كتب/ محمد السهيمي
تعد وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الأدوات الرئيسية في عصرنا الحالي لنقل المعلومات والتواصل مع الآخرين. لكن من الممكن استخدام هذه الأدوات بشكل سلبي، لتسييس الرأي العام وتأجيجه من خلال استخدامها لزرع الفتنة والتحريض بين الناس.
وقد شهدنا في السنوات الأخيرة العديد من الحوادث التي تم فيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لتقويض الوحدة وزرع الفرقة بين الناس. على سبيل المثال، في بعض الدول التي تعاني من الحروب الأهلية والصراعات العرقية والدينية، يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض الجماهير ضد بعضها البعض، وخلق الخلافات والمشاكل، وتأجيج الصراعات.
تعمل وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا على تغذية التضامن والتعددية المفيدة، كما أنها تؤدي إلى تفاقم الانقسامات بين المجموعات الاجتماعية والعرقية والدينية. وهذا يوفر الفرص للقوى الخارجية للتدخل في شؤون الدول الأخرى، والتأثير على الآراء الشخصية، وتبني أفكار اليمين واليسار المتطرفة.
ويتطلب التعامل مع هذه القضية إيجاد حلول عملية وهادفة تعالج المخاوف الكامنة وراء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ويجب على المواطنين الحذر من الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى خلق التوتر، ويجب عليهم، عند الشك في مصدر الأخبار، التأكد منها قبل نشرها.
كما أن التعاون على المستوى الوطني ضروري لتحقيق الأمن الإلكتروني ونشر الثقافة الرقمية، ومنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة الصراعات ونشر الانقسامات بين الناس.
وفي النهاية، يجب علينا أن نعمل بجد لتثقيف الناس حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح وفعال حتى يتمكن الجميع من التواصل مع بعضهم البعض والحفاظ على الوحدة بين الناس في جميع البلدان.
