728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الاثنين، 21 أبريل 2014

    ليلى علوى: مصر محتاجة ثورة اخلاق




    حوار - رضا السعيد 

    النجمة ليلى علوي.. لم تستقر حتى الآن إذا كانت ستطل على جمهورها في رمضان المقبل بعمل
    درامي أم ستنضم لمعسكر «الغائبون عن شاشة رمضان».. فهي ترى أن الدراما يجب أن تنمي وعي الجمهور وتعطيه الأمل، وتتمنى أن تقدم عملًا تاريخيا جديدًا بعد مسلسل «نابليون والمحروسة»، وهو ما يدفعها للتفكير في كل ما يعرض عليها حاليا، ويجعل اختياراتها محدودة وبمواصفات معينة.

    الحوار مع «ليلى» لم تكن حدوده «الفن فقط».. لكن الأمر امتد لـ«قراءة الواقع» الذي رغم كآبته، فإنها أكدت أنها تلمح في الأفق «خيط أمل» لمستقبل أجمل لمصر والمصريين، كما أنها رفضت تحميل الأزمات التي يعيشها الشارع المصري لـ«عصر مبارك»، وأكدت أن ما نعاني منه حاليا ما هو إلا نتاج لـ«سنوات طويلة من الفساد».

    «ليلى» أكدت أيضا أن الأوضاع في مصر تتحسن، وتتجه لـ«المزيد من التحسن» بشرط أن تحدث «ثورة أخلاق» تعيد مشهد تنظيف الشوارع، والميادين، والعلاقات الطيبة للصدارة، ومحاولة إبعاد كل الموضوعات التي عليها اختلاف في مرحلة البناء حتى لا تتأثر بها البلاد.

    وإلى نص الحوار:

    - بداية.. ما تقييمك للمشهد الفني حاليا؟

    الفن ينقل الواقع وينقذه لكن عليه أيضًا تخيل المستقبل وإعطاء بعض الأمل، خاصة أن من يهمهم الفن يعلمون أن فيه جمالًا واستعراضًا وأملًا وواقعية و«فانتازيا»، ولا يستطيع أحد أن ينكر دور الفن الذي لعبه خلال الـ 3 سنوات الماضية، فرغم الظروف السيئة التي كنا نعيشها، فإنه كانت هناك نقلة في السينما؛ حيث ظهرت العديد من الأعمال الفنية المتميزة، وشهدت الدراما التليفزيونية العديد من الأعمال الجيدة، وكان هناك إصرار من جانب العديد من المنتجين على الوجود والإنتاج وتحدي الظروف الصعبة.

    - عقب كل ثورة تحدث حالة من النهضة في كل المجالات بما فيها الفن كما حدث في ثورة 23 يوليو 1952.. فلماذا لم نشاهد ذلك عقب ثورة 25 يناير؟
    ثورة يناير كانت نتائجها الفنية عكس ثورة يوليو تمامًا، فالأخيرة أفرزت نهضة ثقافية وفنية؛ لأن الأسماء التي كانت موجودة وقتها ساعدت على ذلك، وهم كبار الأدباء والفنانين والمثقفين، الذين استطاعوا أن يتفاعلوا مع التغيير السياسي الحاصل وقتها، لكن المناخ الحالي أبرز الخوف وعدم ثقة وحقد وعدم أمانة من الناس.

    - بماذا تبررين تلك الحالة؟

    السبب الرئيسي لما نحن فيه الآن أرى أنه نتاج لتمسكنا بسياسة «النظر تحت الأقدام»، وللأسف رغم جمال ثورة الـ 25 من يناير والـ 30 من يونيو، وبعد ما قام به الشعب المصري من تنظيف للشوارع ومحاولة للإصلاح، لكنّ كل منا نظر إلى نفسه ولم نلتف لنفكر جماعيا في كيفية إصلاح شأن مصر وحل أزماتها، وللأسف هناك من فكر في كيف يستفيد من الوضع وكيف يحقق مصالحه، ونجح في ذلك خلال الفترة الماضية.

    - لكن هذه السنوات شهدت أيضًا إحجام عدد كبير من المنتجين عن الإنتاج.. فما الأسباب؟

    هذا كله بسبب الأزمة الإنتاجية الأخيرة، والتي تمثلت في أن المنتج لا يعرف كيف يسترد أمواله في ظل القرصنة التي تحدث بشكل مستمر وعلني على الأعمال الفنية، ولا بد أن يجد الحماية من الدولة، خاصة إن كانت لا تستطيع المساندة ماديا في تطوير الصناعة، فعليها على الأقل وضع قوانين تحمي تلك الصناعات، فصناعة السينما من أهم الصناعات في مصر؛ لذا يجب على الدولة وضع قوانين للقنوات الفضائية وقوانين صارمة ضد القرصنة، إضافة إلى أنه علينا المشاركة في كل القوانين العالمية والدولية التي تمنع القرصنة.

    - في رأيك لماذا انتعشت سوق «القرصنة» خلال الـ 3 سنوات الأخيرة؟

    لأن فاروق حسني كان من وزراء الثقافة المهتمين بتلك القضية جدا وحدثت العديد من المتغيرات بعد رحيله، خاصة أن هذا الرجل لم يكن فاسدًا، ومع احترامي لفترة فاروق حسني فإن وزير الثقافة الحالي صابر عرب عندما تولى الوزارة أكد أنه مهتم بقضايا السينما، وأنه يعمل في الوزارة على أنه وزير في مرحلة انتقالية، ويتعامل مع قضية السينما على أنها شيء مهم ويجب إرساء قواعد لها، وأرى أنه يجب على كل الأطراف التي لها علاقة بصناعة السينما أن تضع قوانين صارمة لمواجهة القرصنة، تشارك في وضعها وزارات الثقافة والاستثمار والعدل والاتصالات والإعلام وغيرها ممن لهم ارتباط بالقضية، وهذا ما قمنا به فعليا وجلسنا مع هؤلاء الوزراء، وقمنا بإعداد ملف كامل لأولويات الصناعة وأهم أزماتها، والتقينا رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي قبل استقالة الحكومة بـ 5 أيام، ويجب على الوزارة الجديدة الاهتمام بهذا الملف، وتنفيذه بمنتهى السرعة من أجل أن تعود صناعة السينما مرة أخرى.

    - وما رأيك في دعوات المقاطعة التي يطالب بها السينمائيون لنوعية سينما البلطجة وسينما السبكي؟

    أرفض تلك الدعوات وأرى أن الجمهور هو من عليه أن يقرر ماذا يختار، لكن الرقابة على المصنفات الفنية لها دور مهم في أن تعلّم الجمهور التذوق السينمائي والأفلام التي تنافي الذوق لا بد أن يتم رفضها.

    - لكن الرقابة لها قوانينها والتي ليس منها الذوق السينمائي؟

    أرى أنه لا بد على الرقابة أن تتدخل عندما نرى أعمالًا مخالفة للذوق العام أو لدور الفن.

    - قمت بإنتاج العديد من الأفلام.. ألا تفكرين في العودة للإنتاج مرة أخرى؟

    أنا والعديد من الفنانين على استعداد للعودة مرة أخرى للإنتاج، لكن لا بد من قوانين وضمانات لحمايتنا من أجل أن نعود للإنتاج السينمائي، خاصة أن هناك العديد من الذين يستفيدون من الفن دون وجه حق، مثل الجهات التي تعرض أعمالًا «مقرصنة»، وعندما يحدث ذلك ويتم إصدار مثل تلك القوانين سنعود للإنتاج مرة أخرى.

    - كانت هناك دعوة في السابق لإنشاء وزارة للسينما.. ما رأيك؟

    لا أرى أن هذا مهم في الوقت الحالي، خاصة في ظل محاولتنا كسينمائيين الحصول على صلاحيات للجهاز القومي للسينما وغرفة الصناعة، ونسعى لتوحد كل الجهات المسئولة عن السينما وإنمائها من أجل تحقيق صالح السينما، إضافة إلى أنه لا يوجد بأي من دول العالم وزارة مختصة فقط بالسينما، بل هناك غرف وجمعيات فقط.

    - على المستوى الدرامي.. بعد نجاحك الكبير في تقديم تجربة الـ 15 حلقة منفصلة.. هل من الممكن أن تقدمي هذه النوعية من الأعمال مجددا؟

    سعيدة جدا بتلك التجربة المميزة، وأتمنى تكرارها، لكن ظروف الإنتاج والتوزيع لا تحبذ تلك النوعيات من الأعمال؛ بسبب تكلفته الإنتاجية المرتفعة، ورغم أن تلك النوعية من الأعمال ممتعة للممثل؛ لأنه يقدم شخصيتين مختلفتين، لكنه أيضًا مرهق للجهاز العصبي، خاصة أننا دائمًا نتأخر في البدء بالتصوير، لذلك يكون الضغط على جهازي العصبي مضاعفًا، فأنا أحب أن آخذ بعض الوقت لأرتاح وأخرج من الشخصية ثم أبدأ شخصية جديدة، وللأسف لا يتوفر هذا الوقت.

    - مسلسل «فرح ليلى» كان عملًا صادمًا ومختلفًا عن نوعية الأعمال التي قدمت في رمضان.. فلماذا هذا المسلسل بالتحديد؟

    دائمًا أحاول أن أقدم شيئًا مختلفًا عن السائد، ولذا اخترت مسلسل «فرح ليلى»، خاصة أنني بدأت التصوير متأخرًا، وهذا ما أتاح لي رؤية الشكل السائد للأعمال المقدمة، وكنت سعيدة أنني سبحت عكس التيار وقدمت قضية مهمة، وهي مشكلة سرطان الثدي خاصة أن من واجب الدراما أن تزيد من وعي الجمهور وأن تعطيهم الأمل في المستقبل وهذا ما فعلناه.

    - لكن أغلب الأعمال التي تقدم حاليا تقدم الواقع دون أي تفاؤل؟

    الفن من واجبه زيادة وعي الناس لكن علينا ألا نزيد الكآبة والإحباط وننمي شعورًا يغيب فيه الأمل، صحيح أننا عندما نقدم قضايانا ونناقشها نجد الحلول، لكن علينا التفاؤل أيضًا وتقديم أعمال تمس الأسرة المصرية وعلاقاتها، كما قدمت في مسلسل «فرح ليلى».

    - وما رأيك في الأعمال التي رفعت هذا العام شعار للكبار فقط ؟

    في كل العالم هناك دراما تليفزيونية مخصصة للكبار فقط ولها مواعيد عرض، ويجب علينا أن نتعود عليه، وبالرغم من أن هناك بعض الأعمال كانت بها جرأة في التناول، لكن ليس معنى جرأتها منعها، خاصة أننا أمام عالم مفتوح، والمنع ليس الطريقة الصحيحة في ظل ثورة التكنولوجيا، فمثلًا هناك مسلسلات كارتون على اليوتيوب تحوي أفظع الشتائم؛ لذا يقع على المنزل اختيار ما يشاهده الأطفال.

    - انتشرت هذا العام ظاهرة مسلسلات البطولة الجماعية.. فهل من الممكن أن تشاركي بأحدها؟

    هذا حدث فعلًا في مسلسل «الشوارع الخلفية»، والذي كان بطولة جماعية وشاركت في بطولته، لكن هناك شروطا لنجاح أعمال البطولة الجماعية، وهي أن يقدم العمل بشكل جيد ومتميز.

    - وما العمل الذي تتمنين تقديمه؟

    أتمنى أن أعيد تجربة تقديم عملًا تاريخيا مثل مسلسل «نابليون والمحروسة»، وللأسف فإن الحالة التي نحيا بها حاليا من عدم استقرار على جميع النواحي تجعلني أختار أعمالي بصعوبة شديدة جدا وأفضل التأني في الاختيار.

    - وهل من الممكن أن تشاركي في بطولة فيلم مستقل؟

    المخرج شريف عرفة أول من قدم سينما مستقلة في فيلم «الأقزام قادمون» وفيلم «سمع هس»، وتلك الأعمال تنتمي للسينما المستقلة؛ حيث إنها قدمت تيارًا مغايرًا في ظل وجود سينما تجارية مختلفة وقتها، وفي كل مرحلة ستجد السينما المستقلة الخاصة بها، وأرى أن السينما المستقلة هي الحل حاليا لإيجاد تيار سينمائي مختلف، وإنعاش صناعة السينما، خاصة أن التطور التكنولوجي أتاح خفض التكلفة الإنتاجية.

    - كيف تصفين المشهد السياسي الذي نعيشه حاليا؟

    المشهد الذي نعيشه حاليا غامض وغير مفهوم ومتغير، فمثلًا كانت هناك آراء لبعض الناس بصحة أشياء اكتشفت بعد مرور الوقت أنها خاطئة، مثل الأحزاب الدينية التي كنا نظن أنها تعمل من أجل الدين واكتشفنا أنها تتاجر بالدين من أجل مصالح شخصية، ومثل جماعة الإخوان التي ثبت أن ولاءها للجماعة وليس للوطن، وغيرها من الأشياء، ولكن الشعب المصري أثبت أنه قادر على الوصول إلى الحقيقة واستنتاجها رغم أنه كان يحتاج لبعض الوقت لكن نتائجه حقيقية.

    - هل ترين أننا كنا نحتاج للمرور بتلك الظروف حتى يستطيع الشعب الوصول إلى تلك النتائج؟

    نحن كنا نحتاج إلى التجربة العملية حتى نتبين الحقيقة ونرى الصورة الصحيحة، ونحن كجيل تربينا على العديد من المفاهيم وعلى كلمة واحدة هي «الله الوطن والشعب»، ويجب أن نعرف أن الشعب المصري مستعد أن يقدم روحه من أجل وطنه.

    - لكن قيم حب الوطن وإعلاء شأنه قد غابت.. وهذا ما شهدناه خلال الفترة الماضية؟

    لكل منا مثل أعلى، ونحن اختلفت سلوكياتنا كشعب بفقدان المثل الأعلى، كما فقدنا أيضًا المبادئ المصرية والإسلامية معًا، ولا بد أن نعترف بأننا نحتاج لعودة الأخلاق المصرية، وعودة احترام القانون، حتى يعود النظام لمصر، ولن يتحقق ذلك سوى بالصرامة والجدية في تنفيذ القانون، خاصة أن المصري عندما يسافر للخارج نجده يحترم القانون؛ لأن تلك الدول تطبق قوانينها بمنتهى الصرامة، وبالمناسبة فإن تلك الدول تعد من أكبر الدول التي تتمتع بسياسات ديمقراطية، وأرى أن هذه هي الديمقراطية الحقيقية، أن يعرف الجميع أن من يخطئ سينال عقابه ومن يحسن فسيكافأ.

    -هل ما نعيشه حاليا برأيك هو نتاج عصر مبارك؟

    ليس نتاج عصر مبارك وحده، وزراعة وسياحة لكننا مع الأسف تأخرنا كثيرًا.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: ليلى علوى: مصر محتاجة ثورة اخلاق Rating: 5 Reviewed By: كفرالشيخ تو داى
    Scroll to Top