728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الثلاثاء، 26 أبريل 2022

    انهيار الأخلاق




    كتب/ أيمن بحر


    هو واحد من الموضوعاتِ التي قتلها البحث  حديث الصباح والمساء  الأسرة المصرية إلي أين ؟ لماذا تنهار  يوماً بعدَ يوم  منظومة القيم والأخلاق  وتتهاوي ثوابت المجتمع  ويصيب العَطب ثروة الأمةِ الحقيقية  وهي الأُسرةُ المستقرة .


    أجيبُكم يا سادة  والقلب يعتصر ألما  والعين تغالبُها دموع الأسي  أجيبُكم  : لأن الكذبَ أصبح السلعة الرائجة  والتنصلَ من المسئولية  أصبح البطولة التي يُفاخرُ بها أصحاب النفوسِ الضعيفة .


    ولأنني واحدة من معشر النساء  التي أوصي بها ربُنا سبحانه ( وَعَاشِرُوهُنَ بِالْمَعْرُوفِ ) وأوصي بها رسولُه الكريم صلي اللهُ عليه وسلم  فقال : ( ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ) وقال : (رفقاً بالقوارير ) وقال :


    (استَوْصُوا بالنساءِ خيراً  ) لأنني واحدة من هؤلاء  أري أن  العِشرةَ لم تكن بالمعروف  فلا النساءُ كُرِمت  ولا الحماية  من الإهانةِ تحققت ولا ترفقَ بها مَنْ تركت أهلَها من أجله  وسعت واجتهدت لراحتِه  !


    تلك التي كانت في بيتِ أبيها  ملكةً متوجة  تتركُ الحياةَ الآمنةَ المستقرة  لتتزوجَ  وتتحولَ إلي خادمة( بوثيقة زواج )  و مُربية ( بالسُخرة ) تُعلم وترعي وتُداوي  وتسهر الليالي  تعيشُ حياتها لتُرضي إنساناً  كان لزاماً عليه  أن يتقي اللهَ فيها وأن يكونَ سنداً وظهراً  مودةً ورحمة  لا سيفاً مُسلطاً بلا رحمة علي إنسانة  كلُ خطيئتها أنها كانت مُخلصةً  تبحثُ له دوماً عن السعادة  تلك السعادةُ التي لم تعرفْ طريقَها يوماً إلي قلبِها  بعدَ (وثيقة العبودية ) التي أرادها اللهُ زواجاً  وأرادوها هم استعباداً !


    ياسادة  الرجولة موقف  وليست نوعاً ..


    ياسادة إنما تُقاسُ حضارةُ المجتمعات  بحُسنِ معاملة المرأة .


    ثم يأتي أبغضُ الحلال  لكنه يبقي حلالاً  إذ لا خلاصَ من الذُل والمهانة  إلا به  للأسفِ الشديد .


    ورغمَ أن الأصلَ فيه ( أو تسريحٌ بإحسان ) فلا نري فيه أيَ وجهٍ من وجوهِ الإحسان  يأتي الطلاقُ ليكونَ البدايةَ لنهايةِ حياة  وبدايةِ مأساة  فالفضل يُنسي  والعِشرةُ تُداس بالنعال   والمستور يُفضح   والإيذاءُ النفسيُ  يتخطي حدودَ العقل  والأيدي تمتدُ لتلطم وجهاً كرمه الله  وربما تمتدُ أكثرَ  لتكسرَ عظاماً  كانت تقف أياماً وليالٍ علي خدمته .


    ثم تعودُ تلك الخادمة  إمرأةً  كُتِب عليها القتال  وهي له كارهة  فالمحاكمُ في جلساتٍ متواصلة والأحكامُ تأتي بطيئةً  أولا تأتي علي الإطلاق  وفي الغالبِ الأعم  يحتالون عليها  كي تبقي حبراً علي ورق  هذا إلي جوار المساومات الرخيصة  للتنازل عن الحُقوق المشروعة !! وتبديد وتحطيم المنقولات  التي جاءت تحت مُسمي ( نحنُ نشتري رجلاً )  والتزوير في المستندات  ليبدو الدخل الشهري للأب  علي غير حقيقته تماماً  وبالتبعية لا يصلُهم منه إلا الفُتات  الذي لا يسدُ جوعاً  ولا يفي بغرضٍ  ولا يصلح لا رقاً ولا طاراً كما يقولون .


    كلُ ذلك  والزوج تمضي حياتُه باحثاً عن فرصةٍ أُخري  أو ضحيةٍ جديدة  بينما هي تخرجُ من المحاكم والقضايا  التي لا تنتهي لتعودَ لسابق عهدِها  خادمةً ومُربيةً بالمجان  بل ومسئولةً وحيدة عن أُسرة بأكملِها تجري وتسعي وتجتهد  بلا سند ولا ظهير  غيرُ مسموحٍ لها أن يتوقفَ عطاؤها أو حتي يتأخر  كلُ هذا في أجواءٍ صاخبة  وحياةٍ متوقفة   مع آمالٍ معدومة  ومستقبلٍ لا يُري فيه بارقةُ أملٍ واحدة .


    وبعدَ انتهاءِ الحضانة  ولما يشتدُ عودُ الأبناء  ويُخَيَرون  لو اختاروا الأم ( التي افنت حياتَها من أجلِهم ) يتم طردُهم من المَسكن ( المأوي ) !! فالمطلوب أن يتسلمَ الأبُ  بضاعتَه جاهزةً  تسرُ الناظرين  ليحكيَ ويقصَ لهؤلاء الأبناء  كيفَ كانت حياتُه مظلمةً بدونِهم  وأنه بذلَ المستحيلَ  حتي يحتفظَ بهم  ويُحافظَ عليهم  وسامحَ اللهُ مَنْ كان سبباً في هذا الحرمان !!نعم يقولُ هذا  ويظلُ يكذب  حتي يصدقَ نفسَه  دونَ أن يتحركَ ضميرُه  أو تتأذي مشاعرُه  هذا الذي حَرمَ أبنائَه  لينتقمَ من أمُهِم  وتخلي عن كلِ مسئولياته  في وقتٍ كانوا أحوجَ ما يكونون إليه .


    وهكذا يا سادة  تكونُ مكافأةُ نهايةِ الخدمة  المزيدَ من الإذلال  وضياعِ كلِ الحقوق .


    ثم تعودون لتسألوا : أينَ الأخلاق ؟ أينَ تماسكُ المجتمع ؟ ماذا أصابنا ..؟


    أسألُكم أنا أولاً ، قبلَ أن تتساءلوا : أينَ الرجولةُ  ؟ أينَ الشهامةُ ؟ أين العدلُ ؟ أينَ الإنصافُ ؟ أين إغاثةُ الملهوف ؟ أين الأخذُ علي يدِ الظالم ؟!


    ابحثوا عن هذهِ الأمورِ جميعاً  قبلَ أن تتباكوا علي مكارمِ الأخلاق .


    تخيلوا معي أن المرأةَ القادرةَ تُعاني  فما بالُنا بالمرأةِ المسكينة المقهورة المُعدمة  التي أُكلت لحماً  ورُميت عظماً  أين تذهب ؟ ولِمَنْ تلجأ ؟ ومَنْ يُجيرُها ..؟


    انتبهوا أيها السادة ..


    الوضعُ خطير ..


    والجُرحُ غائر ..


    والنتائجُ كارثية ..


    اتقوا اللهَ في الضِعاف  اتقوا اللهَ في المرأةِ وأطفالِها 


    غيروا القوانينَ الظالمة ..


    التي ضيعت الحقوقَ  وحطمتِ القلوب  ..


    انتصروا للحق .


    حققوا العدل  فاللهُ تعالي من أسمائِه الحُسني ( العدل )


    اضربوا بيدٍ من حديد  علي كل عابثٍ مستهتر  لا يُقيمُ وزناً لاُسرة  ولا يرعي لزوجِه وأبنائِه حُرمة .


    علموا أولادَكم أن إكرامَ المرأةِ من شيمِ الكرام   إن استقامت حياتُها  استقامت معها الدنيا كلُها ..


    علموهم أن قوامةَ الرجلِ  علي المرأة تعني مداومةَ القيامِ علي رعايتِها  لا البطشَ بها .


    علموهم أن الرجلَ في الأساس  تربيةُ إمرأة ..


    علموهم أن هناك رباً خالقاً  جلتْ قدرتُه  حرمَ الظلمَ علي نفسِه  وجعله بينَ العبادِ مُحرماً  و قد خاب من حمل ظُلماً ..


    علموهم أنه قد يكونُ من السهلِ الهروبُ من محكمةِ الدنيا  لكن من المستحيلِ الهروبُ من محكمةِ ربِ العالمين  محكمةٍ عنوانُها ولا يظلمُ ربُك أحداً ..


    عندئذٍ فقط  تستقيمُ حياتُنا ..

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: انهيار الأخلاق Rating: 5 Reviewed By: aymanbahr
    Scroll to Top