بقلم - محمد فكرى
عندما نتأمل مايحدث بمصر نجد انه نتائج لمقدمات تراكمت وتفاقمت حتي أدت الي ما نراه الان ونقف عاجزين علي إيجاد الحلول مع علمنا بالمشكله وابعادها فسوء التعليم في مصر ادي الي انفلات الاخلاق وانعدام القيم واختلال المنظومة المجتمعيه التي أدت الي ظهور اجيال ليس لها هويه واضحه ولا انتماء للمجتمع فكانوا فريسه سهله لاعداء الوطن الذين قاموا بأستغلالهم في اشاعة الفوضي وتحقيق مأربهم في تدمير الوطن وذلك لابتعادنا عن الهدف الاساسي للتعليم بمراحله المختلفه والذي يبني فيه شخصية الفرد ويستثمر طاقات الشباب ويحقق القيم المجتمعيه ويكتشف المواهب ويوجهها التوجية الصحيح ,فالامم تبني بالعمل المتوازي في تطوير التكنولوجيا والتقنية والعلم علي قاعدة الاخلاق ، وهذا لايتحقق الا بالعمل الجاد والتخطيط الممنهج في وجود إراده حقيقيه لها صلاحيات تعمل ابتغاء مرضاة الله بعيدا عن النفاق المجتمعي الذي هو المرض العضاض في عصرنا هذا , فالمدارس والجامعات فرغت بفعل فاعل من محتوها التي انشأت من اجلها فنجد المدارس خاويه من الطلاب والجامعات في شغب مستمر وحاله من العدوانيه تجاه المنشأت التعليمية يقوم بها الطلاب والشباب في المدارس والجامعات ولا يعبؤا بما يقوموا به ونحن شركاء في الوصول بهم لهذا الطريق ، والاسره واولياء الامور شركاء فيما يحدث بسلبيتهم في الاستسلام للدروس الخصوصيه التي وجدوا فيها هروباً من واقع التعليم المرير ووجده سبيلاً لكي يقنعوا انفسهم بانهم يقوموا بواجبهم تجاه ابنائهم وهم في الحقيقه يدمروهم ويجنون ثمار اعمالهم فيما نراه الان من سوء الاخلاق وانتشار الجرائم والعنف والمخدرات بين الشباب .
كل هذا في حالة الغيبوبه التي اصابة الدوله والتي فتحت المجال لمافيا الدروس الخصوصيه ومافيا الكتب الخارجية ومافيا الجامعات والتعليم الخاص لتكون مصر مرتعا للفوضي التعليمية والفساد الممنهج حتي جنينا ثماره,
ومع كل هذا نجد شعاع امل يطل علينا ويجب ان نوسع له الطريق لكي ينير لنا دربٌ لتغير الواقع المرير.
فالحلول مع صعوبه المشكله سهله وموجوده ويسهل تطبيقها فالعمليه التعليمية تبني علي اركان ثلاثه المعلم والمتعلم وإدارة التعليم ولكي نحقق خطوات جاده وسريع فيجب ان نعكس الاتجاه فنبدء بادارة التعليم وتكون البدايه بفرض الانضباط بالمؤسسات التعليميه من مدارس وإدارات ومدريات وجامعات لتحقيق اليوم الدراسي الذي هو صلب العملية التعليمية لما يحتويه من دروس وانشطه وخبرات متبادله ومسابقات ورحلات ويوم متكامل لبناء جسور التواصل والانتماء للمؤسسات التعليمية والوطن والذي يشارك فيها المتعلم ويحققها المعلم والانضباط سيؤدي الي تحسين اداء المعلم والمتعلم وتحقيق اولي خطوات النجاح , ونجد ان الخطوه الثانيه للانضباط هو وجود خطط معده بدقه ابتداءً بخطة الدولة والوزير ووكلاء الوزاره الي ان تصل الي خطط المعلم في الوصول بالمتعلم للهدف المخطط له وتحويل المدارس الي بيئه جاذبه وليست طارده للمتعلم من خلال التعلم الممتع والانشطة التي تشبع رغبات المتعلم وتستخرج طاقاته المهدره وهذا جزء من خارطة طريق لتعديل مسار التعليم ولا تحتاج الي لامكانات اضافيه بل تحتاج لحسن إدارة موارد التعليم واستغلالها الاستغلال الامثل .وتاتي بعد ذلك مراحل اعادة تأهيل وتدريب المعلمين علي استراتيجيات التعليم الحديثه وفرض نظام محكم في الجامعات لمراقبه العملية التعليميه وتوحيد طرق التدريس بالجامعات حسب الرؤيه الموضوعه لاحتياجات المجتمع وتغير فكر الجزر المنعزله لكل جامعه واختلاف النظم لكلاً منها وتأتي المرحله التاليه لذلك هي تعديل المناهج بما يتناسب مع احتياجات تطوير المجتمع وليس الخروج علينا بمصطلح حذف الحشو من المناهج والذي وجدنا فيه تجريف وتفريغ المناهج من المحتوي علي حساب ظهور الكتب الخارجيه بمحتوي مميز وهذه قضيه اخري يجب التحقيق فيها .وكذلك فتح باب المشاركة المجتمعيه في بناء المدارس والمؤسسات التعليمية بمواصفات حكوميه ومحوكمه تؤدي الي تنوع المصادر التعليمية بصوره تتلائم مع الاحتياجات المجتمعيه.
وتاتي المرحلة التي تبني منظومه تعليمية صلبه وهي الجوده ومعايرها وطرق تطبيقها والتي تختلف عن الموجوده حاليا وبمعايير محليه تؤدي الي نتائج عالميه واعادة هيكلة الكيان التعليمي بطرق ومعايير جديده لاختيار قياداته.
