بقلمي/هيام الرمالي
الفصل الأول
في الخامس من مايو ،بالثانية و النصف صباحاً ،حيث ليلة صيفية جميلة هادئة ،إمتلأ الجو بدوي الرصاص الحي، وصراخ وهرج ومرج بالمبنى؛نهض محمد مسرعاً وإلتقط الهاتف ليتصل بأمن المجمع السكني ،ويتأكد من مصدر الرصاص، وإذا بهاتفي يدق !
إرتجف جسدي وإرتفعت دقات قلبي ولم أستطع أن ألمس الهاتف،فقد إستشعر قلبي الخطر ،وتوقف بي الزمن برهة.
نظر محمد وقال إنها (مارينا)لماذا تتصل بهذه الساعة المتأخرة ،ربما قلقة من صوت الرصاص،ولكني لم أجبه، وصوت داخلي يقول نعم زوجي الحبيب، هناك أمراً ما ،بل كارثة ما.....
محمد ...ماذا بك؟
أجيبي علي الهاتف أم أجيب انا،!
لا ...لا سأجيب.
آآآلوووو.....م م مارينا ،ما الأمر؟
مارينا ...هيلو
أنا..هل أنت بخير ؟
مارينا... أغيثيني،قتل أخي، أشعر بذلك،لا أدري أو ربما لا، إطلاق الرصاص في شقته ولا أحد يجيبني.
هل بإمكان موهامد أن يساعدني ؟
نعم ،سنتصل بالشرطة وسنأتي إليكِ حالاً.إهدئ ،ربما يكون تيمور بخير.
محمد ...ماذا حدث؟
مارينا ،صديقتي الروسية،تقطن معنا(بالكومبوند)المجمع السكني،بالعمارة رقم ٣ ،إطلاق الرصاص لدي أخيها وتظن أنه قتل؛
محمد...ولكن صوت الرصاص قريبا جداً،نعم هي تقطن بالشقة المواجهة لأخيها، بالدور الأول العلوي وشقة أخيها مطلة علي حمام السباحه.
محمد... أها لذا سمعنا صوت الرصاص وكأنه هنا.
نعم ..ظننته في المبني الخاص بنا،مع هدوءالمكان الليل وسكون الليل.
ماذا تفعلين أنت؟
سأذهب لها،في هذه الساعه ،!
إنها صديقتي وزوجة أخيها هاجر ،زميلتي بالجريدة،إن كنت تخشي عليي فلتأتي معي.
محمد ...حسنا ،سآتي معك.
ستأتي هكذا ربما نذهب معهم للشرطة ،أشعر أن هناك خطباً ما والأمر خطير .
محمد ...أمرك مولاتي ،هذا ما يأتينا من صديقاتك.
ِلمَّ لَمْ تتصل هاجر ،أنا قلقة بشأنها، تظن أن تيمور فعل بها شيئا،
محمد.. تقصدين زوجها قتلها .
ربما...لا....لا أعلم ...لا أستطيع التفكير.
محمد ...أنا جاهز ،هل إنتهيتِ
نعم ،هيا
محمد...أين حقيبتك؟
أها..ها هي
محمد ..هاتفك ،تريثي.
لا أريد التأخير عنهم .
محمد ...سنصل قبل الشرطة لا تقلقي.
ستذهبين دون حذاء!
يا الله ،لا تسخر مني محمد ،أنا متوترة ،صديقتاي بكارثة .
محمد ...ربت علي كتفي وقال إهدئ ،خيرا إن شاء الله.
هيا بنا ، إحكي لي عن تيمور وزوجته هاجر،أنا أعرف مارينا فقط ،رأيتها مرتان تقريبا بمنزلنا،هي تكبرك بالسن أليس كذلك؟
نعم هي روسية،من أصل تتري، مسلمة ،تعرفنا بالنادي ،بتمرين إبنتنا، وأصبحنا صديقتين؛
وفي الحادي والعشرين من مارس الماضي تركت الجريدة وإصطحبت هاجر زميلتي، وإشترينا باقة ورود ،وذهبنا سويا لمنزل مارينا لمعايدتها في عيد الأم،فهي تقطن بمدينتنا وحدها وابنتها صغيره ،وأثناء تواجدنا بمنزلها دق جرس الباب،وفتحت هي،
وإذا بشاب أربعيني، وسيم جدا،طويل القامه، بجسد رياضي،وجذاب بدرجة ملفته.
محمد ...ها ،وماذا أيضاً.
ههه لم أقصد ذلك
تعرف أني أحب الثلاثيني، قصير القامه....أنا أصفه فقط.
وهنا هاجر لم تستطع أن تلوح ببصرها عنه،
ألقي التحية بالفصحي بعدما سلم علي أخته.
أخبرتنا مارينا أنه أخاها(تيمور/أنور)حاولنا الانصراف ولكنه رفض أن نترك الفطور،تعرف المرأة الروسية وكرم ضيافتها فهي تشبه المصرية كثيراً ،وجلس تيمور بعيدا حتي إنتهينا.
ومن هنا توطدت علاقة هاجر بمارينا من أجل( تيمور أو أنور) ونشأت قصة حب عنيفة بينهما رغم أنها قصيرة،وتزوجت به ،رغم رفض جميع من حولها.
محمد ....لماذا تقولين تيمور أو أنور.
هذه هي المشكله وسبب رفض الجميع لهذه الزيجه سأشرح لك؛
تيمور وأخته روس من أصول تترية أي مزدوجي الجنسية ،وتيمور هذا إسمه بالأوراق الروسية و متزوج من (جوزيل)روسية،وتم سجنه لمدة ٦ سنوات،وهنا أسقطت عنه السلطات الروسية الجنسية وأصبح أنور التتري فقط في الأوراق الرسمية؛
وأثناء مدة سجنه لم تزوره زوجته ولو مرة واحدة،
رغم أن السجون الروسية تسمح للمسجون الإنفراد بزوجته لمدة ثلاثة أيام كل ستة أشهر،في مبني ملحق بالسجن ،كما الفندق مثلا،فهم يطبقون تعاليم الإسلام في هذه النقطة رغم أنهم ليسوا مسلمين .
تتذكر حوار الفاروق مع السيدة حفصه عندما سألها كم تصبر المرأة علي زوجها.
محمد...نعم وقالت ستة أشهر وأمر بجمع الجيوش علي أربعة أشهر .
نعم ،ولكن جوزيل لم تذهب لزيارته ولو لمرة واحدة.
ولذا بعد إنتهاء عقوبته أراد الإنفصال عنها، ولكنها إستولت علي ممتلكاته وهو يريدها أن تعيد له نصف ممتلكاته،وهي رفضت،وأرادت كل شئ مقابل الطلاق.
فاتي هنا وبعدما تزوج بهاحر سكنوا جميعا هنا بالمجمع السكني الخاص بنا.
المشكلة هنا أن القانون الروسي يمنع التعدد.
محمد ...متهورة هاجر وربما لعنة الحب .
تظنين أن أحدهما قتل الآخر!
ها قد وصلنا ،ووصلت الشرطة قبلنا،يبدو أن الشرطة تعمل بجد في مدينتنا.
وربما لأنك أخبرتهم انهم أجانب، ماهو المقدم أحمد
مرحبا /كيف حالك أيها المقدم.
مرحباً/لا يمكنكم الدخول ،ليس هذا الوقت المناسب للتصوير أو السبق الصحفي،مازلنا لا نعلم شيئ.
لا لا إننا جيران ونحن هنا بصفة ودية.
لا أصدق الصحفيين ولكن لا يمكنك الدخول أيضاً ،فلم تنتهي المعاينة بعد،ومازالت الإسعاف لم تصل.
ولا تثق بصديقك ايضاً.
أحمد ...هههه لا تثيري الوقيعة بيني وبين صديقي.
محمد...إذهبي لمارينا وأنا هنا مع أحمد.
حبيبتي مارينا...أخبريني هل انتِ بخير!
مارينا...قتل أخي ،
زوجته هي من فعل .
كيف علمتي ذلك؟إهدئ،ربما هو بخير،أين هاجر؟
تعالي معي وإجلسي هنا،يمكن للضابط أن يطمئننا عليهم ،لم نتيقن بعد ،ربما هما بخير.
أحمد ...بالداخل ثلاثة جثث،رجل وإمرأتان ،لا نعلم من فارق منهم الحياة ومن مصاب فقط ،وهذا بشكل أخوي ،وليس للنشر .
أعدك بذلك أيها المقدم.
محمد ..ومن المرأة الثانية.
أحمد...هذا المحير ،وربما السبب في الجريمة.
أنا..ماذا تقصد؟
أحمد... ربما كان يخون زوجته!وقتلتهما،وأصيبت من التدافع.
محمد ... ربما هي زوجته الأولي جوزيل،أو قتل لأسباب سياسية.
أحمد...ماذا ؟هل أنت تعرفه؟
أتمني أن يكونا علي قيد الحياة وتكون إصابتهما غير مميته.
كارثة إن كانت هاجر هي القاتلة !
ومن الثالثة!
وأي قانون سيطبق عليهم !هنا ثلاثة جنسيات مختلفة .
محمد ...سأخبرك ولكن إن كانت هاجر من فعل فعن من سننضم بالدفاع.....؟!
