728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الجمعة، 29 يوليو 2022

    الاعلام بين الماضى و الحاضر

     





    بقلم/ أيمن بحر 

    نتحدث بكل حزن و أسي عن الزمن الجميل   و الاخلاق و الطية و الكرم  الذي لا يعوض و لا يعد و لا يحصي …


    الايام الممتلئة بالبركة و الستر و راحة البال و الامن و العدل و الرضا و الطمأنينة   النابعة من  اخلاقيات الافراد …


    فبالماضى  … كان يسود  احياؤنا اعلام داخلي متمثل في ثقافة و اخلاقيات ساكنيها  قيعرف فيها  الغريب قبل القريب .


    كان الجيران اقرب من الاهل متحابين و متعاونين  ليس بينهم يتيم و لا مسكين و لا مريض  فالكل للواحد …


    الدعوات و التبريكات تصاحب الجميع تلقائيا اينما أتوا أو ذهبوا و الابواب مفتوحة   فلا خوف من سارق أو متلصص …


    فأى اناس هؤلاء و اي كرم و اخلاق و حسن معاملة هذه و التي تلقي كل الرضا و البركة و الجزاء دنيا و دين …


    كل هذا عقائد و تقاليد و ثقافات  تلقائية متوارثة و متعارف عليها على مر الاجيال 


    تحرص الاسر علي غرسها بابناؤها لتغمرهم البركة و الرضا و الرحمة   و ليحلق الأمن و الامان فوق الرؤس …


    لتمر السنوات و لتأتي المدنية و التكنولوجيا و وسائل التفرقة الاجتماعية  الحديثة  المتمثلة بالأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي .


    لتفرقنا حتي و لو بمكان واحد … و لنظل نبكي و نتباكي على ايام الزمن الجميل …


    فبالحاضر … اصبح الإعلام بمختلف انواعه جزء لا يتجزأ من حياتنا المعاصرة  ولا يمكننا العيش بدونه .


    فالإعلام هو  مرأة المجتمع  التي تعكس مكنوناته و حقيقته و مقياس تحضره و صلاحه .


    و هو  إما أن يرتفع بالمجتمع إلى المجد و الأنتصار  وإما أن يتراجع و يسقط به إلى الهاويه و الإنحدار .


    ليصبح الاعلام عملة ذات وجهين فهو يساعدنا في  معرفة  الحقائق تارة و تزييفها بذات الوقت تارة اخرى .


    لذا فأنه يصح ان نطلق عليه الفساد الإعلامي حينما تنعدم الضوابط والأخلاقيات و ميثاق الشرف الإعلامي، 


    و حينما يفتقد إلى المهنية والموضوعية والحيادية في الطرح و

    و حينما تعم المجاملات أروقة أجهزة الإعلام .


    بل أصبح الاعلام موجه لتشويه الحقائق وتغير قناعات الناس و تضليلهم  ووسيلة لكسب المال للمرتزقة .


    و أصبحت منابر الاعلام يعلوها رجال الأعمال من خلال قنواتهم الاعلامية الخاصة الموجهة 


    لتعلوا ابواقهم الصاخبة و بؤرهم  الفاسدة المنشأة لخدمة مصالحهم و التعتيم علي فسادهم و محاربة و ضرب مصالح منافسيهم.


    ليتم  هذا لحساب مسؤلين بعينهم  و دول منافسة او محتلة او عدوة تسعي لخراب الوطن و تدمير قيم المواطنين  .


    و لابد ان نعي ان ثورة الاتصالات الكبرى فى نهاية القرن العشرين لم تكن تلقائية و لم تحدث مصادفة 


    بل مخطط لها بدقة و بعد تمهيد اعلامى ضخم لتحويل العالم لقرية صغيرة يمكن التحكم بها و بشعوبها و بثقافاتها .


    حيث تجد الكثير من الدول إتجهت لبث العديد  من وسائل الإعلام موجهه بغير لغتها لجنسيات و دول بعينها  .


    و مجتمعات متخلفة ذات مستوى تعليم متدهور لنشر و بث قيم و ثقافات  فاسدة مقصودة .


    و لنشر عادات و تقاليد مشوهة و مغلفة بغلاف كاذب يدعو في ظاهره الي التحضر و التقدم  و محاربة مظاهر الجهل .


    إلا أنه  في باطنه  يدس السم فالعسل  ليقع في براثنه ضعاف النفوس و الجهلاء عقلا و عقيدة .


    فالحرب الحالية ليست حرب جيوش بل هي حرب إعلامية في المقام الأول  من خلال ألات ووسائل اعلامية جبارة .


    فللاعلام الفاسد القدرة على احداث انهيار بالمجتمعات وتدمير المؤسسات و إفشال الدول من خلال البرامج الحوارية الفاسدة .


    و التى تعمل على  تلميع رموز النظام الفاسد و تلويث سمعة شرفاء الوطن و محاربي فساده  .


    بإلحاق وصمة العمالة بهم أو أن لهم صلات خارجية بدول ومؤسسات تخطط لهم ما ينفذونه.


    مع السعى لتشويه الحكومات المراد اسقاطها و إظهارها بمظهر العاجز عن تحمل المسؤلية و فشل أجهزتها الامنية 


    و أصبح التركيز الإعلامي على  نشر الشائعات   و دعم عدم الاستقرار والتحريض على الانفلات الأمني.


    لذا فإنه يجب على وسائل الإعلام المختلفة ان تعود لوظيفتها الاساسية و القيام بدورها في خلق التثقيف والتوعية  السليمة .


    و عدم الإنحياز  لجهة محددة و أن تكون صوتًا لمن لا صوت له  لا. أن تكون أداة في يد افراد و أحزاب  بعينها  .


    و عدم حجب  المعلومات والمعرفة الحقيقة عن المواطنين   و ممارسة الحرية المسؤولة المهنية .


    و التى تعكس  مختلف الأطياف السياسية لإبداء آرائهم دون تهويل أو تعتيم.


    اللهم اجعل قلمنا قلم حق  نزود به فى سبيلك … 

    و لا تجعله قلم باطل  نضل به عن طريقك …

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: الاعلام بين الماضى و الحاضر Rating: 5 Reviewed By: aymanbahr
    Scroll to Top