متابعة/أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمنى ومكافحة الارهاب فىبعد متابعة الأحداث عن الغزو الروسى لأوكرانيا ومن منطلق الواقع تبين طبقاً للوضع السياسى الآتى:-
أوكرانيا كانت عاصمة روسيا القيصرية إستقلت عن عرش الإتحاد السوفيتى بعد تفكيكه فى 24 أغسطس 1991 . فى 16 يوليو 1990، إعتمد البرلمان الجديد إعلان سيادة دولة أوكرانيا. أسس الإعلان مبدأ تقرير المصير للأمة الأوكرانية والديمقراطية والإستقلال السياسى والإقتصادى وأولوية القانون الأوكرانى على القانون السوفياتى على الأراضى الأوكرانية. قبل شهر، إعتمد إعلان مماثل من قبل البرلمان فى روسيا الشيوعية. بدأت فى هذه الفترة مواجهات بين المركزيين السوفييت، والسلطات الجمهورية الجديدة. فى آب / أغسطس 1991 حاول فصيل من المحافظين بين القادة الشيوعيين فى الإتحاد السوفياتى الإنقلاب لإزالة ميخائيل جورباتشوف، وإستعادة سلطة الحزب الشيوعى. بعد المحاولة الفاشلة فى 24 آب 1991 إعتمد البرلمان الأوكرانى قانون الإستقلال والذى أعلن فيه البرلمان أوكرانيا دولة ديمقراطية مستقلة.
ولم يضمها الإتحاد الاوروبى لعضويتها حيث يسعى لضم الدول بعد دراسة وضعها الإقتصادى ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة والفصل بين السلطات. كى تنضم دولة ما الى الإتحاد الأوروبى، عليها إستيفاء الشروط السياسية والإقتصادية التى يُطلق عليها إسم شروط كوبنهاجن (نسبة الى قمة كوبنهاجن التى عُقدت فى شهر يونيو من عام 1993) وذلك يعنى إمتلاك الدولة حكومة ديمقراطية مستقرة تحترم سلطة القانون والحريات والمؤسسات المنسجمة مع قانون الدولة.
قامت روسيا بغزوها فى 24 شباط/فبراير 2022، حيثُ بدأت الحملة بعد حشدٍ عسكرى طويل، والإعتراف الروسى بجمهورية دونيتسك الشعبية المعلَنة من جانب واحد وجمهورية لوغانسك الشعبية، أعقبها دخول القوات المسلحة الروسية الى منطقة دونباس فى شرق أوكرانيا فى 21 فبراير 2022. فى 24 فبراير، وبعد خطابٍ أعلن فيه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية بهدف «تجريد أوكرانيا من السلاح وإزالة أثر النازية منها»، بدأ القصف على مواقع فى جميع أنحاء البلد، بما في ذلك مناطق في العاصمة كييف.
بإستخدام حق الفيتو الروسى لم تتخذ إجراءات بمجلس الامن الذى يصدر قرارات ملزمة فشل مجلس الأمن الدولى، فى تبنى مشروع قرار حول أوكرانيا إقترحته الولايات المتحدة والبانيا.
وجاء الفشل نتيجة إستخدام روسيا حق النقض الفيتو بصفتها عضو دائم فى مجلس الأمن.
وأشار نص مشروع القرار الى الأسف لغزو روسيا أوكرانيا الذى بدأ بعمليات عسكرية منذ صباح الخميس الماضى.
وصوت لصالح مشروع القرار،11 عضواً فى مجلس الأمن، وإمتنعت الصين والهند والإمارات عن التصويت على نص المشروع الذى صاغته الولايات المتحدة.
ويأتى إمتناع الصين عن التصويت بعد أسابيع قليلة من إتفاق موسكو وبكين على شراكة بلا حدود مما يتضمن دعم الدولتين لمواقفهما حيال أوكرانيا وتايوان مع وعود قطعتها كل منهما للأخرى بالتعاون فى مواجهة الغرب.
لكن حصلت على تأييد دولى بالجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة العدوان الروسى عليها، وإن كانت هذه القرارات غير ملزمة ولكنها ذات هدف سياسى دولى وحصلت على تعاطف وإتخذت إجراءات سياسية ومقاطعات على روسيا. جاء القرار، الذى حظى بتأييد 141 ومعارضة 5 دول وإمتناع 35 دولة عن التصويت من بينها الصين من أصل 193 عضواً فى ختام جلسة طارئة نادرة للجمعية العامة دعا اليها مجلس الأمن. وللجمعية العامة سلطة إتخاذ القرارات النهائية فى بعض المجالات مثل ميزانية الأمم المتحدة. وبالتالى فان قرارات الجمعية العامة غير ملزمة عموماً للدول الأعضاء ولكنها تحمل وزناً سياسياً كبيراً، وهى ملزمة قانونياً تجاه الميزانية فقط، ويمكن للجمعية العامة أيضاً أن تحيل مسألة الى مجلس الأمن لوضع قرار ملزم.
بتطبيق تلك القواعد على منطقة الشرق الأوسط لآحظت قصور من جانب هذه المنطقة طبقاً للآتى:
قامت الصهيونية العالمية بإقتطاع قطعة أرض عربية من أرض فلسطين ودأبت على الإعتداءات بصفة مستمرة على الوطن العربى منها حرب 1943 1965 1967 الى أن جضرت حرب أكتوبر التحريرية أكتوبر 1973ووجدت تعاطف دولى بجانبها تفوق على الحق العربى.
دار فى فكرى بصرخة قلب الأسئلة الآتية:
هل العرب لم يتمكنوا من شرح حقهم المسلوب للعالم؟
هل الإستلاء على المسجد القصى العربى أصبح سليباً؟
هل جامعة الدول العربية تنظر للأحداث بصفتها ملاحظة؟
هل الخارجية العربية عجزت عن إسترداد حقوقها؟
لابد أن يدرك العالم أن المسجدى الأقصى مسرى رسوله الله صلى الله عليه وسلم وكلته الأديان السماوية للعرب.
