تقرير /أيمن بحر
فى حديث مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول الحروب تمر بحالات مد وجذر وغزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا ليس إستثناء فى البداية سادت مخاوف من أن تحقق روسيا إنتصاراً سريعاً لكن المقاومة الأوكرانية والإنسحاب الروسى بدد تلك المخاوف فحولت روسيا تركيز هجومها الى الشرق.
وبتجاوز الحرب يومها المائة.. فإلى أين تتجه هذه الحرب مستقبلاً؟
فيما يلى خمسة سيناريوهات محتملة لهذه الحرب ولا يستبعد أحدهما الآخر لكن جميعها تقع ضمن حدود الاحتمالات المتوقعة.
1: حرب الإستنزاف
قد تستمر الحرب لشهور إن لم يكن سنوات وتخوض خلالها القوات الروسية والأوكرانية حرب إستنزاف مديدة.
يتبدل الزخم صعوداً وهبوطاً بين الطرفين ويحقق كلا الجانبين مكاسب أحياناً ويمنيان بخسائر أحياناً أخرى لا يرغب أى طرف بالإستسلام ويرى الرئيس الروسى بوتين أنه يمكن أن يكسب الحرب من خلال إظهار الصبر الإستراتيجى والمراهنة على أن الدول الغربية ستشعر بـ إرهاق أوكرانيا وستركز أكثر على أزماتها الإقتصادية والتهديد الصينى.
أظهر قادة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة جبهة موحدة فى إجتماع مجموعة السبع فى مارس الماضى
لكن الغرب يستمر فى تصميمه ويواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وتنشأ خطوط معركة شبه ثابتة وتتحول الحرب الى صراع دائم بوتيرة منخفضة وتصبح حرباً الى الأبد.
ويقول ميك رايان، الجنرال الأسترالى المتقاعد والعالم العسكرى: هناك إحتمال ضئيل لتحقيق نصر عملى أو إستراتيجى ساحق من قبل أى من الطرفين على المدى القصير، لم يُظهر أى من الطرفين المتحاربين القدرة على توجيه ضربة إستراتيجية حاسمة.
2: بوتين يعلن عن وقف إطلاق النار
ماذا لو فاجأ الرئيس بوتين العالم بوقف لإطلاق النار من طرف واحد؟ يمكنه أن يكتفى بما حققه من مكاسب على الأرض ويعلن النصر.
ويمكن أن يدعى أن عمليته العسكرية قد إكتملت: فالإنفصاليون المدعومون من روسيا فى دونباس باتوا يتمتعون بالحماية، وأقام ممراً برياً الى شبه جزيرة القرم، ويمكنه بعد ذلك السعى لكسب موقف أخلاقى والضغط على أوكرانيا لوقف القتال.
هذه حيلة يمكن أن تستخدمها روسيا فى أى وقت، إذا أرادت الإستفادة من الضغط الأوروبى على أوكرانيا للتنازل والتخلى عن بعض أراضيها مقابل سلام إفتراضى كما يقول كير جايلز الخبير الروسى فى مركز أبحاث تشاتام هاوس.
راجت مثل هذه الحجج بالفعل فى باريس وبرلين وروما ومفادها: لا حاجة لإطالة أمد الحرب، حان الوقت لوضع حد للآلام الإقتصادية العالمية دعونا نضغط من أجل التوصل الى وقف إطلاق النار.
ومع ذلك، ستعارض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجزء كبير من دول أوروبا الشرقية هذا التوجه حيث يرى ساسة هذه الدول أن الغزو الروسى يجب أن يفشل من أجل أوكرانيا والنظام الدولى.
لذا فإن أى وقف أحادى لإطلاق النار من جانب روسيا قد يغير تبريرات الحرب، ولكنه لن ينهى القتال.
3: جمود خطوط القتال
ماذا لو خلصت كل من أوكرانيا وروسيا الى أنهما لا تستطيعان تحقيق المزيد من الناحية العسكرية ودخلا فى محادثات من أجل الوصول الى تسوية سياسية؟
إستنفد جيشا البلدين قدراتهما وباتا يعانيان من نقص فى القوة البشرية والذخيرة الخسائر البشرية والمادية لم تعد تبرر خوض المزيد من القتال، الخسائر العسكرية والإقتصادية لروسيا غير قابلة للتعويض والشعب الأوكرانى سئم الحرب وبات غير مستعد للمخاطرة بمزيد من الأرواح من أجل نصر بعيد المنال وصعب التحقيق.
ماذا لو قررت القيادة فى كييف وبعد أن باتت غير واثقة من إستمرار الدعم الغربى أن الوقت قد حان للتحدث مع الروس؟ وإعترف الرئيس الأمريكى جو بايدن صراحة بأن هدف أمريكا هو أن تكون أوكرانيا فى أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات.
لكن قد لا يكون هناك جمود فى ساحة المعركة لعدة أشهر وأى تسوية سياسية ستكون صعبة لأسباب ليس أقلها عدم ثقة أوكرانيا بروسيا، وقد لا يصمد أى إتفاق سلام ويمكن أن يعقبه المزيد من القتال.
4: إنتصار لأوكرانيا
هل يمكن لأوكرانيا أن تخالف كل التوقعات وتحقق شيئاً أقرب الى النصر؟ هل تستطيع أوكرانيا إجبار القوات الروسية على الإنسحاب الى المواقع التى كانت تنتشر فيها قبل الغزو؟
وقال رئيس البلاد فولوديمير زيلينسكى للتلفزيون الهولندى هذا الأسبوع إن أوكرانيا ستنتصر بالتأكيد فى هذه الحرب.
ماذا لو فشلت روسيا فى الإستيلاء على كل دونباس وتكبدت المزيد من الخسائر؟
العقوبات الغربية توجه ضربة لآلة الحرب الروسية تشن أوكرانيا هجمات مضادة بإستخدام راجمات الصواريخ الجديدة التى حصلت عليها وتستولى على الأراضى الواقعة فى خطوط تمركز القوات الروسية وتمر عبرها خطوط إمدادها، وتنجح أوكرانيا فى تحويل جيشها من قوة دفاعية الى قوة هجومية.
هذا السيناريو محتمل لدرجة تكفى لجعل صانعى السياسة يشعرون بالقلق بالفعل بشأن عواقبه إذا كان بوتين يواجه الهزيمة، فهل يمكنه التصعيد بإستخدام أسلحة كيميائية أو نووية؟
قال المؤرخ نيال فيرجسون فى ندوة فى كينجز كوليدج بلندن مؤخراً: يبدو من غير المرجح أن يقبل بوتين بهزيمة عسكرية تقليدية إذا كان لديه خيار نووى.
5: انتصار لروسيا
وماذا لو حققت روسيا إنتصاراً محتملاً؟ يؤكد المسئولون الغربيون أن روسيا على الرغم من النكسات المبكرة التى منيت بها، لا تزال تخطط للإستيلاء على العاصمة كييف وفرض سطوتها على الكثير من أراضى أوكرانيا، وقال أحد المسئولين: تحقيق هذه الأهداف القصوى لا يزال مطروحاً.
يمكن لروسيا الإستفادة من مكاسبها فى دونباس وتحرير القوات لإستخدامها فى أماكن أخرى وربما حتى إستهداف كييف مرة أخرى، لا يمكن تجاهل العدد الكبير من قتلى القوات الروسية والقوات الأوكرانية تمنى بخسائر مستمرة فى ساحة القتال.
إعترف الرئيس زيلينسكى بالفعل بمقتل ما يصل الى 100 جندى أوكرانى وإصابة 500 آخرين كل يوم فى المعارك.
وقد ينقسم الشعب الأوكرانى الى معسكرين، واحد يرغب فى إستمرار القتال والآخر يبحث عن مخرج للتوصل الى السلام قد تبلغ بعض الدول الغر
