تحرير/ أيمن بحر
منذ بداية العمل الشعبي والسياسي كان لابد من التفكير والبحث فيما يحتاجه المجتمع والشارع المصري وما يجعله أسرع تقدما وأكثر استجابه لسرعة النهوض بهذا المجتمع والوطن وكان التثقيف و تحديث الفكر واحترام العقول هو المنهج الأقوى والسلاح الأكثر إصابة اذا احسنا التصويب به
حيث ان الاهتمام بالقضايا الثقافيه يعد عنصرا اساسيا من عناصر حياتنا التي تشمل جميع جوانب نشاطنا الانساني وهذا الاتساع في تحديد مفهوم الثقافة يتطلب ان نوحد في قراءتنا لواقع الثقافة الراهن بين ازمة المجتمع الثقافيه وازمة الثقافه نفسها من خلال بحث الجوانب التي تتجسد فيها هذه العلاقة بين الثقافة وبين مختلف اشكال النشاط الانساني التي تتشكل فيها مجتمعة مع الثقافة مجمل قضايا بلادنا ومجتمعنا في واقعها الحالي فاذا تناولنا علاقة الثقافة بالسياسة نجد ان الثقافة تستدعي السياسة وتتضمنها بل تشكل معها وحدة واحده غير قابلة للانقسام حيث تلتقي العلاقه بينهما في عمق المجتمع، حيث أن الثقافة هي التي تضفي اناره إلى السياسة ،وتتطلع السياسة الى تحويل جميع العلاقات الاجتماعية ومنها العلاقة الثقافية إلى واقع ملموس يشعرنا بوجود تحول فكري في المجتمع .
كما ان وجود السياسه يشترط وجود طاقه بشرية حرة تمتلك وعيا ثقافيا متطورا يجعلها قادرة على التمييز والمقارنة والرفض والاحتجاج والقبول والاختيار والمبادرة اضافة لذلك فان ما يؤكد وجود الحياة السياسية في مجتمع معين يتحدد بالحركة والمبادرة الشعبية او بامتزاج العلاقات الاجتماعية. وعلى ذلك فان وجود الاحزاب السياسية ليس مؤشرا بالضروره على وجود حياة سياسيه طالما ان المؤشر الحقيقي للسياسه هو الحركة الشعبية.او بغياب الاحزاب عن ممارسة دورها الحقيقي او استنباط ادوار فعاله لها كما نفعل نحن حزب المصريين الآن في تثقيف وتعليم وتنوير المجتمع ...
فإن ماعاناه المثقفون خلال خمسون عاما مضت تشير الى خلل كبير في العلاقة بين المثقف والسياسي وأن هذه العلاقة لم تكن متكافئة في اي وقت فالسياسي صاحب القرار يعتمد على قوى يعتمد عليها لاعلاقة لها بالثقافة بمفهومها المتعارف عليه ، وبالتالي فان السياسي المعتدل لايتعامل مع المثقف بندية و عداء, بل يرى ان دور المثقف ينحصر في تحسين صورة السياسي في حين ان الابتعاد عن السلطه يصب في مصلحة السياسي دون غيره ...
ان استقلال المثقف لايعني الابتعاد عن العمل السياسي ويجب ان يستكمل المثقف بالعمل السياسي ماقد لايستطيع العمل الثقافي وحده الوصول اليه بالسرعة الكافية من حيث النهوض باحوال المجتمع. فالمثقف المشغول بهموم وطنه والملتزم بواقعه مع حرصه على الثراء المعرفي والتجديد و الإبداع هو حاجه ملحه لبلادنا وهو صاحب دور كبير في هذا الزمن المتعثر فكريا وثقافيا ....
فإن جذب المثقفين ودمجهم في الحياة الحزبيه هو النقطة الحاسمه والفاصله في توسيع قاعدة الاحزاب بين الجماهير لذلك فان الموقف الحزبي الايجابي من المثقفين والاعتماد عليهم في المؤسسة الحزبية وفسح المجال امامهم للعمل بحرية في مجال الفكرواطلاق الحوار الفكري والثقافي سيبدد الخوف بين المثقف والمؤسسة السياسية الحزبية وسيفيد الحركة الثقافيه والسياسيه ، لعلنا بحاجه ماسه الى سياسيين مثقفين مستنيرين لايتخلون عن مسؤولياتهم التاريخية ويواجهون هذا الظلام وقواه المتوحشة ايا كان الثمن الذي يطلب منهم ان يدفعوه...
---------------------------------------
- سليم الديب
- مساعد رئيس الحزب ..
