كتب/ أيمن بحر
توالي ثمان ميمات
( مَ م م م م م م مَ )
من خصائص القرآن الكريم أنه اجتمع فيه ثمان ميمات متواليات، ولم يحصل بسببها ثقل على اللسان أصلاً!، بل ازداد السياق خفة وسلاسة، وجمالا .
وذلك في قوله تعالى:
{وعَلَى أُمَمِ مِّن مَّن مَّعك}[هود:48]
فقد اجتمع فيها ثمان ميمات .
وذلك أنَّ ( أممٍ ) فيها ميمان وتنوين ، والتنوين يقلب ميماً لإدغامه في ميم ( مِنْ ) بعدها ، ومعنا نونان : نونُ ( مِنْ ) الجارة ، ونون ( مَنْ ) الموصولة ، فيقلبان أيضاً ميماً لإدغامها في الميم بعدهما ، ومعنا ميم ( مِن ، ومَن ، ومَعك )
فتحصَّل معنا ثمان ميمات :
خمس ميمات ملفوظِ بِها ، وثلاث منقبلة إحداهما عن تنوين ، واثنتان عن نون
ويكون نطقها هكذا :
( أُُمَمِمْمِمْمَمْمَعَك )
فصدق الله القائل :
{ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا }
(سورة الإسراء:88)