كتب: أشرف جمعه
غلاء الأسعار واحدة من ضغوطات الحياة، التي يواجهها الإنسان في جميع أنحاء العالم، لكن وطأة الغلاء تكون أشد شراسة على الفقراء، والعديد من الحكومات حاولت التعاطي مع المشكلة، والوقوف بجانب الفقراء.
بداية لابد وأن نعترف بأن الغلاء ظاهرة عالمية، وليست قاصرة على منطقة بعينها، وبالطبع له تداعيات ومشكلات خطيرة أبرزها زيادة التضخم عن المعدل المقبول فيزداد عدد الفقراء المطحونين.
وعند البحث في أسباب الغلاء، نجد منها عولمة التجارة، ودخول المحاصيل الزراعية على رادار البورصة العالمية، وهذا يحكمه قانون العرض والطلب، وعدم مقاومة المستهلك للغلاء الفاحش في ظل شراهة الاستهلاك .
لابد على العقلاء وطائفة المثقفين نشر وترويج ثقافة مضادة للإسراف في الاستهلاك، وأن تتحمل الحكومات مسؤولياتها في التصدي وبقوة للمتلاعبين باقوات الناس، كذلك منع وضبط المتعاملين بالمنتجات الرخيصة،والتي لها مردود سيء على صحة المواطن.
موجات الغلاء ليست جديدة وكانت حاضرة في مختلف العصور، وبالطبع كان الإسلام له بصمة قويه في هذا الأمر ووضع حلولا لهذه الازمات، وكل ما يعمل على تحويل حياة فئة من الناس ( الفقراء ) الى قطعة من الجحيم.
ففي عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ضرب الغلاء البلاد وشكا الصحابة رضوان الله عليهم من الغلاء وقالو يا رسول الله علا السعر فسعر لنا فكان جوابه (صلى الله عليه وسلم) ان الله هو المسعر القابض الباسط الرازق واني لأرجو أن ألقى الله وليس احد منكم يطلبني بمظلمة في دم اومال..أو كما قال.
ويأتي ذلك لان النبي ان ارخص السعر عن الثمن المعروض، قد يتسبب في ظلم التجار وفي نفس الوقت امر التجار ان يتقوا الله وان يكونوا صادقين.
كذلك نجد أن مراقبة الأسواق والاسعار في زمن الخلفاء الراشدين كانت علامة ظاهرة، وكان لهم منهج ثابت فكانوا يقومون بخفض الأسعار بالاستبدال، ففي زمن الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه شكا الناس إليه غلاء الزبيب في مكه فكان رده ارخصوه بالتمر، اي استبدلوه (متوفر واقل سعرا)، ويذكر انه قيل لابراهيم بن ادهم ان اللحم قد غلا فقال ارخصوه ولا تشتروه.
كما يذكر أن العديد من الدول الاوروبيه، قد انشا العديد من الجمعيات الاهلية التي تعمل على ضبط حركه الأسعار ويديرها ربات البيوت، ونجحوا في هذا الشأن كثيرا بمجرد التزام الناس بقرارات هذه الجمعيات، والتي حاربت الغلاء بشكل فعال.
ليتنا نفعل ونكرر مثل هذه التجربه التي سيستفيد منها الجميع، وستكسر هيمنة وطمع كبار التجار وتحد من جشعهم وتساند الفقراء أمام قلوب لا ترحم.
