كتب/ أيمن بحر
يظن أن الرجال كثيرون ، ولكن معني الرجولة يختلف ..
فقد سألت إحدى النساء عالما من علماء الدين ، فقالت له كيف يكون الرجال قوامين علي النساء، وأنا التي بنيت وأنا التي أعمل وأصرف علي بناتي وأولادي وزوجي أكل ميراث من أمي ومن أبي بالملايين ، وإذا لزم الأمر استحلوا الربا في وفي أهلي وأخواتي ، فقال لها هذا العالم: إن الرجال هم القوامون علي النساء ، وليس الذكور قوامين علي الإناث فزوجك هذا ذكر ولكنه للأسف ليس برجل.
ولعل هذه الإجابة تبين لنا جانب من الرجولة، نعم فليس كل ذكر رجل ، وليست الرجولة في حد ذاتها شرف وفخر .. ما لم يتصف صاحبها بالرجولة ،، وليست الأنوثة عار ولا نقص فالعبرة إذن بالسمات الشخصية ،، وليست بالصفات الجنسية وصدق الشاعر
: ولو كان النساء كمن فقدنا لفضلت النساء علي الرجال .
وما التأنيث لأسم الشمس عيباً ولا التذكير فخراً للهلال .
وقد تري الكثيرين حولك ولكن الرجال قليلون حتي قال قائلهم :
اني لأفتح عيني حين افتحها علي كثير ولكن لا أري رجلا
إني لأفتح عيني ثم اغلقها لم يبق في بلدي ما يسعد المقلا .
كما أن الرجولة ليست لها شهادة تستلزم أن يتخرج صاحبها في الجامعة ولا تشتري بالأموال وليست مهارة يتعلمها الإنسان ، فكم من غني ولكنه ليس رجل وكم من فقير تلقاه رجل كامل الرجولة ، وكم أمي يدهشك بما يتصف به من صفات الرجال وكم من أستاذ يحمل أعلي الشهادات ولكنه لا يرجي من ورائه أي خير ،، فالرجولة سلوك وصفات تسري مع الدم يسقيها الأباء أبناءهم ، وينشأ عليها الفتيان: وينشأ ناشيء الفتيان منا علي ما كان عوده أبوه .
فما الذي أصاب بلدنا في رجالها، وما الذي أضعف نسبة الرجولة تنزل إلي اقل مستوياتها ؟ حتي إن الفتاه تضايق في شارع وعمل مليء بالرجال ، عفوا باأشباه الرجال ولا يتحرك أحد لنجدتها والمدمن يطاردها ، واللص يفتح المطواه ويسرق بالإكراه في الأتوبيس العام ، ولا يحاول أحد اعتراضه ولا يتحرك الجموع لردعه ، رغم كثرتهم وهناك عشرات الآلاف من المشاهد والصور والشكاوى والاستغاثة ، التي تؤكد أننا في أزمة حقيقة نعم نعاني من ازمة في الرجالة .
