منذ تاريخ كبير كانت ولازلت العلاقات المصرية المغربية علاقات متجذره وأصيله ذات طابع يغلبه مناخ الأخوة والاحترام والتفاهم والتنسيق التام في جميع القضايا الإقليمية والدولية فالتاريخ قديما وحديثا قد وقف شاهدا بكل احترام وتقدير لتلك العلاقات التي قد تعب وسهر علي بنائها أجدادنا وآباءنا بصلابة وأخوة لتري أحفادهم اليوم نور عاصمة الرباط يطل علي أرض القاهرة المحروسة ليرسل لها مليار سلام وتحية للتأكيد علي التاريخ المشرف والمستقبل الواعد بين البلدين ..
فقديما قد عرفت حركة أسفار وتنقل بين البلدين فلقد سافر واستقر وأقام بأرض مصر العديد من الرحالة المغاربة والذين قد جاءوا لأغراض متعددة ما بين التجارة و الحج و التزود بثقافة مصر في تلك الفترة التاريخية فمنهم كمثال وليس للحصر ابن جبير البلنسي, وابن رشيد السبتي, والعبدري الحيحي, وابن بطوطه الطنجي, والحسن بن محمد الوزان فلك أن تعلم عزيزي القارئ اليوم انه يوجد بمصر عائلات بالكامل واضرحه بأسماء أشقاءنا مغاربة قد عاشوا وأقاموا و دفنوا بها .
لذلك حافظت العلاقات بين مصر والمغرب علي العراقة والتأصل والثبات والذي قد مكن الشعبين المصري والمغربي علي الاعتزاز بالمخزون التاريخي والثقافي والاجتماعي المشترك الذي تركه لنا الآباء والأجداد والذي يفرض علينا اليوم باستكمال تلك المسيرة التاريخية من العلاقات الاخوية بين الشعبين الشقيقين بكل جهد وود واحترام ..
الآن ونحن نقترب من زيارة تاريخية بين الزعيمين المغربي والمصري الملك محمد السادس والرئيس عبد الفتاح السيسي بعد ما تم تبادل الرسائل بين الجانبين المصري والمغربي عبر وزير خارجيتهما في خلال الفترة الأخيرة والتي دعي من خلالها الملك محمد السادس رئيس جمهورية مصر العربية لزيارة المغرب والتأكيد علي انه لا غني اليوم عن الاتحاد ما بين الدولتين في كافة المجالات وتوطيدها للتغلب علي التحديات التي تحيط بنا اليوم واستكمال للدور الذي قام به الرئيس السابق محمد حسني مبارك في انعقاد اللجنة العليا المشتركة ما بين الدولتين يأتي الرئيس عبد الفتاح السيسي ليفعل دور اللجنة العليا المشتركة بين الجانبين في العديد من المجالات الاقتصادية والسياحية والأمنية والثقافية والتأكيد علي أهمية العمل المشترك بين البلدين في خلال المرحلة المقبلة وبالفعل ومنذ إعطاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك محمد السادس لتعليماتهم بسرعة التنسيق بين اللجنتين بتحضير العديد من الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها بين الجانبين في خلال الفترة المقبلة في المجال السياحي والاقتصادي لما يتميز به السوق المصري والمغربي بأنهم من الأسواق الاقتصادية المرنة والقوية والمستهلكة .
أما في المجال السياسي والدبلوماسي بين الدولتين فلقد حافظت مصر والمغرب علي علاقات دبلوماسية دافئه وهادئة وبشكل مستمر من التنسيق فلقد اظهرت المغرب قديما وقوف الرباط إلى جانب القاهرة ضد حملة نابوليون بونابارت، ومشاركته ضد العدوان الذي تعرضت له مصر سنة 1973، كما كان للمغرب دورا كبيرا في فك الحصار عن مصر وعودتها إلى الساحة العربية بعد توقيع القاهره على اتفاقية كامب ديفيد وذلك بعد مجهودات كبيرة قد تمت علي يد فقيد الأمة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه واليوم وتأكيد علي استمرار الدور المغربي في الوقوف مع الجانب المصري فلقد اظهر المغرب بتعليمات الملك محمد السادس موقف تاريخي بتأييده لتطلعات الشعب المصري إبان ثورتي 25 يناير و30 يونيو كأولي الدول التي دعمت الديمقراطية في مصر .
وفي مصر كانت ولازلت مصر مؤيده لموقف المغرب فيما يخص صراعه المفتعل علي صحرائه المغربية والتي أيدت مصر موقف المغرب المتمثل في مقترح الحكم الذاتي المطروح اليوم بالأمم المتحدة والذي وصف بالحل الواقعي والعادل والنزيه والمقبول للجميع .. وفي مجال الاستثمار فهناك اهتمام مصري كبير بالاستثمار بالسوق المغربي لما ينفرد به من مقومات قد مكنته من تربعه واحتلاله للمراكز الأولي في أسواق الاستثمار بالعالم الآن
إذن كما نري فان العلاقات المغربية المصرية تسير بخير وفي مسار متنوع وراسخ في العديد من المجالات وذلك بفضل رعاية كل من الملك محمد السادس والرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن خلال تعليماتهم المستمرة التي تهدف إلى خلق لجنة مشتركة بين البلدين، و مواصلة تبادل الزيارات من أجل تطوير العلاقات بين المغرب ومصر والرقي بها لما يطمح اليه الشعبين الشقيقين .. بالرغم من بعد المسافة بين الرباط والقاهره الا ان العقول تشترك والقلوب تجتمع علي محبه الوطن ...
