728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الخميس، 27 نوفمبر 2014

    حشد مضاد من القوى السياسية وعلماء الأزهر.. واستنفار أمني مبكر في القاهرة




    كتب - طارق سلامة 

    تشهد القاهرة استنفارا أمنيا مكثفا تحسبا لأحداث جمعة "رفع المصاحف" .. وفي الوقت نفسه واصلت القوى السياسية في المحافظات المصرية فعالياتها للحشد المضاد لمظاهرات العناصر الإخوانية والسلفيين المتشددين تحت اسم "انتفاضة الشباب المسلم" غدا الجمعة، وحث المواطنين على عدم المشاركة فيها، والتحذير من خطورتها على أمن واستقرار البلاد.
    وشهدت مديريات الأمن في كافة المحافظات اجتماعات متواصلة خلال الساعات الأخيرة لوضع خطط تأمين المنشآت الحيوية خلال المظاهرات، ونظمت القوى السياسية والحزبية سلاسل بشرية للتحذير من خطر المظاهرات التي تهدف للنيل من الاستقرار، ووزعوا منشورات تطالب المواطنين بالحفاظ على مؤسسات الدولة، وعدم الانسياق إلى دعوات العنف..
    ويتوقع سياسيون ومراقبون في القاهرة، فشل تظاهرة "رفع المصاحف"، وأن ما سيؤدي إلى الفشل هو أن "شركاء الأمس باتوا أعداء اليوم"، فعدد كبير من رموز الدعوة السلفية استنكروا هذه التظاهرات في هذا الوقت، وعلى رأس هؤلاء الشيخان، محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، اللذان رفضا تسمية الدعوة بـ "انتفاضة الشباب المسلم"، كما رفضا حمل السلاح وانتهاج العنف وترويع الشعب من أجل السلطة.. وقالوا إن أخطر ما يهدد بفشل "الانتفاضة الإخوانية" تلك الخلافات التي تصاعدت، ليس بين قيادات " تحالف الإخوان" فقط، بل زيادة الخلافات بين شباب التحالف وبعضهم بعضا أيضا، واختلاف رؤية كل منهم حول إدارة المرحلة المقبلة، وتعاملهم مع نظام السيسي.. وأن الفشل الذريع يرتبط بمبادرة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي ناشد فيها مصر، شعبا وقيادة، بالسعي لإنجاح اتفاق الرياض التكميلي، والسير قدما في تسوية الخلافات مع قطر، فقد جاءت هذه المبادرة في وقت قاتل، بعد أن كان الإخوان يعولون على التمويل القطري، والاعتماد على قناة الجزيرة في الحشد لهذه التظاهرات وتغطيتها على الهواء لحظة بلحظة، وأن هذه المبادرة آتت بعض أكلها، وظهرت بعض آثارها الإيجابية، حينما تصدى الإعلامي سالم المحروقي، مقدم برنامج "صوت الناس" على "الجزيرة مباشر مصر" لهجوم متصل شكك في الانتخابات التي أتت بـ "السيسي" رئيسا لمصر، الأمر الذي فتح النار الإخوانية على القناة القطرية، واتهام الدوحة بتخليها عنهم، والرضوخ لضغوط آل سعود وآل نهيان وآل ثان !!
    وحذرت هيئة كبار العلماء برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، من الزج بالمصاحف في الصراعات السياسية والحزبية، وأكد كبار العلماء في بيان صدر أمس على ضرورة الحفاظ على حرمة كتاب الله وقدسيته في العقول والقلوب، وحذروا من أن ثوابت ومقدسات الدين الطاهر صارت وسيلة وأداة للهدم والتخريب واثارة الفتن.
    وطالب نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي بالتصدي لما سماه "فتنة حمل المصاحف" في مظاهرات الجمعة المقبل، وناشد الشرطة والجيش والقضاء وجميع مؤسسات الدولة بما فيها وسائل الإعلام التعامل بالقانون والشرع معها.. وقال "برهامي": إن رفع المصاحف تشويه للإسلام واستغلال له، والغرب يستخدم بعض الجماعات في هذه الأحداث لتشويه صورة الدين وتنفير الناس منه، وأن ما يقع من هذه الجماعات ليس به شيء من الشريعة، ولا يمت للإسلام بصلة، وهي مظاهرات تستهدف إشاعة الفوضى في البلاد، واراقة المزيد من الدماء، وهدم الدولة باتباع أسلوب حرب العصابات الذي لن ينجح في مصر، فالشعب صار يبغض تلك الكيانات، ويرفض كل الدعوات الهدامة غير العاقلة التي تدعو إليها.
    .. ومن جانبه قال الدكتور يونمس مخيون، رئيس حزب النور السلفي: إن الهدف من المظاهرات التي تتم الدعوة لها هو إنهاك الدولة، وتعريض المصاحف للإهانة، وتصوير أفراد الشرطة والجيش أثناء مطاردة المتظاهرين وهم يدوسون المصاحف، ما يمكن القنوات الفضائية المغرضة من تصويرها ونشرها بحجة دعس المصاحف.
    وفي مواجهة التهديدات والتصريحات من جانب العناصر المنظمة لمظاهرات الجمعة، أكد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية المصري، أن الشرطة جاهزة للتصدي المباشر للدعوات التحريضية، التي تطلقها بعض الفصائل الإرهابية، وأن المواجهة حاسمة وسريعة لأي تحركات تؤثر في حياة المواطنين، وتهدد أمن المجتمع واستقراره، بما كفله القانون، لحماية مقدرات الوطن وحياة أبنائه، واعتبار التعدي على رجال الشرطة والقوات المسلحة والمنشآت التابعة لهما، والمنشآت العامة والحيوية، من الجرائم التي تمنح العاملين بها حق ممارسة الدفاع عن النفس، وعن المنشآت القائمين على حمايتها، بكافة الوسائل من بينها استخدام الأسلحة النارية، مع إحالة مرتكبي تلك الوقائع للمحاكم العسكرية.
    وكشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان المسلمين، عن أن عددا من قيادات تنظيم الإخوان في السجون وجهوا رسائل تحريضية إلى قواعد وشباب التنظيم، تدعو للمشاركة بكثافة في مظاهرات الجمعة 28 تشرين الثاني الجاري، وتصعيد الأحداث واثارة الفوضى، والدخول في مواجهات عنيفة ضد قوات الأمن، وطالبت الرسائل عناصر التنظيم في المحافظات بالزحف إلى القاهرة، بدءا من اليوم الخميس وعدم الانتظار إلى الجمعة تحسبا للأكمنة المرورية على الطرق.. وأوضحت المصادر أن رسائل قيادات الإخوان للشباب والقواعد حملت تحريضا على مواجهة قوات الأمن، وأن تكون تظاهرات الجمعة "بروفة" للذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وطالبتهم بتغيير نقاط انطلاق المظاهرات لتفادي التصادم مع قوات الأمن في بداية المظاهرات، ما قد يؤدي لإجهاضها.. وأكدت المصادر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها شباب التنظيم رسائل من القيادات الموجودين في السجون !! وتواصل الأجهزة الأمنية عمليات الرصد والمتابعة في محاولة لإجهاض تحركات العناصر المنظمة لتظاهرات رفع المصاحف.. وقال اللواء سيد شفيق مدير أمن القاهرة: "إن جهاز الأمن الوطني نجح في توجيه ضربة استباقية للجماعات المتطرفة، حيث ألقى القبض على خلية إخوانية في مدينة نصر، واعترف المتهمون بحيازتهم كمية كبيرة من المصاحف كانوا يخططون لحملها خلال تظاهرات 28 نوفمبر، واحراق بعضها والقائه أمام القوات خلال فض هذه التظاهرات للإيحاء بأن القوات تدوس المصاحف بالأحذية، وقال المقبوض عليهم: إنهم كانوا سيطلقون الرصاص على عدد آخر من المصاحف وتصويرها وارسالها للعديد من القنوات الفضائية لتشويه صورة قوات الجيش والشرطة، كما اعترف المتهمون بأن مخططاتهم كانت تشمل إطلاق الرصاص العشوائي على المتظاهرين لقتل عدد منهم، ومهاجمة قوات الجيش والشرطة بالأعيرة النارية على أن تبدأ التظاهرات اليوم الخميس لإنهاك قوات الشرطة".
    ومن جهة أخرى انقسم تحالف الإخوان والقائمون على ما يسمى "انتفاضة الشباب المسلم" المقرر لها الجمعة، حول إمكانية تأجيل التظاهرات لإقناع الحركات والأحزاب التي رفضت المشاركة بالعدول عن قرارها، إلا أن بعضهم أكد أن التأجيل قد يؤدي إلى تفريغ الفكرة من محتواها وعزوف آخرين عن المشاركة، واتفق الجميع في النهاية على انطلاق التظاهرات في موعدها.. وقالت مصادر إن إعلان بعض الحركات رفضها للمشاركة في الانتفاضة أدى لوجود حالة من الخلاف بين ما يسمى "تحالف دعم الشرعية" و" الإخوان" من جهة، وباقي الأحزاب الإسلامية من جهة أخرى.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: حشد مضاد من القوى السياسية وعلماء الأزهر.. واستنفار أمني مبكر في القاهرة Rating: 5 Reviewed By: alsharq alaraby
    Scroll to Top