ويتمتع حميدتي بعلاقات قوية للغاية مع دول مثل روسيا والإمارات، إضافة لعلاقاته القوية مع إثيوبيا وهو ما يبدو أنه يثير حفيظة اللإستقرار بشدة، كما يثير القلق أن يعتلي حميدتى السلطة فى السودان وما قد ينجم عنه من تأثيرات على الأزمة المحتدمة بين القاهرة وأديس أبابا بشأن سد النهضة.

    ورقد أكدت مصر إستعدادها للقيام دور الوساطة للوصول الى تهدئة فى السودان بحسب ما أعلنت الرئاسة المصرية:

    يقول الكاتب كريستيان بوتش فى مقال له بصحيفة "فيلت" الألمانية إنه بالنسبة للقيادة فى مصر، كان صعود اللواء البرهان أفضل من إمكانية قيام ديمقراطية على أعتابها الجنوبية، وأن العلاقات التى أقامتها مصر مع الجيش السودانى يمكن أن تجعلها فى وضع جيد للعمل كوسيط بين اللواء البرهان وحلفائه السابقين فى قوات الدعم السريع. 

    ويرى هشام أبو ريدة الحقوقى والقيادي فى الجبهة الوطنية العريضة إن الجبهة ضد أى تدخل خارجى فى الحياة السياسية السودانية ووضع أى خارطة طريق للشعب السودانى "لأن الشعب السودانى قادر على التخلص من الأنظمة الشمولية الديكتاتورية والشعب السودانى لديه تجارب فى السابق ضد هذه الأنظمة" وأضاف أبو ريدة أن "الجميع يتصارع على مصالحه داخل السودان، الدولة ذات الموارد الغنية، فالكل يعمل على أن يجد حصته من خيرات السودان"، مؤكداً "عدم القبول بأن تأتى قوة فى الأرض لتملى على الشعب السودانى أى شئ"

    أما أشرف عبد العزيز الكاتب الصحفى والمحلل السياسى فيعتقد أن التدخلات الإقليمية والدولية فى المشهد السياسى السودانى لها تأثير لا يستهان به، "لكن من المفترض أن تعى هذه القوى الدولية أن هذا التأثير إن إستمر وكان فى إطار دعم الحرب، فهذا يعنى أن الأمور ستكون وبالاً على الجميع، خصوصاً من يزيدون نار الحرب إشتعالاً والتى ستؤثر على المحيط الإقليمى بأكمله" أضاف عبد العزيز أن "السودان لديه حدود مفتوحة مع الكثير من الدول، وبالتالى فإن وجود فوضى فى السودان يعنى تحريك كثير من الرمال الساكنة، ويمكن خلال تلك الفوضى أن تتحرك خلايا إرهابية قد تضر السودان وهذه الدول، كما يمكن أن يكون هذا مدعاة أيضاً لنشاط الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، فكل ذلك سيؤثر على القرن الإفريقى وعلى المحيط الإقليمى"

    من شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن يؤدى الى إنزلاق البلاد الى صراع واسع النطاق فى وقت يعانى فيه السودان بالفعل من إنهيار الإقتصاد وإشتعال العنف القبلى، ويمكن أيضاً أن يعرقل الجهود المبذولة للمضى نحو إجراء إنتخابات.

    وفى خضم الصراع المحتدم،  قُتل أكثر من 90 شخصاً - بحسب نقابة أطباء السودان المستقلة - حيث يتواصل سماع إطلاق النار ودوى إنفجارات فى الخرطوم كما تواصلت المعارك بالأسلحة الثقيلة فيما تدخل سلاح الجو بإنتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع.

    ويتبادل الجيش والدعم السريع الإتهامات والبيانات التى تؤكد فرض سيادة كل منهما على مواقع الآخر، وسط تصريحات نارية من الجانبين، اذ وصف الجيش قوات الدعم السريع بأنها "قوات متمردة:، فيما وصف حميدتى البرهان بأنه "مجرم وكاذب"

    من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على مطار مروى السبت، الأمر الذى نفاه الجيش. وتقول هذه القوات إنها دخلت القصر الرئاسى لكن الجيش ينفى ذلك أيضاً، ويؤكد أنه يسيطر على مقر قيادته العامة أحد أكبر مجمعات السلطة فى الخرطوم.

    أما التلفزيون الرسمي فيؤكد كل من الطرفين السيطرة عليه. لكن سكان محيط مقر التلفزيون يؤكدون أن القتال متواصل فيما تكتفى المحطة ببث الأغانى الوطنية على غرار ما حصل خلال الإنقلاب السابق.

    وقرر برنامج الأغذية العالمى تعليق عمله فى السودان بعد مقتل ثلاثة عاملين فى البرنامج فى إقليم دارفور بغرب السودان، فيما يحتاج أكثر من ثلث سكان البلاد الى مساعدة إنسانية.

    وعجزت "الممرات الإنسانية" التى أعلنها الطرفان المتحاربان لمدة ثلاث ساعات بعد ظهر الأحد عن تغيير الوضع، فقد إستمر سماع إطلاق النار ودوى انفجارات فى الخرطوم.

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: صراع الجنرالات بالسودان إشتباكات عنيفه بقوات مسلحة بين عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو Rating: 5 Reviewed By: aymanbahr
    Scroll to Top