بقلم/ أيمن بحر
نتحدث بكل حزن و أسي عن الزمن الجميل و الاخلاق و الطية و الكرم الذي لا يعوض و لا يعد و لا يحصي …
الايام الممتلئة بالبركة و الستر و راحة البال و الامن و العدل و الرضا و الطمأنينة النابعة من اخلاقيات الافراد …
فبالماضى … كان يسود احياؤنا اعلام داخلي متمثل في ثقافة و اخلاقيات ساكنيها قيعرف فيها الغريب قبل القريب .
كان الجيران اقرب من الاهل متحابين و متعاونين ليس بينهم يتيم و لا مسكين و لا مريض فالكل للواحد …
الدعوات و التبريكات تصاحب الجميع تلقائيا اينما أتوا أو ذهبوا و الابواب مفتوحة فلا خوف من سارق أو متلصص …
فأى اناس هؤلاء و اي كرم و اخلاق و حسن معاملة هذه و التي تلقي كل الرضا و البركة و الجزاء دنيا و دين …
كل هذا عقائد و تقاليد و ثقافات تلقائية متوارثة و متعارف عليها على مر الاجيال
تحرص الاسر علي غرسها بابناؤها لتغمرهم البركة و الرضا و الرحمة و ليحلق الأمن و الامان فوق الرؤس …
لتمر السنوات و لتأتي المدنية و التكنولوجيا و وسائل التفرقة الاجتماعية الحديثة المتمثلة بالأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي .
لتفرقنا حتي و لو بمكان واحد … و لنظل نبكي و نتباكي على ايام الزمن الجميل …
فبالحاضر … اصبح الإعلام بمختلف انواعه جزء لا يتجزأ من حياتنا المعاصرة ولا يمكننا العيش بدونه .
فالإعلام هو مرأة المجتمع التي تعكس مكنوناته و حقيقته و مقياس تحضره و صلاحه .
و هو إما أن يرتفع بالمجتمع إلى المجد و الأنتصار وإما أن يتراجع و يسقط به إلى الهاويه و الإنحدار .
ليصبح الاعلام عملة ذات وجهين فهو يساعدنا في معرفة الحقائق تارة و تزييفها بذات الوقت تارة اخرى .
لذا فأنه يصح ان نطلق عليه الفساد الإعلامي حينما تنعدم الضوابط والأخلاقيات و ميثاق الشرف الإعلامي،
و حينما يفتقد إلى المهنية والموضوعية والحيادية في الطرح و
و حينما تعم المجاملات أروقة أجهزة الإعلام .
بل أصبح الاعلام موجه لتشويه الحقائق وتغير قناعات الناس و تضليلهم ووسيلة لكسب المال للمرتزقة .
و أصبحت منابر الاعلام يعلوها رجال الأعمال من خلال قنواتهم الاعلامية الخاصة الموجهة
لتعلوا ابواقهم الصاخبة و بؤرهم الفاسدة المنشأة لخدمة مصالحهم و التعتيم علي فسادهم و محاربة و ضرب مصالح منافسيهم.
ليتم هذا لحساب مسؤلين بعينهم و دول منافسة او محتلة او عدوة تسعي لخراب الوطن و تدمير قيم المواطنين .
و لابد ان نعي ان ثورة الاتصالات الكبرى فى نهاية القرن العشرين لم تكن تلقائية و لم تحدث مصادفة
بل مخطط لها بدقة و بعد تمهيد اعلامى ضخم لتحويل العالم لقرية صغيرة يمكن التحكم بها و بشعوبها و بثقافاتها .
حيث تجد الكثير من الدول إتجهت لبث العديد من وسائل الإعلام موجهه بغير لغتها لجنسيات و دول بعينها .
و مجتمعات متخلفة ذات مستوى تعليم متدهور لنشر و بث قيم و ثقافات فاسدة مقصودة .
و لنشر عادات و تقاليد مشوهة و مغلفة بغلاف كاذب يدعو في ظاهره الي التحضر و التقدم و محاربة مظاهر الجهل .
إلا أنه في باطنه يدس السم فالعسل ليقع في براثنه ضعاف النفوس و الجهلاء عقلا و عقيدة .
فالحرب الحالية ليست حرب جيوش بل هي حرب إعلامية في المقام الأول من خلال ألات ووسائل اعلامية جبارة .
فللاعلام الفاسد القدرة على احداث انهيار بالمجتمعات وتدمير المؤسسات و إفشال الدول من خلال البرامج الحوارية الفاسدة .
و التى تعمل على تلميع رموز النظام الفاسد و تلويث سمعة شرفاء الوطن و محاربي فساده .
بإلحاق وصمة العمالة بهم أو أن لهم صلات خارجية بدول ومؤسسات تخطط لهم ما ينفذونه.
مع السعى لتشويه الحكومات المراد اسقاطها و إظهارها بمظهر العاجز عن تحمل المسؤلية و فشل أجهزتها الامنية
و أصبح التركيز الإعلامي على نشر الشائعات و دعم عدم الاستقرار والتحريض على الانفلات الأمني.
لذا فإنه يجب على وسائل الإعلام المختلفة ان تعود لوظيفتها الاساسية و القيام بدورها في خلق التثقيف والتوعية السليمة .
و عدم الإنحياز لجهة محددة و أن تكون صوتًا لمن لا صوت له لا. أن تكون أداة في يد افراد و أحزاب بعينها .
و عدم حجب المعلومات والمعرفة الحقيقة عن المواطنين و ممارسة الحرية المسؤولة المهنية .
و التى تعكس مختلف الأطياف السياسية لإبداء آرائهم دون تهويل أو تعتيم.
اللهم اجعل قلمنا قلم حق نزود به فى سبيلك …
و لا تجعله قلم باطل نضل به عن طريقك …