كتب/ أيمن بحر
أولُ مرةٍ أشعر فى قلبى معنَّى ليلة القدر هذا العام، وأفهمُ قصد «أنها غير ثابتة» بعد أعوامٍ عدة وأسئلة ظلَّت تروادني عمرًا كاملًا وجدتُ أخيرًا ضالتى..!
إنها تختلف مِن بلدٍ لبلدٍ ومن ميقاتٍ لميقاتْ ومِنْ شخص لشخصٍ آخر ومن قلبٍ إلى قلبٍ!
رأيتُها فى بعض السنين وغيرى لم يرَ رغم أنه قام الليل
ولم أشعر بها في سنواتٍ مُختلفة من عمرى رغم أننى قمتها مثلهم
عرفت أنها ليلةٌ ليست كأيّ ليلةٍ ولا تُشبِّه ليالٍ أُخريات
حضرتها في عامى هذا، حين رأيتُ وأنا ساجد الكون كلّه من حولى يسجدُ، النجوم من حولي مضيئة، الخشوع يكسوني من رأسى
إلى أخمص قدمي إني غارقٌ في اللذة، لذةُ الخشوعِ ولأول مرةٍ أعرفُ معنى الغرق وأنا في غير الماء!
لأول مرة أشعرُ بالغرقٌ ولا أودُّ النجاةَ
وكرجفةِ أوّل حبٍ وأوّل لقاءٍ وأوّل كلّ شيء!
ثمة نوعٌ من الغرقِ يكون نجاة وحياة وليس موت!
كنت أريدُ أنْ أغرق أكثر!
بين الصلاة وقفتُ انظرُ إلى السماء وكأني أراها لأول مرة
شيء يصعب وصفه، كأني أرى لها عيونٌ تحدثي وآذان تسمعني
كان النور يشعُ منها في كل اتجاه
نظرت أسفل النافذة، الشجر يتحرك بشكل يوحي لك أن أحد يمرُ بجوراه مسرعًا ولا تراه
جحافل من الملائكة تمر من جانبها...ربما
الورد اليومي بصلاتي، كله رسائل موجهة إليَّ، كل حرف من القرآن ينطقُ بحالي!
«إنا أنزلناه في ليلة القدر» نزل القرآن جملةً واحدة فيها، تستطيع أن تقول إنها أعظم ليال الدنيا وأبهجها وأجملها «خيرٌ من ألف شهر»
ليلة تساوي عمر أشخاص من العبادات
سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر ..
طاقة نورانية عظيمة، تخيّل معي فحسب مظاهر الاحتفال بهذه الليلة في السماء والأرض حتى ظهور الفجر.
