القاهرة الشرق العربى
قال حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى والمرشح الرئاسى المصرى السابق، إنه يدعو كل صاحب حلم إلى عدم التراجع واليأس، موضحًا أنه يتمنى لرئيس الجمهورية المصرى عبد الفتاح السيسى أن ينجح، مضيفًا "إنجاح الرئيس واجب وطنى على كل المصريين إذا تبنى مشروع الثورة، وتحقيق ما حلم به المواطن فى 25 يناير و30 يونيو". وأضاف حمدين صباحى، المرشح الرئاسى السابق، خلال لقائه ببرنامج "الحياة اليوم"، على فضائية "الحياة"، مع الإعلامى "عمرو عبد الحميد" أنه فضّل الفترة الماضية الصمت ليس للخروج من الحياة السياسية، ولكن للابتعاد لوقت ما. وقال مؤسس التيار الشعبى والمرشح الرئاسى السابق، إن الداعيين بعودة النظام السابق أو الأسبق واهمون، مضيفًا أن رجال حلف فساد مبارك موجودون، لأن سياسات مبارك لم تتغير أيام المجلس العسكرى أو أيام مرسى أو الآن، وما زالت السياسات القديمة تحكم مصر. وأضاف، أن هناك شبكة مصالح موجودة، حيث ملاك المال وجزء منهم يملكون جزءًا مهمًا من الإعلام ما زالوا موجودين، وشبكة مصالحهم موجودة، وعلاقتهم بأطراف فى الدولة القديمة العتيقة العميقة موجودة، وقلق الشعب المصرى من مستقبله مشروع، متابعًا: "لا ينبغى لأن نسمح لتجربتنا الراهنة بالفشل، لأننا لا نتحمل فشلاً جديدًا، كفاية مبارك والمجلس العسكرى ومرسى". وأكد صباحى، أن الرئيس السيسى مطلوب منه الرؤية والسياسات التى تتحول لإجراءات، لافتًا إلى أن هناك غيابًا للرؤية الفترة الماضية، حيث إنها "رؤية غائمة"، ونحتاج رؤية واضحة هدفها هدف الشعب فى 25 يناير و30 يونيو، أرضيتها مطالب الشعب فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وأكد حمدين صباحى، أن براءة مبارك وأعوانه فى قضية القرن يوم أسود فى تاريخ مصر، ومبارك كان الراعى الرسمى للفقر والفساد والتبعية، موضحًا أنه إذا جاء اليوم لكى نضحك على أنفسنا ونستخدم تبرئة مبارك فى حكم محكمة لكى نبرّئ به نظامه فهذا لا نقبله لمصر. وأضاف، أن ما يحدث فى البلاد بعد حكم مبارك والآراء المتعددة والهجوم الضخم الذى تعرضت له، ليس خلافًا على حكم قاضى محكمة، ولكنه صراع على حكم مصر، موضحًا أن حلف مبارك ورجال الفساد والمال والحرام والعلاقة الآثمة بين السلطة والثروة، ومن لديهم أوهام العودة إلى الحكم، لم يعتبروا كلمة القاضى "عودوا إلى مقاعدكم"، أى على كراسى قفص المحاكمة، ولكنهم فسّروها "عودوا إلى مقاعدكم للحكم والبرلمان والقصر والسلطة، وتابع: "لن نسمح بعودة مبارك وشبكة مصالحه الفاسدة إلى حكم مصر، ولا الإخوان واستبدادهم". وأشار صباحى، إلى أن مصر تقف فى مفترق طرق فمصر طلبت هدفًا واضحًا "عيش وحرية وعدالة وكرامة"، والمفترض أنه عندما يأتى رئيس ينفذه، مضيفًا "أن هناك قلقًا وإحساسًا بعدم وضوح الطريق ولا نعرف إلى أين نتجه؟". وقال صباحى، إن الإشارات الإيجابية فى أحاديث رئيس الجمهورية المصرى، عبدالفتاح السيسى، الأخيرة بالإضافة للإجراءات الإيجابية، التى اتخذت على الأرض، هى مؤشرات جيدة، مضيفًا: "لكن نريد أن نحولها إلى رؤية شاملة وليس مجرد رد فعل على حدث أو امتصاص لغضب أو تفادى لموقف حرج، بل طريق وطنى نبنيه معًا بشراكة وطنية لبناء الدولة الجديدة، وهو طريق لحسم الصراع وإغلاق الباب أمام عودة فساد مبارك واستبداد مرسى". وأضاف، أن الثورة لا تحتاج قانونًا يحميها، بل تحتاج لرؤية تنتمى إليها وتنتصر لها، مضيفًا: "لو كانت تلك الرؤية تنفذ حقوق الجائعين والمحرومين من التعليم والحرية، فلا نحتاج قانونًا يجرم ثورتى 25 يناير و30 يونيو". وأوضح، أن الثورة تهد لكى تبنى، فنظام مبارك كان "عفن"، وسقط رأسه وبقاياه تحاول العودة، والإخوان تجربتهم حكمت عليهم أنهم غير مؤهلين للتعبير عن الثورة أو الشعب فأسقطهم الشعب، مشيرًا إلى أن بناء الدولة الناجحة هو الدليل على نجاح الثورة. وتابع: "أحسن مساعدة للنظام فى بناء الدولة، أن نهدى إليه عيوبه إذا كان فيه عيوب، وأن نشدد على إيجابياته عندما يقدم على إيجابيات"، فلا نظام يُبنى بالنفاق، ومن يمدحون النظام فى أخطائه هم فئران سفينة وأول أشخاص سيقفزون منها. وأكد مؤسس التيار الشعبى والمرشح الرئاسى السابق، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى جاء بإرادة شعبه، وجاء على أنقاض دولة مبارك، وهو يتحمل مسئولية الوفاء للشعب الذى اختاره بأغلبيته، وترجمته الوحيدة الإخلاص التام للثورة، الأمر الذى لابد أن يكون محسومًا وواضحًا ومعلناً ولا يقبل التباسات. وقال، إن الشعب اختار الإخوان، فأعطاهم الأغلبية فى البرلمان ونجحهم فى انتخابات الرئاسة و"تعظيم سلام للشعب المصرى"، ونحترم ما اختاره الشعب، موضحاً أن الإخوان يهاجمونه لأنهم لا يريدون لأحد التحدث باسم ثورة 25 يناير غيرهم. وأوضح صباحى، أن 25 يناير و30 يونيو، ثورة واحدة، ويتفق مع الرئيس السيسى فيما يقوله فى ذلك، مشيراً إلى أنه لم يدع لمظاهرات، وموقفه مع حق التعبير السلمى ومع تعديل قانون التظاهر وليس إلغاؤه، وبما يتفق مع تعديلات المجلس القومى لحقوق الإنسان، لأنه قانون به غباء سياسى، و"طفش" الشباب المنتمى للثورة، ولم يفيد فى محاربة الإخوان أعداء الثورة. وذكر صباحى، أن بناء الدولة التى تعبر عن الثورة، لا يتطلب مصالحة مع الإخوان ولا فاسدى مبارك، ولكن مصالحة مع الغلابة والشباب الذى تنكسر روحه ويريد الهجرة والرحيل عن البلد، وتعديل قانون التظاهر والإفراج عن المحبوسين منهم. وتابع: "قوى الثورة فى معظمها لم تدع إلى مظاهرة منذ يوم 30 يونيو وحتى الآن، وذلك بسبب وجود الإخوان فى الشارع، وتحتاج فى التفكير فى أساليب للبناء وتقديم الحلول للمشكلات". وقال حمدين صباحى، إن مواجهة الإرهاب ليس بالأمن فقط بل بتنمية الثقافة والإعلام وبإجراءات فى السياسة والاقتصاد، مضيفًا: "قمنا بثورة 25 يناير ضد مبارك لمحاكمته على جرائم لم يحاكم عليها حتى الآن، ونجهز لمحاكمته على جرائمه الحقيقية الآن بإعداد مذكرات قانونية تقدم للنائب العام كبلاغات لتحقيقها وفقًا للقانون على الجرائم التى ارتكبها مبارك وأعوانه فى تجريف الثروة الوطنية، وإهدار المال العام، وقتل المصريين فى عبَّارات وقطارات بالإهمال، وسرقة ثروة الشعب، وتزوير الانتخابات، والتى جزء منها حملة (حاكموهم)". وأضاف، "لا نريد محاكمة استثائية، ولا تدخل الرئيس فى أحكام القضاء"، مضيفًا أن مصر تحتاج العدالة الانتقالية التى أقرها الدستور، متابعًا: "مشروع قناة السويس مشروع عظيم واشتريت شهاداته وزرت موقع الإنشاء". وقال مؤسس التيار الشعبى والمرشح الرئاسى السابق، إنه على استعداد للمشاركة فى أى دور يساعد فى بناء الدولة، مؤكدًا أنه لن يرشح نفسه فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأضاف، أنه سيظل يؤدى الدور، الذى يعتقد أنه يفيد الناس ويبنى دولة ناجحة تحقق مطالب ثورتها، موضحًا أن مكانه الطبيعى أن يكون مواطنًا صاحب رأى واجتهاد وإذا جد جديد فسيكون هناك رأيه.
