كتب/ أيمن بحر
خلال متابعة اللواء رضا يعقوب محادثات صراع السودان العسكرى بالمملكة العربية السعودية رصد، الوجود المصرى حاضر بقوة لإنهاء الصراع حسن إستقبال النازحين الى طلب الأمن بين طرفى النزاع، إن إنهاء حالة الرعب بين الآمنين يتطلب إنهاء الصراع المسلح، النزوح من السودان ليس حلاً لكن القلب المصرى يرحب بقدومهم، ومنطقة كركر بأسوان إستقبلت العديد من أهل السودان فتحت لهم الديار، خففت مصر الضوابط الحدودية للنازحين.
لا دخان أبيض بعد.. ماذا يتوقع السودانيون من محادثات جدة؟ أعلن قائد الجيش السودانى عبد الفتاح البرهان أن محادثات جدة لن تكون ذات فائدة دون وقف إطلاق النار. لكن حتى الآن "لا دخان أبيض" من جدة، إذ ليست هناك مؤشرات على أن هذا المسعى سيفضى الى تهدئة دائمة فى وقت قريب.
قال قائد الجيش السودانى الفريق أول عبد الفتاح البرهان فى تصريح لقناة القاهرة الإخبارية يوم الإثنين (الثامن من أيار/مايو 2023) إن المفاوضات الجارية فى السعودية مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية لن تجدى نفعاً بدون وقف إطلاق النار. وأضاف البرهان قائلاً إنه يمكن بحث تسوية الصراع بعد التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار فى الخرطوم محذراً من أن الحرب ستنتشر الى باقى أنحاء البلاد إذا حدث تصدع فى العاصمة.
ولم ترد أنباء عن مدى التقدم فى المحادثات التى بدأت فى جدة يوم السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقال طرفا الصراع إنهما سيحاولان التطرق الى الملفات الإنسانية فقط مثل فتح ممرات آمنة ولن يتفاوضا على وقف الحرب. ولم تصمد العديد من فترات وقف إطلاق النار التى أعلنت منذ إندلاع القتال فى 15 نيسان/أبريل.
وقال شهود إن دوى الضربات الجوية والإشتباكات سمع فى أنحاء العاصمة الخرطوم يوم الاثنين.
المبادرة الأمريكية السعودية هى أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذى حول مناطق فى العاصمة السودانية الى ساحات حرب، وعرقل مسار خطة مدعومة دولياً للتحول الى الحكم المدنى بعد سنوات شهدت إضطراباً تسبب فى أزمة إنسانية طاحنة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية فى بيان إن محادثات "تمهيدية بدأت السبت وستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول الى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة اليها"
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تعتقد بأن الجانبين ناقشا كذلك حماية المدنيين. لكن نطاق المحادثات محدود.
وقال ضيف الله حاج، مبعوث البرهان، فى تصريحات بجنوب السودان يوم الإثنين "نحن لا نتفاوض الآن مع الفريق أول حميدتى (قائد قوات الدعم السريع)" وأضاف "ما نفعله الآن هو أننا نتطلع لهدنة ليتسنى لنا تهيئة الظروف لفتح ممر إنسانى، لكننا لسنا مستعدين لمحادثات السلام"
ورحب تحالف قوى الحرية والتغيير السودانى بمحادثات جدة. والتحالف تجمع سياسى يقود خطة الإنتقال الى الحكم المدنى بعد هيمنة الجيش على الحكم لعقود.
بيد أنّ محللين نصحوا بتوخى الحذر إزاء نتيجة المحادثات، مشيرين الى وجود من يتشبثون بآرائهم موقفهم فى كلا الوفدين والى مكاسب حققتها قوات الدعم السريع على الأرض ربما تجعل الفصيل المسلح القوى يعدل عن تقديم تنازلات فى الوقت الحالى. وقالت خلود خير مديرة مركز (كونفلوينس أدفايزورى) السودانى للبحوث "الأطراف المعنية الرئيسية محلياً ودولياً غائبة، مثل مصر والإمارات، وهما الوحيدتان اللتان أثبتتا حتى الآن أنهما قادرتان على ضمان وقف لإطلاق النار". وأردفت "عدم وجود مدنيين يكرر فشل المفاوضات السياسية السابقة"
أوقع القتال الدائر منذ منتصف نيسان/أبريل مئات القتلى وآلاف المصابين وعطل إمدادات المساعدات ودفع مائة الف الى الفرار الى الخارج.
وقال المتحدث بإسم مارتن غريفيث منسق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة إن الأخير موجود فى جدة من أجل المحادثات والاشتراك فى المناقشات المتعلقة بالمشكلات الإنسانية فى السودان.
ويسعى الآلاف الى مغادرة البلاد عبر بورتسودان على متن قوارب الى السعودية أو بدفع المال للإنطلاق فى رحلات جوية تجارية باهظة التكلفة عبر المطار الوحيد العامل فى السودان أو الفرار على طائرات الإجلاء.
فى غضون ذلك، نظم أفراد من قبيلة البجا، التى سبق أن إحتشد أبناؤها فى الماضى دعماً للجيش وأغلقوا بورتسودان، مظاهرة هناك وأعلنوا خلالها ولاءهم الجيش.
والنزاعات ليست جديدة على السودان الواقع عند مفترق طرق إستراتيجى بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة. لكن معظم النزاعات السابقة كانت تحدث فى مناطق نائية. وجعل تمركز القتال العنيف فى الخرطوم هذه المرة الصراع أكثر إثارة للقلق بالنسبة للسودانيين.
