كتب / محمد ال دوبان الوادعي
ظهران الجنوب ( مدينة الشهداء) هي محافظة في جنوب غرب منطقة عسير ذات تاريخُ قديم عريق واصيل تتميز بالقصور الاثرية والحصون الحربية والقلاع الفريدة , نعم انها ظهران الجنوب شامخةً كجبالها , صلبةً كرجالها ، رجالها من صمود لصمود ، وشبابها في جميع مجالات الوطن مسطرين اروع الامثلة فداءً للدين والمليك والوطن ،يسكنها قبائل وادعة همدان (عصارة المسك ) التي كان لها دوراً مفصلياً ورئيسياً في الفتوحات الإسلامية ايام الخلفاء الراشدين وتميزت بعاداتها العربية الأصيلة منذ العصور ، والتي منها الالتزام بالعهد والوفاء والشجاعة وإكرام الضيف والوفاء بالعهد، وفي العهد السعودي الزاهر بايعت المؤسس طيب الله ثراه بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وتجلتْ بأكثر من مناسبة حتى جسدت ظهران الجنوب المثل والنموذج في الوطنية والوفاء والولاء .
تعد ظهران الجنوب من أقدم المحافظات التي أنشئت بإمارة منطقة عسير عام 1354 هجرية، وما يؤكد الوجه الحضاري لهذه المنطقة خلال العصور الماضية ,ويوجد بها كنوز اثرية, لها تاريخ قديم وقيمة تاريخية وعلمية, لها ماضياً عريقاً ضاربة جذورها في اعماق التاريخ , وتاريخ معظمها يعود الى ماقبل الاسلام.
وتحتوي المحافظة على قصور ومساجد أثرية وتاريخية مبنية من الطين والحجارة والخشب عمرها يتجاوز مئات السنين منها بلدة ظهران الجنوب التراثية التي تحتوي على قصور شامخه وتاريخ مسطر منذ العهد الاسلامي ومنذ قيام دولة السعودية الاولى ويوجد بها مسجد البلدة التراثي القديم الذي تجاوز عمره مئات السنين وبجانبها السوق الشعبي الشهير القديم الذي كانت تجتمع فيه القوافل التجارية ويطل بها المزارع الخضراء والوادي الشهير وادي العرين وفي الثويلة المسجد الذي بناه الصحابي الجليل خالد بن الوليد سيف الله المسلول عندما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهالي نجران.
ومن الطرق والنقوش القديمة :-
طريق الفيل التاريخيّ يمر من ظهران الجنوب عندما سلكه ابرهه الاشرم حينما حشد جيشاً في رحلته المشؤومة لهدم الكعبة المشرفة حيث قام جيشه برصف الطريق بالحجارة ليسهل مرور الفيلة عليه.وما زالت بعض من آثار طريق الفيل واضحة للعيان في منطقة المصلولة وقاوية والثويلة (12 كيلومترا شرق المحافظة) والمبرح والجمع شمال المحافظة، حيث سلكت قريش طريق الفيل في رحلاتها المشهورة لليمن في فصل الشتاء والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم، واستفاد من هذا الطريق أيضاً الحجاج والتجار اليمانيون والشاميون على حد سواء خلال القرون الماضية.
ويوجد رسوم ونقوش التي توضح بجلاء حضارات عاشت في هاذي المنطقة ووثقوا طبيعة حياتهم اليومية على صخور , جبال المبرح ,جبال كتام ,وجبل عزان
جبل شثاث
يلفت نظر الزائر لمحافظة ظهران الجنوب هو جبلها العملاق والمعروف ( بجبل شثاث )أو "حارس المدينة" كما يسيمه أهالي المحافظة وذلك لضخامته وعلوه الشاهق ولونه الاسود المائل للون السماء وان توجهت لاقتصاد محافظة ظهران الجنوب انها تشتهر بمقومات سياحية وتجارية تزيد من روعتها وجمالها وتضعها على خريطة المواقع السياحية وتجارية في السعودية، ففيها طبيعة بكر خلابة وبساتين متناثرة، كما تشتهر بمزارع الذرة والقمح الخضراء.وتمثل المحافظة الثقل التجاري وحلقة الوصل الرئيسية بين السعودية واليمن، فأصبحت ملتقى للتجار من جميع مناطق المملكة العربية السعودية
وفي ظهران تمتزج أصالة التراث وعراقة الماضي وروعة الحاضر حيث تزخر المنطقة بتراثها الشعبي وفنونها المتوارثة مثل :
( القزوعي - الزامل - المرحب - المسحوب - المنكوس - الرزفة )
المغرد (الزامل)
المغرد (الزامل) هو لون شعبي يعبر عن الرجولة والشهامة والشجاعة حيث يسير الرجال وشباب القبيلة في صفوف متراصة مرددين المغرد وهناك جمع غفير من المستقبلين ثم تبدأ مراسم – المحاولة –بين الشيوخ والوجهاء من المستقبلين والضيوف الوافدين.
المرحب (الزامل)
صف متراص من اعيان ووجهاء القبيلة يشلون اللون زامل كترحيب بضيوف اللذين قدموا اليهم بكلمات الشاعر التي تعبر على فرحتهم وسرورهم بقدوم الضيوف اليهم ويتم خروج احد الوجهاء بالكلام الى الضيوف وتقديم لهم كرامةً اخرى في وقت الاحق تقديراً لمجيئهم عندهم.
الدوار (القزوعي)
هو لون شعبي اخر يسمى– الدوار أو القزوعي – وينتسب القزوعي لقبيلة ال حيان بن سالم وادعة وهم اول من لعب القزوعي وكان يسمى قديما بالحياني وبعد ذالك انتشر لقبائل الجزيرة العربية
وفي هذه اللوحة التي تعبر عن تلاحم جماعي يشكل الجميع دائرة كبير ينتظم وسطها المزيف من القبائل ليقودوا العرضة التي تتعالى فيها الأهازيج على قصيد شعراء القبائل الجزل الرصين. فما أجمل هذه العادات والتقاليد التي تستمد أصولها من نبع الأخلاق الإسلامية الفاضلة والنخوة والشهامة العربية.
وفي الختام نسأل الله ان يحفظ ولاة امورنا وان يديم علينا الامن والامان وان يحفظ ارضنا ارض المملكة العربية السعودية من كل شر ومكروه .
