كتب: أشرف جمعة
في أزمنة سابقة كان البيت هو الاساس في التربية، خروج الطفل اول احتكاك له بالعالم الخارجي اللعب مع أبناء الجيران أو المنطقة، وكأن الطفل يتجنب الخطأ وأن يراه أحد الكبار والاسيعاقبه دون الحاجه للعودة لاهله.
واذا لم يفعل وذهب يشكوه لاهله، يقال له (وانت مضربتوش ليه ماهو زي ابنك)، كذلك كان الحال في الاحتكاك الثاني خارج المنزل الكتاب (بضم الكاف) وبه معظم اطفال المنظقة ويديره شيخ يقوم على تحفيظ الأطفال القرآن والقراءة الصحيحة والكتابة والضبط والربط، وفيه يخشى الطفل من عدم الحفظ أو من الشجار مع الاقران، لأن الشيخ سيضرب الجميع بكل قسوة.
يتخرج الطفل من هذا المكان الى المدرسة مؤهلا، يجيد القراءة والكتابة متحليا بالآداب العامه، ومن هنا قد حققت الأسرة اشياء مهمه ، الصح والخطأ والالتزام بالآداب العامة، حفظ القرآن والنطق السليم والقراءة والكتابة قبل دخول المدرسة.
هكذا تم وضع الأسس لبناء انسان جيد، وعند بداية مرحلة المدرسة، يذهب ولي الأمر إلى المدرس ويطالب بأن يكون صارما مع ابنه اذا أخطأ، وهذا بالطبع حرصا على مستقبل ابنه ليصبح ناجحا في مستقبله.
اما الان فقد أصبح الوضع سيئا للغاية،أغلقت الكتاتيب وأصبح اللعب بجوار البيت محفوفا بالمخاطر، إضافة إلى أنه إذا قام أحد الجيران بتوبيخ احد الأطفال اذا أخطأ أثناء مرورة، ينال موجات من اللوم من اهل الطفل المخطئ وقد يحدث معه مشاجرة بسبب ذلك.
فلا الطفل تادب ولاتعلم ولايخشى الخطأ أمام الكبار.
تبدأ مرحلة المدرسة والطفل بلا أسس ولاقواعدفي التربية ومخارج الحروف ضعيفة، فماذا تفعل المدرسة والخامه رديئه، واللوم دائما على المدرس، هل يمكن إخراج انسان ناجح بهذه الإمكانيات.
اذا كان المبنى بلا قواعد فكيف يستمر، والاهل يطلبون من المدرس ان يكون ساحرا يأخذ هذه ( العجينة) ويخرج منها كائن عالمي، فإذا حاول تقويم سلوك الابن يناله من الهجوم والسباب والنماذج كثير .
مواصفات النجاح عبارة عن مجموعة من العوامل التي يتم تكوينها، بداية من البيت الذي هو أول عالم يحتك به الطفل، وبعد ذلك العوامل الأخرى.
عزيزي ولي الأمر حبك لطفلك وتلبية مطالبه، ليست هي الوسيلة التي تخرج انسان ناجح في الحياة يفيد نفسة ويفيد مجتمعه، اذا الكتاتيب قد اغلقت لأسباب لا أعلمها.
فلماذا لا تقوم المساجد بهذا الدور في الفترة من بعد صلاة العصر بشكل يومي، كذلك دور البيت في التأديب وليس الضرب، التأسيس على قواعد ان الكبير له كل الاحترام.
العودة للدين والالتزام وان يكون الكبير قدوة صالحه فالطفل يقلد، ومن شب على شيء شاب عليه وكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته.
