كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق - بابل .
انطلقت في الجامعات العراقية ، خلال الاسبوع الماضي وما زالت متواصلة ، حركة تظاهرات طلابية ، اطلق عليها " ثورة القمصان البيضاء " ، وهي انتفاضة طلابية ضد السياسات الهامشية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .. وكانت المطالبات التي رفعها الطلبة في احتجاجاتهم .. هي استقالة الوزير .. وابعاد الوزارة عن نظام المحاصصة الطائفية ، لانها وزارة تهتم بالشأن التربوي واعداد الاجيال القادرة على قيادة البلاد الى شاطىء السياسة الحكيمة وابعادها عن التخبط والعشوائية .
كانت البداية في جامعة المثنى .. عندما استطاعت الجموع الطلابية من ارغام الوزير على عدم دخول الحرم الجامعي ، اثناء زيارته للجامعة المذكورة ، حيث عاد خائبا ولم يتمكن من الوصول الى البوابة .
بعد ايام قليلة اصطف اساتذة الجامعات مع الطلبة في مواقفهم لاصلاح العملية التربوية وانتشالها من خانق الفساد والتحزب والطائفية .
ثم ان جامعات البصرة والكوفة وبغداد والقادسية وذي قار وميسان وبابل والنجف وكربلاء ، جميع هذه الجامعات شكلت وحدة طلابية متماسكة لممارسة الضغط على الحكومة لابعاد الجامعات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية ايضا ، عن نظام التحاصص والتحزب والطائفية والفساد الذي ، كما يقول الطلبة ، انه مستشري في دوائر الوزارة . وقد حظيت هذه الاحتجاجات بالدعم والاسناد من قبل المتظاهرين المدنيين والاسلاميين ايضا والليبراليين .
من جانب آخر تواصلت التظاهرات في المحافظات العراقية بشكل اسبوعي متواصل ، حيث شهدت ساحة التحرير في بغداد حشودا كبيرة من المحتجين وهم يحملون الاعلام الوطنية وشعارات تدعو للتمسك بالاصلاحات الجوهرية الشاملة بعيدا عن نظام المحاصصة الطائفية المقيتة . وفي الاتجاه نفسه .. فقد اعتصمت جموع غفيرة من مؤازري التيار الصدري ، امام بوابات المنطقة الخضراء . المطالب تؤكد تمسك التيار الصدري بالاصلاحات الشاملة وعدم العودة الى نظام المحاصصة الطائفية . كما ان محافظات الوسط والجنوب ، هي الاخرى قد شهدت احتجاجات واسعة ضمت مختلف الشرائح الاجتماعية وترفع لافتات تؤكد على ضرورة مغادرة الطائفية والمحاصصة ومحاربة الفساد واجراء تغيير شامل في بنية الدولة بشكل واضح لا غبار عليه .
