متابعه /أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول دعا المسئولون المنظمات الإنسانية الى المساعدة فى دفن الجثث.
وإندلعت مواجهات عنيفة بين عرقيتى الهاوسا والبارتا بسبب خلافات حول الأراضى.
وقال المدير التنفيذى للمجلس المحلى فى منطقة ود، الماحى عبد العزيز الأمين، إن "حوالى 200 شخص قتلوا" فى ثلاث قرى "وبعض الجثث لم يتم دفنها حتى الآن.
وأعلن حاكم ولاية النيل الأزرق الجمعة حالة الطوارئ فى الولاية ومنح قوات الأمن صلاحيات كاملة "لوقف" القتال القبلى.
وجاء فى مرسوم أصدره أحمد العمدة بادى إطلعت عليه وكالة فرانس برس أنه "يعلن حالة الطوارئ فى جميع أنحاء إقليم النيل الأزرق لمدة ثلاثين يوماً"
كذلك كلّف المسئولين المحليين للشرطة والجيش والمخابرات وكذلك قوات الدعم السريع "التدخل بكل الإمكانات المتاحة لوقف الإقتتال القبلى"
وكان مدير مستشفى ود الماحى عباس موسى قال لوكالة فرانس برس إن الإشتباكات القبلية أسفرت عن "مقتل 150 شخصاً بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب أغلبهم مات نتيجة الحرق، كما جرح 86" آخرون فى المنطقة الواقعة على بعد 500 كيلومتر من الخرطوم.
وفرضت السلطات حظر تجول ليلياً بعد مقتل 13 شخصاً وفق الأمم المتحدة، فى إشتباكات بين أفراد قبيلة الهوسا وقبائل متناحرة. لكن الإشتباكات تجددت رغم الإنتشار الأمنى.
وتظاهر مئات فى الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق إحتجاجاً على العنف، وطالب متظاهرون آخرون برحيل المحافظ بادى معتبرين أنه غير قادر على حماية السكان.
وقُتل ما لا يقل عن 149 شخصاً ونزح 65 الفاً فى النيل الأزرق بين تموز/يوليو ومطلع تشرين الأول/أكتوبر، وفق الأمم المتحدة.
فى بداية أعمال العنف، إحتج أفراد من قبيلة الهوسا فى جميع أنحاء السودان على خلفية ما إعتبروه تمييزاً ضدهم بسبب العرف القبلى الذى يحظر عليهم إمتلاك الأرض فى النيل الأزرق لأنهم آخر القبائل التى إستقرت فى الولاية.
ويعتبر إستغلال الأراضى مسألة حساسة للغاية فى السودان، إحدى أفقر دول العالم، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43% من الوظائف و30 % من الناتج المحلى الإجمالى.
ويقول مراقبون إن النزاعات القبلية تتصاعد فى السودان بسبب الفراغ الأمنى، وخصوصاً بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى الإقليم إثر توقيع إتفاق سلام بين فصائل مسلحة والحكومة المركزية عام 2020.
وزاد من تدهور الأمور إنقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضى، عندما أطاح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان شركاءه المدنيين من الحكم الإنتقالى المتفق عليه عقب سقوط الرئيس السابق عمر البشير فى 2019.
وقد قتل 19 شخصاً وجرح 34 آخرون فى نزاع قبلى بولاية غرب كردفان (جنوب)، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وقُتل منذ كانون الثانى/يناير قرابة 600 شخص ونزح أكثر من 210 آلاف بسبب النزاعات القبلية فى السودان، وفق المصدر نفسه.
