728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 7 يناير 2015

    الخطاب الديني وخلطه بالخطاب السياسي وتأثيره علي الأمن المجتمعي للعرب


    بقلم / عادل سعد 

    تذكرت كثيرا مرحلة من مراحل الحياة التي عايشتها وكيف كان يعيش الناس جميعا في تناغم ومودة ورحمة , فكنا قليل ما نسمع عن مقتل شخص ما بسبب انتماء ايدولوجي ديني , ذلك حدث غير سعيد بالمرة فكيف يتم قتل نفس حرم الله قتلها إلا بالحق فكيف لشخص ما خلقه خالق الكون ومالك السموات والأرض أن يحكم في شخص اخر بل ويقتله تحت مسمي نشر الإسلام , هل الإسلام المعدل بأموال قطر وتركيا تحت اسم داعش هو إسلامنا ؟ نري يوميا مقتل الآلاف من البشر في العديد من الدول للأسف العربية فقط تحت مسمي نشر الدين ودولة الخلافة باسم مرتزقة داعش ؟ من هم ومن أين خلقوا لنا وما هذا الدين الذي يفرض علينا قتل وقطع الرؤؤس ومناكحة النساء كسبايا ورجوعنا لحقبة ما قبل الإسلام . هل حدث خطأ وخلل ما في مفهوم الخطاب الديني بصفه عامه بين البشر ولم لا بين العرب فقط , لماذا لم نري ظهور حركات متظرفة تفعل تلك الجرائم بدول غربية , لماذا لا يتم التقتيل والتنكيل وقطع الرؤؤس فقط بداخل دولنا العربية ؟ هل اختلاط مفهوم الخطاب السياسي بالخطاب الديني كان عامل من عوامل انهيار ما تبقي للعرب من أخلاق ومن احترام لدينهم الحنيف . 

    فالحقيقة أن مصطلح "الخطاب الديني" نفسه قد وقع ضحية لنفس قوانين القوة التي تحدث عنها فوكوه الفرنسي و ذلك لأن القوى العلمانية التي تساندها وتحركها التيارات السياسية الحاكمة والقوى الدولية صاحبة النفوذ في العالم العربي استخدمت قواتها الاجتماعية والإعلانية والمادية في الاستيلاء على الدعوة التي أطلقتها هي نفسها في البداية وفرض المفهوم الذي تريده علي مسألة "الخطاب" بحيث تحقق مصالحها المستمرة في علمنة وتغريب الإسلام تحت مسمي التجديد والتحديث للخطاب الديني. فخلط الخطاب السياسي بالخطاب الديني ودعمه بأموال الخارج قد خلق لنا جنين مشوهه كبر وترعرع علي العقائدية والكره والتخوين والقتل , تحول إلي وحش قبيح الآن يشوهه ما تبقي للمسلمين من أخلاق .
    إذا رجعنا إلي حكم الله في المفسدين في الأرض فحكمه تبارك وتعالي كان واضح فتقتيلهم واضح وصلبهم وتقطيع أيديهم وأرجلهم من الخلف , فأكثر شئ تشمئز له القلوب اليوم عندما نري صور قاطعي رؤؤس المسلمين والأبرياء تحت مسمي الإسلام , بالرغم من أن الإسلام برئ منهم وبعيد عنهم كل البعد ونتذكر حديث لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام الذي وصفهم تحت اسم الخوارج وقال 
    حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون سمعت محمد بن سيرين يحدث عن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرءون القرآن لا يجاوز تَراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه، قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق، أو قال: التسبيد 
    لذلك وجب قتلهم كما أمرنا رسول الله , هل هو حلم قريب أن نري تحالف عربي وجيش عربي قوي يقوم باقتلاع هذا المرض الخبيث الذي انهك جسد الأمة العربية وشوهه إسلامنا وافسد شبابنا ؟. 

    احترم دور المغرب الذي تنبئ بحكمة وحنكه شديدة خطر التطرف العقائدي وقام بإصدار وسن القوانين الرادعة بضربات استباقية وبالأخص أخر قرارات ملك المغرب بشأن منع الخطاب السياسي في المنابر وعدم خلط الخطاب الديني بالخطاب السياسي , فالجميع يعلم أن السبب الرئيسي اليوم في خراب معظم الدول العربية فيما يسمي بدول الربيع العربي قد بدأ بهذا السبب هو استهلاك الخطاب الديني والاجتماعي وتطويع الدين للوصول لإغراض سياسية والتي ترتبط في الغالب بتنفيذ أجنده خارجية للدول الممولة للسيطرة علي عقول الشباب العربي الذي يعاني من البطالة والفقر والهشاشة , 
    اعلم أن الحديث عن الموضوع شائك وطويل وقد يستوجب كتابة أكثر من موضوع في هذا الشأن لذلك ترقبوا سلسله من المواضيع القادمة عن تطويع الخطاب الديني وخلطه بالخطاب السياسي وتأثيره علي الاقتصاد والأمن الاجتماعي للدول الموضوعة تحت منظار الغرب 
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: الخطاب الديني وخلطه بالخطاب السياسي وتأثيره علي الأمن المجتمعي للعرب Rating: 5 Reviewed By: alsharq alaraby
    Scroll to Top