كنانة ونوس / سورية
- أتحبين مشاركتي الطعام؟..
أجيبه بخجل وأبتسم:
- نعم.. أحب ذلك.
عقلي يصرخ بين تلافيفه: ( أنت تحبين مراقبته وهو يعدُّه أكثر )..
يطبق علينا صمت لطيف بينما أصوات الأواني طاغية في المكان برمته.
- وما الذي ترغبين بتناوله ياعشقي الشقي؟.
أتصنع التفكير ثم أجيب:
- المعكرونة.
يضحك بكامل قيافته لأنه يعلم الإجابة مسبقاً.. يصمت ويطيل النظر إلي ثم يعاود الضحك مجدداً.
عقلي من بين عظام الجمجمة مصدوم: ( المعكرونة؟ هو في الأصل لا يجيد طهو غيرها).
تَشاركنا نفس الطبق كما دائما.. وكما دائما ننهي ما في الطبق بقبلة.. نعم.. قبلة.. فهذه القبلة تنتظرنا في منتصف آخر حبلٍ معكرونيّ شرّير - على حد تعبيره - تتأرجح بكل ثقلها الورديّ وهي تعلم أنها ستكون هدية الشيف في النهاية.
- البوسة ضيافة المحل مابدي حقها..
ثم يبتعد لترتيب فوضى الطبخ تاركاً في قلبي فوضى أكبر أشبه بمدينة الملاهي.