كتب/يوسف عبداللطيف
بدون مُبالغة انا فيا عيب .. أنا مبنساش كلمة حد قالها سواء حلوة أو وحشه بالتوقيت والمكان والظرف ولا نظرة ضايقتني ولا رد فعل ما عجبنيش .. الكلام والنظرة بيفضلوا محفورين فى عقلى وبفتكرهم مع أي موقف .. مابنساش حد حاول يقلل مني ولا بنسى أي مواقف إتخذلت فيها .. كفيلة كلمة تشقلبلى يومى للأحسن وكفيلة برضو كلمة تكسر قلبي وتفضل وجعانى وقت طويل من غير ما أحسس اللى قُدامى بـ ده .. أنا حد بيركز في أبسط التفاصيل ومهما رجعت علاقتي مع أي حد عادى وزى الأول بفضل فاكر كل اللي عمله غصب عني ودي حاجة ما لهاش علاقة بسواد القلوب .. أنا بسامح بس ما بنساش .. فأحذروني وأسالوا عني قبل ما تتعاملوا معي
( عيب ) كانت منبراً وخطبةً يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة .. لم يكونون خطباء ولا دعاة أو مُفتين وإنما هي كلمتهم لإحياء فضيلة وذم رذيلة
كلمة ( عيب ) ثُرنا عليها ذات يوم عندما قلنا عَلَّمُونا العيب قبل ( الحرام ) وتمردنا عليها ظناً منا أننا سنعلم الجيل بطريقة أفضل .. فأخذنا الحرام سيفا بدون عيب
فنشأ جيل جديد لم نفلح في غرس كلمة " عيب " ولا شقيقتها الكبرى " حرام " في التفاهم مع سلوكياته أو مع التطوير والتزوير المستمر في العصر والمفاهيم والقيم حتى ماتت كلمة عيب وانتهت من قاموس التربية
إنا لله و إنا إليه راجعون .
تحياتي من القلب للمرحومة كلمة ( عيب ) ولكل الأجداد والآباء الذين استطاعوا أن يجدوا كلمة واحدة يبنوا بها أجيالاً تعرف الأدب والتقدير والاحترام في الوقت الذي أخفقت محاولاتنا بكل أبجديات التربية المتطورة
طب ليه احا عيب و ( طُز أو كُخ ) مش عيب .. رغم ان الـ 3 مصطلحات ظهروا في نفس الفترة الزمنية تقريبًا والمعنى الدلالي لـ كُخ هو ابتعد عن هذا لأنه مُقرف او انتهى عن فعل هذا وتُقال للأطفال .. كمان ان طُز ( تفيد اللامبالاة ) معروف قصتها منذ عهد الدولة العثمانية انه كانت تفرض ضريبة على العربات المارة بوسط القاهرة والمُحمّلة بالطعام او المواد الغذائية بينما كان يتجاهل افراد الامن العربات المُحمّلة بالمواد والسلع ضئيلة الثمن مثل الملح .. فكان يكشف الرجل غطاء ظهر العربة ليرى الملح فيقول طُز أي ملح .. فيسمح لسائق العربة بالرحيل
لكن لم نرى أي تفسير لأحا حتى يومنا هذا .. فم معناها ؟؟؟
احا هي احيه .. أيوة اللي الاسكندرانية كلهم بيقولوها شيوخ ورجال ونساء واولاد وبنات بس لأن اللهجة فيها شوية اختلاف هناك فبتلاقي الكلام مختلف زي ما بيقولوا على هنروح هنروحوا و بنحب بنحبوا
تقول الاسطورة انه في زمن قريب كان ليس لـ أحا وجود بينما كان الحاكم يعاقب كل من يعترض على شكل الحُكم التعسفي او بقرار على غير هواه بالسجن والتعذيب وكانت اللغة العربية الفصحى سائدة فكان المعترض يقف في مكان ما ويقول " أنا حقًا اعترض " فلجأ المواطنين بعد قرار الملك هذا الى اختصار العبارة بحرف من كل كلمة ويكون رمزًا او " سيمًا " بينهم ومن هُنا ظهرت أحا يعني ( انا حقًا اعترض ) اختصار كل كلمة بأول حرف منها تطلع لك أحا .. دوّر على معنى المصطلح في كل مكان في المُعجم و ويكيبيديا وشوف معناها ايه .. هتلاقية كلمة اعتراضية في الاخر تُقال عند الغضب .. كما أن الاصل في العادات الاباحة .. اللي بيقول على حاجة غلط بيقول غلط لأن ( …… ) وحرام لأن ( …… ) علشان اللي امامه يقتنع ويصدقه .. مش عيب لأنها غلط وغلط لأنها عيب .. انت كدا بتخاطب عقلك مش بتخاطب واحد مختلف معاك في وجهة نظر
يُقال أنه تم ادخال " أحا " ضمن موسوعة المصطلحات البذيئة في اللغة العربية في اربعينات القرن الماضي والسبب في ذلك هم الفئة التي سافرت خارج مصر في بعثات تعليمية او في عمل الى الخارج وعندما رجعوا الى مصر وكان احدهم يرى شخص يقول له احا يُنهيه عن ذلك معلّلًا بأن من العيب ان تقول أحا في وجهي فيرد قائلها " لماذا ؟؟ " فلا يرى الناهي شيئًا ليقوله سوى انها غلط ان تُقال في وجه أي احد وليس انا فقط .. حتى يُبعد سبب النهى عن شخصه بالتمييز او التكابر على اهل بلده وهو سبب غير مقنع .. لكن آفة بلدنا التحريم والتجريم واياك تقول ليه … قول احّا
لك الله يا وطني .. لك الله يا أرض الكنانه
