كتب/ أيمن بحر
- وردت آيات كثيرة في فضائل القرآن وعلومه، منها ما هو متعلق بفضل التعليم والتعلم، ومنها ما هو متعلق بالتلاوة والترتيل، ومنها ما له علاقة بحفظه وترجيعه.
- قال تعالى: "إنَّ الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصَّلاة وأنفقوا ممَّا رزقناهم سرَّا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ". (فاطر)
- وقال تعالى: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون“. (الأعراف)
- وقال تعالى: "أفلا يتدبَّرون القرآن أم على قلوب أقفالها". (محمد)
فضائل القرآن في السنَّة النبويَّة الشريفة:
١ - أهل القرآن هم أهل الله وخاصته من النَّاس .
- عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ لله تعالى أهلين من النَّاس "قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته". صحيح الجامع. (أهلين) جمع (أهل) وهم أهل القرآن.
٢ - القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة ويجادل عنهم. حديث أبى أمامة الباهلى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا القرآن فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه".
٣ - صاحب القرآن يرتقى في درجات الجنَّة بقدر ما معه من الآيات.
- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتِّل كما كنت ترتِّل في الدنيا فإنَّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها".
٤ - القرآن يقدِّم صاحبه عند الدَّفن.
- حديث جابر كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرَّجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثمَّ يقول: أيُّهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد..
٥ - نزول الملائكة والسَّكينة والرَّحمة للقرآن وأهله وذكر الله لهم.
- حديث أبى هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السَّكينة وغشيتهم الرَّحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".
٦ - مضاعفة ثواب قراءة الحرف الواحد من القرآن أضعافاً كثيرة.
- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". صحيح الجامع
٧ - إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى.
- عن أبى موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير المغالى فيه (غير متجاوز الحدِّ في العمل به)، وإكرام ذي السلطان المقسط (العادل).
٨ - صاحب القرآن يلبس حلة الكرامة وتاج الكرامة ويزاد له في الحسنات بقدر الآيات.
- عن أبى هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقال: يا رب حله فيلبس تاج الكرامة، ثمَّ يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثمَّ يقول: يا رب ارض عنه، فيقال: اقرأ وارق ويزاد بكلِّ آية حسنة". صحيح الجامع
٩ - القرآن يرفع صاحبه.
حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنَّ نافع بن عبد الحارث لقى عمر بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى، فقال: ومن ابن بزى؟ فقال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى، قال: إنَّه قارئ لكتاب الله - عزَّ وجلَّ - وإنَّه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إنَّ نبيَّكم - صلى الله عليه وسلم - قد قال: "إنَّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين". صحيح مسلم.
١٠ - خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
- حديث عثمان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". وفى رواية "إنَّ أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه". البخاري
١١ - القرآن يقوم مقام المال.
- حديث سهل بن سعد، قال: أتت امرأة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنَّها قد وهبت نفسها لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: مالي في النِّساء من حاجة، فقال رجل: زوجنيها، قال: أعطها ثوباً، قال: لا أجد، قال: أعطها ولو خاتماً من حديد فاعتل له، فقال: ما معك من القرآن؟ قال: كذا وكذا قال: "فقد زوجتكها بما معك من القرآن". صحيح البخاري
١٢ - وصيَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن.
- قال طلحة بن مصرف: سألت عبد الله بن أبى أوفى - رضي الله عنهما: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى؟ فقال: لا. فقلت: كيف كتب على الناس الوصيَّة أو أمروا بالوصيَّة؟ قال: (أوصى بكتاب الله). البخاري
١٣ - دعاء النبي لتلاء القرآن بالرَّحمة.
- حديث ابن عباس: أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – دخل قبراً ليلا، فأسرج له سراج فأخذه من قبل القبلة وقال: (رحمك الله إن كنت لأواها تلاء للقرآن) وكبَّر عليه أربعاً. الترمذي
١٤ - فضيلة حافظ القرآن.
- عن أبى موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيِّب وطعمها طيِّب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن، مثل الرَّيحانة، ريحها طيِّب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر". متفق عليه
١٥ - فضل الماهر بالقرآن والذي يتعتع فيه.
- حديث عائشة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السَّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران". مسلم والبخاري
١٦ - حسد صاحب القرآن.
- عن ابن عمر - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار“. متفق عليه
١٧ - حفظ القرآن خير من متاع الدنيا.
- عن عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في الصفة فقال: (أيكم يحبُّ أن يغدو إلى بطحان والعقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله ولا قطيعة رحم؟) قالوا: كلنا يا رسول الله، قال: (فلأن يغدو أحدكم كلَّ يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خيراً له من ناقتين، وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهنَّ من الإبل".
(أهل الصفة) فقراء المهاجرين كانوا يأوون إلى موضع مظلل في المسجد. (بطحان) اسم واد بالمدينة.
(العقيق) مكان على ثلاثة أميال أو ميلين من المدينة. (كوماوين) عظيمتي السِّنام من خيار مال العرب.
(زهراوين) أي سمينتين مائلتين إلى البياض من كثرة السمن. (بغير إثم) كالسَّرقة وغيرها.
١٨ - القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة.
- عن بريدة – رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "إنَّ القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرَّجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإنَّ كلَّ تاجر من وراء تجارته فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والديه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولا: بم كسبنا هذا؟ فيقول: بأخذ ولدكما القرآن، ثمَّ يقال: اقرأ واصعد في درج الجنَّة وغرفها فهو في صعود ما كان يقرأ، هذا كان أو ترتيلا. الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة.
١٩ - اعتزال الشيطان يبكى لسجود ابن آدم للتلاوة.
- عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكى يقول: يا ويله (وفى رواية) يا ويلي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنَّة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النَّار". مسلم
٢٠ - الله تعالى يباهى بالمجتمعين على القرآن.
عن معاوية - رضي الله عنه - أنًّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما يجلسكم؟ فقالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا الإسلام، ومنَّ علينا به فقال: أتاني جبريل - عليه السَّلام - فأخبرني أنَّ الله تعالى يباهى بكم الملائكة". مسلم
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
