728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الثلاثاء، 23 فبراير 2016

    واشتعل الرأس شيبا



    كتب / اسامه عبد الرؤوف

     منذ حوالى شهر تقريبا وفى مثل هذا اليوم الموافق الثانى والعشرين من شهر يناير وفى صباح يوم مشرق شمسه وسمائه صافيه ، استيقظت على هدوء لم اعهده فى بيتى والذى دائما ما يملئه الصخب والجلبه التى يحدثها الشجار الدائم بين اصغر ابنائى وامه التى تجرى وراءه كل صباح وهى تصرخ فيه كى يلبس زيه المدرسى ويتناول حاجياته الدراسيه كى لايفوته ميعاد الميكروباص الذى ينقله كل صباح الى مدرسته ، نظرت من شرفه منزلى لاجد الشارع وعم احمد بائع الفول ينادى بصوته المعهود على بضاعته ، وكما يحدث كل صباح فقد القى الرجل عليا السلام قائلا(صباح الخير ياعم الحاج)ومنطقى ان ارد اليه السلام ومرحبا به كما يحدث كل صباح ومنذ فتره لااذكر مداها ولكنها منذ زمن بعيد ، ونظرت بعينى قرابه باب المنزل لاجد اطفالا فى عمر الزهور وهم يلقون الى السلام(صباح الخير ياعمو)وانا القى اليهم بابتسامه تعنى ترحيبا بهم فانا احب ابتسامه الاطفال طوال عمرى وخاصه عندما اكون ذاهبا الى العمل واراهم يبتسمون لى فانا شخص متفائل بطبعى ومحب الحياه ، اخرج الى عملى مترجلا الى ان اجد المواصلات فاركب المترو النفقى لاجد احد الشباب يقف لى كى اجلس مكانه على مقعد وهو يقول لى فى احترام تفضل ياعمى فانت فى عمر يفوق عمر والدى وجلست ولكن هنا تفكرت فى قول هذا الشاب وهو يدعونى للجلوس رحمه بسنى وادبا منه لانى تجاوزت فى العمر مايفوق عمر والده ، هنا جلست افكر فى صمت وانظر حولى الى الناس لاجد منهم من يجاورنى عمرى الذى لم افكر فى مدى صلاحيته وتعاطيه مع مجريات الزمن ومروره ، نزلت من المترو وفى طريقى وجدت سيده اعتقد انها تكبرنى سنا وهى تحمل حقيبه ثقيله فهرعت اليها فى شهامه احمل عنها حملها الثقيل ولكنى تذكرت سنى ومرض القلب وانى لن استطيع حمل الثقل عنها ، وهنا حاولت ان اجد من الشباب وعلى مدى نظرى من احاول ان احثه على رفع الحمل عن السيده ولكن للاسف لم اجد امام عينى من هو اقل منى عمرا بل كل من مر امامى وجدته يكبرنى سنا فاستحييت ان انادى على اى منهم فينظر الى نظره تصفنى بالسخف، ذهبت الى عملى وانا انظر للجميه مسلطا ام عينى على راس كل من رايته فلم اجد منهم من يشتعل الشيب فى راسه مثلى فجلست ولم احرك ساكنا ودهشت ان احدا لم يطلب منى عملا اقوم به ولكنى وجدت نفسى تحدثنى بانى اكبرهم سنا والكل يوقرنى وانا الوحيد بينهم الذى لم ادرك سنى ومدى ضعفى ، خرجت من عملى قاصدا الحلاق الذى يجاور عملى وهو من احلق عنده منذ زمن ليس ببعيد ولكنى اجده دائما ينتظرنى فهو رجل اشيب الشعر منحنى الظهر دائما مااجده وكأنه متفرغا اى وحدى، سألنى وهو مرحبا بى قائلا(متعرفش حاجه للنسيان يابيه)فقلت له مخاطبا ياعم الحاج رجلا فى مثل سنك اكيد عنده امراض الشيخوخه واقلها النسيان ، وهنا نظر الى الرجل نظره المعترض على كلامى وموجها الى سؤال عن عمرى وسنى قائلا(انا عمرى ستون عاما فكم يبلغ عمرك ياسيدى) ودهشت لسؤاله والذى لم اجد عندى اجابه له لسبب بسيط وهو انى اصغره ببضعه شهور ، اذا انا فى عمره تقريبا فلماذا اعترض على سؤاله وهنا ابتلعت لسانى حتى لايخرج منه كلاما احاسب نفسى عليه ،خرجت من عنده وانا مزهوا بشكلى بعد ان ازلت كما من شعرى الابيض مما يعطى لمن يرانى انطباعا بأنى لست رجلا كبير السن ومن حقى ان ارى الدنيا بمنظور الحب للحياه وطبيعى ان ارى نفسى فى نظر الاخرين الى ، لى اصدقاى يكبرونى سنا وانا احب الجلوس اليهم لاجد فيهم من يشتكى بامراض ليست عندى فازهو بنفسى مدعيا بانى مازلت فى مرحله الشباب والتى تجاوزتها ولكن لااريد الاعتراف بذلك ، واشنع لحظات حياتى عندما اجد فتاه شابه جميله واحاول التقرب اليها مزهوا بلباسى ونوع حذائى ، ولكنى افاجأ بها تقول لى وهى تبتسم ابتسامه الحنو والعطف (ازيك ياعمو )بعد ان كنت معتقدا بانها سوف تنادينى باستاذ او كابتن فوجئت بانها القت عليا صفه العمومه والتى تعنى عنها بأنى لست الرجل المناسب فى الوقت المناسب والمكان والمكانه المناسبه ، كل هذا الوقت والزمن مر على ليذكرنى بعمرى وزمنى الذى ولى ، كل الذكريات التى اتت على ذهنى عنفتنى وهزت مضاجع قلبى لتقول لى مقوله (ضاع العمر ياولدى)ولكن اجدنى اضحك عندما ارى طفلا يضحك فى ابتسامته احلى الذكريات!!!!!!!!
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: واشتعل الرأس شيبا Rating: 5 Reviewed By: alsharq alaraby
    Scroll to Top