بقلم/ محمد فكري
وداعاً وداعاً للصرح الثقافى الكبير تراث وعبق الزمن الجميل وذكريات الفن والفنانين ، وداعاً للراحل بلا عوده والذي هان على القائمين ليحولوه لبناء برج سكنى صميم ومكاسب بالملايين وخساره اجيال وشعب مسكين ،
وداعاً لمبني عريق ومسرح وسينما من زمن بعيد يرتقي بوجدان كل الزائرين , وداعاً لقيمه تندثر معها الفنون الراقيه والثقافه الواعيه ، ذلك المكان الذي كان مناره للثقافه بأنواعها وأختلاف الفنون وقيمها فكان متنفس لطاقات الشباب والأطفال والكبار نساءً ورجال
أجيال عاشت وتعلمت وبنى وجدانها على نغمات فرق الموسيقي العربيه وفرق تعليم الموسيقي والكورال والرسم والنحت والأشعار ومسرح الطفل وأفيشات مسرحياته التي عليها أسماء الاطفال المشاركين وفرق مسرح الفنانين ومسابقات الفنون الشعبيه وحفلاته والمكتبه الكبيره المملوءه بالكتب والقصص المتنوعه وخدمه المجتمع وتعليم التفصيل والكمبيوتر وندوات الوعي الديني ومسابقات حفظ القرآن الكريم التى كانت تقام علي مسرحه ومعرض الكتاب والندوات والمعارض للفنانين التشكيلين ومعارض المنتجات اليدويه والتراثيه ومعارض الأسر المنتجه وغيره من الانشطة التى شكلت كيان أجيال بكل الأختلافات في الطبقات والثقافات والتربيه ووحدتهم تحت قبه الوطن والرقي بالاخلاق والقيم ،
مسرح عريق وسينما متجدده تعرض كل جديد تحت قياده موظفين بدرجة فنانين لم أنسي يوماً مدير القصر الفنان التشكيلي محمد الديب ومكتبه الفخم البسيط وتواجده اليومي الصباحي والمسائي وجيل من الموظفين الفنانين والمستمتعين بعملهم وداعاً وداعاً , لفنانين المسرح والموسيقي العربيه والشعراء بناديه الكبير واللقاءات وورش الفن الأصيل ,
وداعاً لمبنى لا يقدر بمال بحديقته وأشجاره وبساطته ولا يعوضنا في خسارته الإنتقال لمبني جديد بإمكانيات جديده ولكنها لا ترتقى لقيمه ماكان يقدمه القصر القديم إندثر معه كل فن أصيل وتحول إلي مكاتب مديريه وموظفين لا ينتمون للفن إلا قليل فأندثر دور القصر ورحل جيل الفنانين ولم يبقي منهم سوي ذكري زمن جميل ، ذهبنا وتحولنا لزمن المسخ الخبيث والذي قتل فيه الفن بعمد من من يرفعون شعارات التطوير الذي نحصد نتاجه الأن من أجيال فقدت إنتمائاتها للوطن وفقدت التربيه والأخلاق والله المعين.
